صعبة وطويلة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

صعبة وطويلة

 فلسطين اليوم -

صعبة وطويلة

حسن البطل

.. وإذن؟ لعلّها حرب الاستنزاف الثانية التي تخوضها مصر. الأولى كانت في عامي 1970ـ1971 ضد الجيش الإسرائيلي؛ والثانية ضد الإرهاب الجهادي الذي تصاعد في سيناء بعد إزاحة الإخوان المسلمين عن الحكم.
في الواقع، كانت مصر الناصرية قد واجهت إرهاباً إسلاموياً عابراً منتصف خمسينيات القرن المنصرم، وذروتها كانت محاولة اغتيال جمال عبد الناصر.
في ذروة أخرى، تمّ اغتيال الرئيس أنور السادات في «حادثة المنصّة» الشهيرة، وفشلت محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك أثناء وجوده في قمة أفريقية بأديس أبابا.
الموجات الإرهابية السابقة، وبخاصة في حكم مبارك تركزت على عمليات ضد السياح الأجانب في صعيد مصر، ومنطقة الأهرامات، ومنطقة شرم الشيخ.
في هذه الموجة، الأصعب والأخطر، تتركز العمليات الارهابية في سيناء ضد الجيش المصري، وقليلاً ضد أجهزة الأمن وأفرادها في «بر مصر».
لماذا هي صعبة؟ لأن مساحة صحراء سيناء ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل، وهي تدور بين جيش نظامي وحركات عصابية.
جميع الموجات الإرهابية، منذ جمال عبد الناصر حتى عبد الفتاح السيسي مرتبطة بشكل أو بآخر، بحركة الإخوان المسلمين، التي وصفها السيسي بأنها «أقوى تنظيم سرّي في العالم»؟!
الجيش المصري أنهى في 30 حزيران حكم الإخوان المسلمين في مصر. لماذا؟ لأن السيسي سمع من قائد كبير في تنظيم الإخوان المسلمين قوله، قبل أيام من ثورة التصحيح، «ستجد من كل ربوع الدنيا ناس ستأتي لمقاتلتكم» لهذا السبب، يتم تركيز العمليات الجهادية ضد الجيش المصري، المقيّد في انتشاره بسيناء ببروتوكولات معاهدة كامب ديفيد، حتى دون هذه القيود فالحرب شاقة بين جيش وحركات عصابات. 
لا حاجة لمزيد قول إن أمن سيناء من أمن مصر، والأمن العربي من أمن مصر، وبخاصة بعد العام 2011، وبالذات بعد إطاحة حكم الإخوان في مصر.
ضمناً لا صراحة اتهم السيسي حركة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الهجمات الارهابية، لكن محكمة مصرية أصدرت، في اليوم السابق حكماً إثر دعوى من محام، اعتبر أن الجناح العسكري لـ «حماس» هو تنظيم ارهابي.
أحد قادة «حماس»، صلاح البردويل، وجد مفارقة بين هذا الحكم القضائي من محكمة مصرية، وبين رفع محكمة أوروبية حركة «حماس» من قوائم الارهاب.
هذه ليست مفارقة إلاّ شكلاً، لأن أوروبا ميّزت بين «شين فين» السياسية الايرلندية وبين جناحها العسكري المتهم بالإرهاب «الجيش الجمهوري الايرلندي» IRA، كما تميز بين حركة «فتح» السياسية والسلطة الفلسطينية وبين كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري للحركة.
في المقابل، «حماس» لا تميز نفسها عن ذراعها العسكرية «القسام»، من الصعب التمييز بين حركة في غزة هي جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والتنظيم الأم في مصر، أو حتى بين «القسام» و»كتائب بيت المقدس» التي أعلنت البيعة للدولة الإسلامية في الشام أو العراق.
تصاعدت العمليات في سيناء بعد إعلان مصر عن توسيع قناة السويس، ويشمل هذا المشروع الضخم، ستة أنفاق تحت قناة السويس، تمهيداً لإعمار سيناء وإسكانها، لكنه سوف يسهل نقل الدبابات إلى سيناء في حالة حرب بين مصر وإسرائيل، الأمر الذي لا تنظر إليه إسرائيل بارتياح، فهي ترى في جزء من سيناء إمكانية مستقبلية لتوسيع قطاع غزة ثلاثة أضعاف واعتبارها «دولة فلسطين»، أو «إمارة غزة الإسلامية».
مصر ستعاني، سنوات قد تطول، من الارهاب، لكن الشعب الفلسطيني في غزة سيعاني من حصار مزدوج: إسرائيل من جهة ومصر من جهة أخرى، ومعه ستعاني السلطة الفلسطينية بين تأييدها لمصر ومتاعب شعبها في غزة، كما يعاني الشعب الفلسطيني في سورية لأنه في سورية التي تعاني «حرباً عالمية» من الحركات الإسلامية المسلحة ومن عزلة دولية.. وخراب عميم!
المشكلة أن الحركات الإسلامية ترفع «المقاومة» شعاراً وحجة ضد السلطة الفلسطينية، بينما أن المقاومة الحقيقية هي تكامل النضال العسكري مع النضال السياسي الذي تخوضه السلطة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل قوية عسكرياً، لكن ضعيفة سياسياً بسبب الاحتلال لفلسطين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعبة وطويلة صعبة وطويلة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 21:45 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

العواصف والبرق في سماء يعبد قضاء جنين

GMT 03:23 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

باول يبيّن أن "الفيدرالي" يخطط لرفع الأسعار

GMT 04:35 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الابتعاد عن تناول القهوة في الصباح لتجنب الإصابة بالتعب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday