حلقة حول الحفرة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حلقة حول الحفرة

 فلسطين اليوم -

حلقة حول الحفرة

حسن البطل

حلقة حول حفرة. تتجدد الحلقة (من بلد إلى بلد؛ ومن مقبرة إلى مقبرة) وتظل من دون «ال» التحديد. أنت في حلقة حول قبر آخر في مقبرة البيرة. كنتَ في حلقة حول قبر في تلك «المقبرة المركزية» ببيروت الغربية، وكنتَ في حلقة حول حفرة مقبرة فرعية في حمام الشط.
.. وذات موت آخر لنفر آخر من «فصيل الإعلام» سرتَ في موكب سيارات مسافة طولها سبعون كيلومتراً، لأن نفراً سبقك من الفصيل ذاته، تلزمه حفرة في مقبرة المسلمين في لارنكا القبرصية.
وصلنا لارنكا من بيروت بحراً، وغادرنا لارنكا إلى جوار فلسطين جواً. بين وصول ومغادرة تركنا عنصرين آخرين من فصيل الإعلام في حفرتين.
مات الذي أعطته أمه وأبوه اسم «سالم السعدي»، ودفنا رفيق الفصيل الذي أعطيناه اسم «سامي بشير». في العراق، حيث ولد في العام 1952 يتقبل ذووه التعازي في ما كان الفتى سامي. وفي رام الله يتقبل رفاق دربه التعازي في الكهل سامي. 
.. صارت الحفرة معرّفة: هذا قبر سالم «سامي» انضم إلى فصيل الإعلام الموحد في العام 1972، وغادر الفصيل إلى دار البقاء في العام 1999.
كم تحلّق سامي في حلقة بيروتية تتوسطها حفرة رفيق، وألقى نظرة أخيرة إلى وجه أغمضت جفونه، حتى لا يرى الرفيق الحيّ نظرة لم يرها في عيني رفيق الدرب .. غير: الحزن، الغضب، الفرح .. والألم. نظرة سؤال لا جواب عليه.
حلقة هي الحلقة التي تتجدد من بلد إلى بلد. ها قد وصلنا إلى البلد، وبدأنا زمن الموت موتاً عادياً. يذوي واحد من الحلقة إلى تلك الحفرة .. وفي زمن الموت غير العادي كان يهوي: «بالأحمر كفناه».
شارب سامي وعيناه علامتاه من منفى إلى منفى؛ وللزمن أن يبدأ حراثة حفرة الموت بدءا من شعر الرأس الذي يتقهقر عاما فعاماً؛ وفيه يزرع الأبيض راية النهاية المبكرة.
أول البلدان فلسطين؛ وآخر البلدان فلسطين. أول الطريق فلسطين؛ وآخر الطريق فلسطين.. وحلقة الفصيل حول الحفرة تضيق وتضيق .. ولكنها لا تزال تكفي ليتذكرك رفاقك في جيش المسيرة، وفي كتيبة الإعلام، وفي فصيل الإعلام الموحد، فيمنحونك جنازة نصف عسكرية، ويلفون جثمانك بالعلم الفلسطيني.
كان «خالد العراقي» عراقي المولد، وكان فلسطينيا في المسيرة. ومثل سامي تزوج فلسطينية .. غير ان نائب رئيس تحرير «فلسطين الثورة» خالد العراقي (عادل وصفي) وجد قاتلا سياسيا يضغط زناد مسدس مكتوم الصوت على صدغه.
وقف «خالد العراقي»، قبل موته، في حلقة حول حفرة وارينا فيها السوري طلال رحمة (صارت الحفرة معرفة قبراً)، ووقف في حلقة لاحقة حول حفرة وارينا فيها الفلسطيني - عراقي المولد رشاد عبد الحافظ، الذي سقط في خندق القتال برصاصة بين عينيه.. فصارت الحفرة قبراً معرفا.
جثث سرية كاملة من فصيل الإعلام تحلقت حول حفرات معرفة. ثم، من لم يمت برصاصة قاتل مخابرات عربية، (خالد العراقي) او برصاصة مقاتل كتائبي (رشاد عبد الحافظ) صوّب السرطان سبابته إلى رأسه.. وقال : اترك الحلقة وانزل الحفرة. ما زالت في الفصيل بقية من الرفاق ليتحلقوا حولك. قل: وداعاً.
كان الطريق طويلا، بما يكفي لتحضر عرس حامل القلم (والبندقية أحياناً) في فصيل الإعلام، واحيانا عرس ابنه .. ونادراً ولادة حفيد الرفيق.
.. وكان الطريق دامياً: مئة موت استثنائي في المنفى، مئة حلقة حول مئة حفرة، حتى تعود إلى أول البلاد، وآخر الطريق .. موتاً عاديا. الحلقة حلقة. حفرة هي الحفرة، لكن، الموت يصير عادياً، وتبقى من مراسيم الموت الاستثنائي عربة عسكرية (كان الجنود في المنفى أنفاراً وكانوا شباباً؛ فصار الجنود ضباطاً، وصاروا كهولاً».. وأيضا هذا العلم: من المهد الي اللحد.
المسافة قصيرة من جامع البيرة إلى مقبرة البيرة (الحياة قصيرة) والمسافة طويلة من العراق الى لبنان فتونس .. ففلسطين أخيراً (النضال طويل).
كنا نقول، متحلقين حول حفرة ستصير معرفة قبراً، «العهد هو العهد». ماذا نقول متحلقين حول حفرة معرّفة جديدة: «إنا لله وإنا إليه راجعون».. وفي سويداء القلب عهد غير معلن، بأن يتحلق ما تبقى من رجال الفصيل حول حفرة من يذوي من رجال الفصيل:
«بالأمس كنت مثلك / وغداً تكون مثلي» حكمة الموت على شاهد قبر. وعلى بعض القبور إشارة إلى مكان الولادة - بعيدا غرباً قرب الساحل الأزرق.
الساحل هو خط النهاية. وعندما نهش السرطان رأس سكرتير التحرير طلال همداني اللبناني في نيقوسيا، ودعته: «الروح حصباء على خط انكسار الموج».
الموج يبقى، والحصباء مرحلة من الصخر إلى .. الرمل.
حفرة ما غير معرّفة، تنتظرك أنت لتصبح معرّفة: هذا قبر الرجل الأخير في فصيل الإعلام الموحد. لا يوجد في الحلقة أول أو آخِر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلقة حول الحفرة حلقة حول الحفرة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday