مصر تركب الموجة العفيّة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مصر تركب "الموجة العفيّة"!

 فلسطين اليوم -

مصر تركب الموجة العفيّة

حسن البطل

فاجأني المصريون لا بحبهم المعروف لمصر، لكن خلال اسبوع، لا غير، تحت تغطية اكتتاب مشروع "سويس جديدة" في مرحلته الاولى البالغة ٦٠ مليار جنيه. هذه "حمّى" غير مسبوقة، كما وصف الاقبال على الاكتتاب!
مصر الأمة - الدولة مثل عجلة ثقيلة، يُفترض إن دارت تدور ببطء، وان توقفت توقفت ببطء، لكنها دارت بسرعة مشهدية في ميادين يوليو ويونيو، بما جعل من ملايين "ميدان التحرير" ظاهرة عالمية عزّ نظيرها.
مصر كانت العلامة، الحقيقية والكبرى، لـ "الربيع العربي" .. والآن، هل تكون البوصلة؟ الاكتتاب الكبير هو، اولاً وأساساً، علامة استعادة الثقة المفقودة عربياً بين الشعب ودولته، وبينه وبين حكومته ونظامه.
قيل الكثير عن "اغتراب" المواطن العربي عن هذه الثقة، كسبب عميق ومحرك لثورات الربيع العربي .. لكن، ليس في اي بلد عربي غير مصر، تجري محاكمة رئيسين بعد ثورة يونيو وبعد ثورة يناير!
هذا يعني ان نظاماً جديداً قام في مصر، لاستئناف ثورة يوليو ١٩٥٢، ومشاريعها الكبرى من تأميم القناة، الى بناء السد العالي، الى قوانين الاصلاح الزراعي.
في مقالتب، بعد الاقبال الغفير المصري على الاكتتاب في يومه الاول، قلت ان الرئيس عبد الفتاح السيسي عليه، اولاً، ان ينهض بمصر كما فعل محمد علي، لتنهض مصر بالعالم العربي كما فعل جمال عبد الناصر. أولاً محمد علي مصر المصرية، وثانياً ناصر العربي او مصر العربية.
مشروع سويس جديدة ليس وحيداً في مشاريع نهضة مصر الجديدة، فهناك مشروع لشبكة طرق، وآخر لاستصلاح أربعة ملايين فدان، وثالث لقناة توشكي .. او لتجديد وتحسين وتوسيع هذه المشاريع.
كان محمد حسنين هيكل قد نصح الرئيس السيسي بأن يجمع حوله مجموعة من المستشارين والخبراء والعلماء، لأن الإدارة المصرية مشهورة، تاريخياً، ببيروقراطيتها وفسادها.
هكذا شكل السيسي "المجلس الاستشاري للعلماء والخبراء" ومصر لا ينقصها عقول في كل مجال، لكن كانت تنقصها علاقة ثقة بين المواطن والنظام وحكومة وإدارة النظام انعكست على علاقة المواطن بالوطن.
سيشكل نجاح باهر للاكتتاب في مشروع "سويس جديدة" يعود بإرباح مجزية وسريعة على المكتتبين من عائدات القناة، دفعة لمشاريع قومية أُخرى، وبخاصة استصلاح أربعة ملايين فدان، اي اكثر من نصف مساحة مصر الزراعية راهناً!
تبقى السرعة التي نبذ بها الشعب حكم الإخوان، الذين هم حركة عالمية إسلامية ذات منشأ مصري، علماً ان المصريين اكثر شعوب العالم تديناً. من هذه الحركة تفرعت معظم الفرق الإسلامية ذات التوجه الأصولي - الجهادي، التي شوشت على "الربيع العربي" وجعلته خريفا او حتى شتاء، بفعل ما يجري في العراق وسورية (سورية بخاصة) لأن مشاكل العراق سباقة على الربيع العربي، وكذا مشاكل اليمن والسودان، وأما مشاكل لبنان فهي هزات ارتدادية لمشاكل سورية.
الى جانب مصر، كعلامة وبوصلة للربيع العربي، هناك تونس التي ثارت على علمانية - فردانية - استبدادية، وعلى اغتراب المواطن عن وطنه ونظامه.. لكن ضوابط حركة النهضة الإسلامية منعتها من الوقوع في التطرف الجزائري، وكذا تطرف الإسلام الجهادي الأصولي في العراق وسورية، فاختارت النهضة المشاركة في الحكم مع قوى ليبرالية وحتى علمانية .. وسجال طويل حول الدستور الجديد، والحكم الجديد الائتلافي، بما يثبت بانتقال ديمقراطي في هذا البلد، الذي كان "باكورة" عدوى الربيع العربي.
كما في تونس، كما في مصر، حيث يستعد البلدان لانتخابات برلمانية في الشهر المقبل، علماً أن مصر أنجزت، اولاً، انتخاباتها الرئاسية قبل البرلمانية، وستجري الانتخابات الرئاسية التونسية في تشرين الثاني، حتى بمشاركة شخصيات من نظام بن - علي البائد، لأن للأحزاب التونسية المعارضة خبرة في الديمقراطية اكثر مما للأحزاب المصرية المعارضة، او لأن "التراث" البورقيبي العلماني، والتراث الناصري القومي كانا خير معين لتصحيح ثورات الربيع العربي في البلدين.
أما العنف والاحتراب الجاري في دول عربية أُخرى طالها "الربيع العربي" مثل ليبيا وسورية والعراق، فيعود جزئياً او كلياً الى حالة القمع التي مارسها القذافي في ليبيا (وشعاره .. من تحزّب فقد خان" وتلك التي مارسها حزب عروبي فاشي في العراق وسورية، رغم ان هذين البلدين هما موطن العروبة السياسية؛ وهما الاكثر تعددية مذهبيا ودينيا وقومياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تركب الموجة العفيّة مصر تركب الموجة العفيّة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday