جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

"جنوبيون في صنعاء/ شماليون في عدن" !

 فلسطين اليوم -

جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن

حسن البطل

اليمن في الأخبار سياسة، وهذه مخلوطة بنزاع المذاهب والفرق الإسلامية، لكن قلما تجيب الأخبار السياسية على سؤال: كيف تشكل الفرق الشيعية محوراً من طهران إلى دمشق (العلوية)، فبيروت (جبل عامل).. والآن اليمن (الحوثي).. بينما يسود تناحر بين فرق المذهب الإسلامي السني وهو الغالبية (داعش، القاعدة، النصرة.. إلخ).
في النصف الثاني من القرن المنصرم، كانت ثلاث دول مغلقة أمام علاقات مع العالم: أفغانستان، اليمن، وألبانيا، وقد نضيف إليها دولة رابعة لا تزال مغلقة هي كوريا الشمالية.
أشدها انغلاقاً كان اليمن الشمالي، تحت حكم الإمام حميد الدين، الذي كان ينتمي إلى العصور الوسطى، ورغم انضمام نجله، الإمام البدر، إلى كونفدرالية مع الجمهورية العربية المتحدة، الا ان ناصر دعم انقلاب عبد الله السلال، كما دعمت السعودية الإمام البدر.. وكانت أول حرب أهلية عربية في القرن العشرين.
روى لنا، في دمشق، ضابط مصري، خدم في اليمن تفصيلاً عن حرب استنزاف شاقة خاضها الجيش المصري، وفيها أن أنصار الإمام البدر كانوا يكمنون في المرتفعات لأرتال الجيش المصري في الوديان.. ويصيبون منها مقتلاً.
كيف؟ يكمنون خلف الصخور ببنادقهم، ويصوّبون إلى الجنود قنصاً عن طريق تسديد سبطانة البندقية بين إبهام القدم واصبعه، دون أن يظهروا برؤوسهم خلف الصخور!
محمد حسنين هيكل روى تفصيلاً آخر: في جعبة كل مقاتل يمني دقيق (طحين) وفي جعبة أخرى ملح، وعندما يجوع المقاتل القبائلي يخلط الدقيق بالملح بالماء.. و»يخبز» العجين بوضع الرغيف على صخر أملس ساخن!
الآن، فرّ الرئيس اليمني الشرعي من صنعاء إلى عدن. حلم الوحدة اليمنية تحقق طوعاً، ثم تكرّس بالقوة الشمالية، مستغلاً صراع الرفاق في عدن، الذين خاضوا حرب عصابات مدنية (حي كرتير مثلاً) ضد البريطانيين، بدعم من مصر الناصرية، وكانوا عروبيين ويمانيين.. وأيضاً يساريين أولاً، أو يساريين متطرفين (أتذكر حواراً بين أدونيس وعبد الفتاح إسماعيل عن الثورة والثقافة واليسار).
قيل، على سبيل التفكه إنه كان في عدن مصنع البيرة الوحيد في شبه الجزيرة العربية، وليس لهذا السبب أخذ مجلس التعاون الخليجي (ممالك وإمارات وسلاطين) موقفاً سلبياً من ضم اليمن الجمهوري والعراق الجمهوري إلى عضويته.
تعرفون أن اليمن «غابة سلاح» حيث قطع السلاح بأيدي القبائل أكثر من تعداد السكان. لكن يجهل بعض العرب أن اليمانيين هم من أذكى الشعوب العربية وأشدها مراساً وصبراً على الشدائد، وأن قتلى «الانقلاب الحوثي» قلائل نسبياً إزاء العراق وسورية.
لا أعرف متى شاعر اليمن الكفيف عبد الله البردوني كتب قصيدة تصور حال اليمن قبل الوحدة اليمانية وبعدها.. ولكنها تعبّر عن واقع اليمن واليمانيين قبل الوحدة وبعدها:
«يمانيون في المنفى/ ومنفيون في اليمن»
«جنوبيون في صنعاء/ شماليون في عدن»
كان الرئيس صالح شمالياً، وكان كما يقال زيدياً، وصار الرئيس اليمني جنوبياً (عبد ربه منصور هادي) وهو جنوبي وأظنه سنّي المذهب!
خابت آمال اليمنيين الجنوبيين بالوحدة اليمانية، وعادوا منذ بعض الوقت ليطالبوا بالانفصال باسم الاستقلال عن يمن شمالي قبائلي، وبعد سيطرة أنصار عبد الملك الحوثي على صنعاء في أيلول الماضي، رفعوا أعلام اليمن الجنوبي.
لا أعرف من قال: «لا بد من صنعاء وإن طال السفر» هل هو الإمام الشافعي (أحد الأئمة السنّة الأربعة.. ومعظم الفلسطينيين شوافعة) أم سواه، لكن صاروا يقلبون كلامه إلى «لا بدّ من صنعاء وإن طال القهر»!
مجلس التعاون الخليجي يطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل العسكري ضد الحوثيين في اليمن، وفق «البند السابع»، بما يذكّر بالتحالف الدولي ضد العراق وفق هذا البند.. لكن أي دولة تجرؤ على إرسال جنودها إلى بلاد هي «غابة سلاح» ورجالها يجيدون القنص (شارك قناصون يمانيون في حرب 1948 في فلسطين).
شيء آخر طريف حقاً، وهو مطالبة أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، بإحياء وتفعيل «ميثاق الضمان الجماعي العربي» الذي وضع بعد نكبة فلسطين.
يعقدون تشابهاً بين خطيب «الانقلاب الحوثي» عبد الملك الحوثي، والخطيب العربي الأول حسن نصر الله أمين عام «حزب الله» ، لكن لا يجيبون على السؤال: لماذا تمارس طهران و»حزب الله»، والحوثيون سياسة سيطرة ذكية وتحالفات سياسية وعسكرية ومذهبية بينما الفرق السنية تتناحر، وتقوم «داعش» باستمالة ولاء غيرها من الفرق السنية، أو زجرها بالقوة، وحتى ردعها بالقتل و»التكفير».
عدن البحرية المتفتحة على العالم تاريخياً، عليها أن تنهض، كعاصمة مؤقتة، بمهام تحرير صنعاء، كما «حرّرت» صنعاء عدن من الانفصاليين اليساريين.
لكن، هل تكفي الشرعية العربية والدولية للرئيس منصور لمصارعة «القاعدة» والحوثيين معاً، حتى بالاستناد إلى قبائل سنّية شمال اليمن، معارضة للحوثيين، وإلى معظم الأحزاب اليمانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 04:39 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار أساسية في تصميم السلالم الداخلية للمنزل العصري

GMT 16:06 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 08:18 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة مستمرة في تعرية ظلم القضاء الأفغاني

GMT 05:54 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علي العلاق يضع اسمه على الدينار بدلاً من توقيعه

GMT 14:42 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار براك يبحث مع ممثل جمهورية مالطا دعم النيابة العامة

GMT 22:03 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مكرمة رئاسية لعدد من الحالات الإنسانية في محافظة جنين

GMT 23:43 2017 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

استقبال خاص لكريستيانو رونالدو في مسقط رأسه

GMT 06:36 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

390 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في 18 شهراً
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday