طــــوّزت
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

طــــوّزت !

 فلسطين اليوم -

طــــوّزت

حسن البطل

نادرة؟ نعم. غير مسبوقة؟ كلا. يوما طوز في غير أوانهما، غير أنهما ليسا غير مسبوقين، ففي الثلث الأخير من آذار 1998 طوّزت الدنيا، سماءً وأرضا، ربما في أوانها المعتاد، لكن ليس في مثل غرابتها.
ففي أيام أسبوع واحد من العام 1998 تعاقب يومان «مطوّزان»، الاثنين والثلاثاء، بثلجة يوم الأربعاء، وأعقب الثلجة سماء سخية مدرارة المطر، وفي الخميس انقشع الطوز، وذاب الثلج بماء المطر. تعاقب طوز وثلج ومطر يشكل ظاهرة غير مسبوقة، على الأقل في حياتي، وليس ظاهرة مناخية غير مسبوقة في دول هذه المنطقة.
كيف عرفتُ تعاقب طوز وثلج ومطر في أيام أسبوع آذاري؟ ليس من موقع «طقس فلسطين» مثلاً، بل من شعر مكركب كتبته ونشرته في هذا العمود ذات يوم جمعة 18 آذار 1998.
طوز أيلول، في غير أوانه، قد يومئ إلى «أيلول ذنبه مبلول» كما حصل العام المنصرم، وكان مقدمة لشتاء طويل وقارس حمل ثلاث ثلجات.
هذا الصيف القائظ، بعد شتاء قارس، قد يكون مقدمة لشتاء مثل شتاء العام الفارط، ونرجو أن يكون رطباً مثله لا شحيح المطر، بعد صيف كان لاهباً نشّف الأرض!
العام 2014 ـ 2015 كان الأكثر حرارة على نطاق الأرض، وفي نصف الكرة الشمالي، منذ أن بدؤوا في توثيق الحرّ والقرّ، وفي مؤتمر ريودو جانيرو، أواخر القرن العشرين المنصر/ بدؤوا عقد قمة مناخ عالمية «لفرملة» احترار جو الأرض، وسيعقدون بباريس، في كانون الأول المقبل قمة أخرى.
حسناً، تراهم يفسّرون فوضى «ربيع عربي» صار خريفاً ثم شتاءً، بالعلاقة بين المدّ الأصولي والاستبداد في نظام الحكم العربي.
البعض يرى علاقة أبعد بين القحط والمدّ الأصولي والحروب، وموجة الهجرة إلى الشمال.
الصومال أولاً، ثم هذا الشرق العربي، حيث دفع القحط وفرط السكان معاً، إلى هجرة داخلية لملايين السكان من الريف إلى المدن في العراق وسورية.
هناك من يفسّر موجة الفتوحات الإسلامية، ليس فقط بالديانات، بل، أيضاً، بالزحف شمالاً. بدءاً من القرن الرابع الميلادي. هناك من يفسّر فتوحات قبائل المغول ليس فقط بملاحقة «نجمة ميلاد» في أفق السماء، ولكن بموجة قحط في آسيا الوسطى.
بين القرنين، حصلت هجرة إلى أوروبا الخضراء من شعوب الصحارى والقبائل التركية.
يقال: الثورة الصناعية الأوروبية مسؤولة عن بدء سخونة جو الأرض، وبالتالي عن تصحُّر في أفريقيا هو سبب من أسباب هجرة سكانها شمالاً.
التصحُّر وفرط السكان، يدفع إلى الهجرة شمالاً حيث «الماء والخضراء والوجه الحسن» وأوروبا تشكو من ضحالة وشيخوخة في التعويض عن ضعف الولادات، إلى جانب رخاء العيش فيها والشيخوخة!
***
لسببٍ ما، تذكّرت «افلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت»، لكن ليس في التفسير الديني لـ «سفينة الصحراء» ومنافعها، بل إلى أن هذه الدابّة والمطيّة والرّاحلة تستطيع، ربما وحدها من المخلوقات اللّبونة، أن تغلق فتحة واحدة من خيشومها، حسب هبوب العواصف الرملية، أو «ريح السَّموم» أو «الطوز».
بعض الناس «تكمكموا» في طوز هذا الخريف، أكثر مما يفعلون في موجات الإنفلونزا، لكن المسألة ليست من «علامات قيام الساعة» بل من تبدُّلات مناخية بعضها طبيعي في حياة الكرة الأرضية، مثل العصر الجمودي الرابع، في أوروبا، وبعد انتهائه حصلت هجرة أفريقية إلى أوروبا، وبعضها بفعل الإنسان وحضارته.
زمان، كان عدد سكان العالم من البشر مئات الملايين، والآن صاروا سبعة مليارات، قد لا تكفي ابتكارات الهندسة الوراثية الزراعية لإطعامهم مع هذا التصحُّر والجفاف.
«لم يمرّ على العراق عام دون جوع» قال الشاعر السيّاب، وهذا «الربيع العربي» بدأ في السودان، وبدلاً من أن يكون البلد «سلّة غذاء العالم العربي» صار بلاد الجوع والحروب والأصولية والديكتاتورية.. والهجرة حتى إلى إسرائيل، بدءًا من أثيوبيا فإلى أريتريا ودارفور.
هل «داعش» و»الدعشنة» نتيجة مدّ أصولي، أم هي عميقاً نتيجة تصحُّر بادية الشام والعراق، ثم تصحُّر بلاد الشام؟
يللا.. امسحوا الغبار عن أثاث بيوتكم، واغسلوا سياراتكم، واستعدوا لشتاء قارس، ربما «بسبع ثلجات كبار» وربما يكون بارداً وقاحلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طــــوّزت طــــوّزت



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:42 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد إجراء قرعة دوري المحترفين والأولى

GMT 10:04 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 18:00 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

أوزيل يرد على انتقادات جماهير أرسنال

GMT 03:12 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

ظلال عيون يناسب صاحبات البشرة السمراء

GMT 07:08 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

أشهر الأماكن للسياحة في روسيا خلال موسم الشتاء

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يفضّل جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أمام "أتلانتا"

GMT 14:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع دعوى قضائية ضد الملحن فارس اسكندر بعد تطاوله على الكعبة

GMT 17:01 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الأولمبية الإسبانية يبرز قوة الرياضة لحل أزمة كتالونيا

GMT 17:32 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الصافي يمنح لاعبات «طائرة الأهلي» راحة من التدريبات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday