قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

قال: "من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق" !

 فلسطين اليوم -

قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق

حسن البطل

مات الشهر الماضي، رينيه بوري، الذي له صورة شهيرة لـ "تشي" يدخّن سيجاراً. أنا أفضّل صورة "البيريه" تتوسطها النجمة الحمراء. سنقول: أجمل الصور لأجمل ثوار القرن العشرين.
سألني المصور أسامة السلوادي أن أكتب مقدمة لألبوم صور التقطها بعد سنة، وجميعها لوجه عرفات (بورتريه). حلّت المناسبة، ولعلّني أخلفتُ الوفاء بالوعد!
حسناً، من يقطع بجواب عن سؤال: من هو أحسن مصور التقط صورة وجه عرفات؟ وله ما لا يُحصى من الصور، قبل عصر التصوير الفوتوغرافي الملوّن، وبعد التصوير الملوّن الفوري.
كوفية عرفات أشهر من "نار على علم" كما يقال، لكن اعتماره الكوفية مرّ بمرحلتين؛ الأولى: عندما رفعها على جانب من "بروفيل" وجهه؛ والثانية عندما غطّى بقماشة الكوفية رقبته.
لا أعرف من قال إن طريقة اعتماره الكوفية تقارب، شكلاً، قبة المسجد الأقصى، وتنسدل على إحدى ذراعيه بشكل خارطة فلسطين!
لعرفات وجه غني في التعبير يشبه وجه جون لوتون، فهو في لحظة يبدو في قمة انفعال الغضب؛ وفي أخرى في ذروة السرور والانشراح.. أو حزيناً، مطرقاً في التفكير، أو تترقرق الدموع في عينيه.
هناك من يرى أن في وجه كل إنسان ما يشبه "مثلث برمودا" مقلوباً، ويشكل الحاجبان ضلعه، والأنف زاوية رأسه.
هناك من يرى أن لوجه بعض الناس "بروفيل" أيمن وآخر أيسر غير متشابهين في التعبير.. وهذا ما رآه الفيلسوف والصعلوك الثوري الفرنسي جان جينيه، الذي لاحظ أن "البروفيل" الأيسر لعرفات ذو شكل ناعم ورقيق، وشبه "أنثوي" أما "البروفيل" الأيمن لوجهه فهو "رجولي" وشديد الصرامة. 
ربما بعد هذه الملاحظة، صار عرفات يُرخي سدول كوفيته لتغطي "بروفيل" وجهه الأيمن، وتُعطي شكل خارطة فلسطين!
في المرحلة الثانية من "بورتريه" عرفات، صار يغطي رقبته بقماشة من "الكوفية" وأظن أن هذا بدأ شتاء العام 1985، حيث كان في زيارة للسويد، والتقط مصور سويدي بارع ما صار "بورتريه" لطريقة عرفات في ارتداء الكوفية على رأسه وتغطية رقبته.
أعرف، شخصياً، معظم "مصوري الرئيس"، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن لي دوراً في تعيين مصور خاص للرئيس. كيف؟
كانت جريدة ومجلة "فلسطين الثورة" تختار صوراً أرشيفية جامدة لوجه عرفات مرفقة بمقابلاته الليلية في بيروت، فقررت رفعها إن لم تكن صوراً حيّة ومرافقة لموضوع الخبر.. وهكذا، صار المصور المصري مراد عبد الرؤوف حتى وفاته مصوراً للرئيس.
بعد وفاة الرئيس ـ المؤسّس، أصدر مصورون محليون البومات صور عن حصاره في المقاطعة، وعن مغادرته للعلاج في باريس.. وعن مشهد وداعه ومواراته الثرى.
ومن ينسى صوره منكباً على العمل الليلي في ضوء الشموع أو البطاريات، وبالطبع منحنياً ومقبّلاً يدي طفل أو امرأة.
هاكم بعض عناوين أعمدتي في أسبوع غيابه: "تمرين على الغياب" 5/11/2004، و"الذي يحكم بالقلم" 1/11/2004، و"العرفاتية ـ اللاعرفاتية" 12/11/2004، أو "يوم من نهارين" 13/11/2004".
سأحكي عن "الذي يحكم بالقلم". لماذا؟ لأنه كان درساً لي خلال حصار مخيم تل الزعتر ـ بيروت الشرقية، وكان مانشيت الجريدة اليومية لا المجلة الأسبوعية: "تل الزعتر لن يسقط" وكتب عرفات على نسخة من العدد عبارة لن أنساها ما حييت: "من الخطأ المطلق التركيز على الصمود المطلق".
بعد سقوط المخيم الأسطوري، وانتقال من نجا إلى بلدة الدامور، ذهب عرفات إليهم، وتحدّث فيهم. ما الذي حصل؟ شبل مع بندقية احتدّ، وصرخ: لقد تركتمونا وتستحقون الموت؟
أم الشبل صفعته.. لكن عرفات قال: لا .. اتركيه يأتي إليّ هو وبندقيته أيضاً. عندما حضنه القائد العام، أجهش الشبل بالبكاء.
كان الشبل الحانق يعرف، والقائد العام أول من يعرف، ونحن في الجريدة والمجلة نعرف، أنه لولا الإسناد المدفعي الثقيل من بيروت الغربية، على قوات حصار المخيم، ما كان يستطيع الصمود فترة طويلة.. إلى درجة أن لِتر دم الشهداء كان يعادل لِتر الماء من الحنفيات الوحيدة على أطراف المخيم، وأنّ عبقرية نساء المخيم جعلت من "منقوع" العدس المغلي بديلاً من حليب الأطفال الذي جفّ في صدورهنّ!
***
لعلّني ذرفت آخر دموع الفرح في نيقوسيا بعد نجاة عرفات من سقوط طائرته في صحراء "السارة" الليبية؛ وذرفت آخر دموع الحزن يوم 11/11/2004. صرت هرماً و"عصيّ الدمع". وجفّت المآقي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 06:35 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 11:13 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

فوائد الصلاة على النبي في هذا التوقيت

GMT 08:15 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

دوف حنين يطالب بالتحقيق مع "ام ترتسو" لتطرفها

GMT 01:04 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

الإصابات السامة للنحل سببًا في وفاة الآلاف

GMT 14:38 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

"الأهلي" يسحق فريق "الصيد" في دوري السيدات للطائرة

GMT 19:19 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

حذف اسم "نوير" من تصنيف المستوى العالمي لإصابة في قدمه

GMT 07:16 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّفي على أسلوب مدونة الأزياء المحجبة سحر فؤاد

GMT 02:42 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الوزراء الإيطالي يحذر من تعديل الموازنة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday