العولمة «مسرولة»  كمان
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

العولمة «مسرولة» .. كمان!

 فلسطين اليوم -

العولمة «مسرولة»  كمان

حسن البطل

كانت امرأة، وكان اسمها الأدبي ذكورياً: جورج ساند. هذه الفرنسية كانت، في زمنها، «فضيحة» المنتديات الثقافية في بلدها (ومن ثم في العالم قاطبة). ليش؟ بدلاً من الفستان الانثوي المعقّد، ارتدت سروالاً، يعني بنطالاً!
الآن، بصُ وشوف شوارع العالم، ترى النسوان والبنات نصفهن «مسرولات»، ونصف «المسرولات» محجبات، ونصفهن الثاني، تقريباً، يلبس «الزي الشرعي» الاسلامي.
تقريباً، غربت شمس الفستان الانثوي المحتشم عن شوارعنا، وبقيت في القصيدة المغناة: «حتى فساتيني التي اهملتها ... فرحت به، رقصت على قدميه"، وكذا غربت شمس التنورة/ الخراطة/ الجونلة/ الجوب، سواء كانت تحت الركبة بقيراط او فوقها بقيراطين، او كانت ضيقة او وسيعة.
في المغرب، حوكمت شابتان لارتدائهما تنورة في سوق شعبي، وفي جدّة تحرش عشرات الخناشير (يعني الرجّالة) بسيدتين ترتديان الزي الشرعي الكامل (جلباب وحجاب) وتسيران في حديقة عامة.
أتذكر، قبل ستة عقود، أن الفستان والخراطة كان زي الاناث، وكانت الخراطة هذه تأخذ تفاصيل القسم الانثوي الاسفل، راسمة شكل (S) مفتوحة، وكان غطاء «الرأس» ايشارب، على شكل مثلث مطوي يسمح لذؤابة الشعر وجديلتيه ان تلاعب الريح والشمس والمطر، وتجدون في رواية «الثلج» للتركي المتعربد أورهان باموك وصفاً جميلاً لنساء «الايشاربات» الثائرات كما وتجدون في صور بنات ايران الفرحات بالاتفاق الثوري غطاء رأس انثويا يسمح لذؤابة الشعر أن تغازل الريح.
ماشي الحال، فالعولمة «مسرولة» كمان، وللرجال والنساء على السواء، فالمستشارة الألمانية ميركل مسرولة مثلاً، ورئيسة الوزراء البريطانية تاتشر كانت ترتدي «التايور» ذا القطعتين، سوى ان سراويل او بناطيل الرجال واسعة نوعاً ما، وسراويل البنات ضيقة «نوعين» ما، ومعظم المسرولين والمسرولات يرتدين هذا «الجينز» العولمي بألوانه المختلفة، ويتسيّدها الأزرق (الكاوبوي) وبعضه «حائل» صنعاً، او ممزق صنعاً، او طويل وقصير .. هذا سروال معولم.
كان ايف سان لوران، مصمم الازياء الراقية «هوت كوتور» قد قال حسرته ومرارته، لأن سروال «الجينز» لم يكن اختراعه، او لأن «كوكو شانيل» لم تكتف بعطورها الفاخرة، بل ايضا صممت سراويل للنساء.
هل كانت «جورج ساند» مسترجلة او مخنثة .. او «مثليّة»؟ أم كانت قد ضاقت بتعقيد ملابس شاعر ذلك العصر الفيكتوري، الى ان شاعت ملابس احادية الجنس «يونيسكي» للذكور والاناث، ربما مع تغيير صف الأزرار في القمصان والبناطيل الى جهة اليمين للذكور او جهة اليسار للاناث.
من زي إلى زي آخر، تتبدل القبعات وغطاء رأس الرجال والنساء، لكن السراويل «معولمة» الى ما شاء الله، أما قبعات النساء التي كانت صناعة كاملة في الغرب فقد انقرضت، سوى عن رؤوس ملكات بريطانيا مثلاً.
في الشتاء تعرض بيوت الأزياء ثياب الصيف، وفي الصيف تعرض ثياب الشتاء، لكن معظم التصاميم الغريبة لا يرتديها أحد، ويبقى اللباس العالمي معولماً يميل الى البساطة و«الهركلة» وسراويل الجينز و«اغسل والبس».
تتغير «موديلات» السيارات كل سنة، او سنتين، لكنها «تدبّ على أربع» وهكذا حال السراويل التي تغير موديلاتها لكن تظل «تدب» «مستلبسة» ساقي النساء والرجال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العولمة «مسرولة»  كمان العولمة «مسرولة»  كمان



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 13:29 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

"ساعة رضا" فيلم كوميدي يُقدم معالجة جديدة لآلة الزمان

GMT 04:25 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

الأحمر النابض يبرز أناقة وجرأة الرجل في الربيع

GMT 10:57 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

تعيش أجواء حماسية خلال هذا الأسبوع

GMT 21:48 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

"بورش" تستدعي أكثر 75 ألف سيارة حول العالم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday