بؤس السياسة وبئس الأداء
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

بؤس السياسة وبئس الأداء

 فلسطين اليوم -

بؤس السياسة وبئس الأداء

طلال عوكل

من الطبيعي أن يكون التنوع والاختلاف مفيداً لأي نظام سياسي، والفلسطينيون أحوج إلى امتلاك خاصية الاستفادة من التنوع الواسع، لولا أن الاختلاف يصل إلى حد الصراع والانقسام، حينذاك يصبح الاختلاف والتنوع عبئاً على الشعب والقضية وعلى الحركة الوطنية. ومن الطبيعي، أيضاً، أن سياسة التحالفات، مرتبطة بالمصالح، وبعضها شبه ثابت حين يتعلق بالاستراتيجيات الكبرى، وبعضها الآخر متغير حين يتعلق بالتكتيك السياسي. النوع الأول من التحالفات يكون الحلفاء على قدر عال من الاستقرار، أما النوع الثاني فيتغير الحلفاء بين مرحلة وأخرى، الأمر الذي يجعلها خاضعة لمبدأ الفائدة المشتركة والاستثمار.
في الحالة الفلسطينية الأمر لا ينسجم وأية قواعد، ذلك أنها خاضعة لقيادتين وسلطتين ورقعتين جغرافيتين منفصلتين عن بعضهما البعض. لحركة حماس وسلطتها في قطاع غزة رؤية مختلفة لكيفية إدارة الصراع، والتحالفات، والتعامل مع الشعب، ولها مشروعها فوق الوطني حتى لو أنه ينطوي على بعد وطني تفرضه طبيعة العلاقة مع الأطراف المرتبطة بالصراع مع الاحتلال ومع الداخل الفلسطيني. ولحركة فتح، رؤيتها الوطنية ومشروعها الوطني، وأيضاً ميكانيزمات علاقتها بالشعب والقضية.
لكل طرف تحالفاته في الإطار الوطني الفلسطيني، بعضها على أساس فرز واضح، وأغلبها ينطوي على قدر من التداخل، نقصد أنه في الظاهر فإن منظمة التحرير الفلسطينية تشكل الإطار الوطني للفصائل التي خاضت مرحلة الثورة المسلحة، ولكن عند فحص الرؤى سنجد أن بعضها ينتمي سياسياً، أو هو أقرب إلى المنظور السياسي لحركة حماس، ولكنه أقرب إلى المنظور الاجتماعي لحركة فتح.
هذا التداخل يخلق في الواقع خطوطاً حمرا، لحركة بعض الفصائل وتشل قدرتها على الحركة في مربعات البحث عن ممكنات التأثير في سياسات ومواقف الحركتين الرئيسيتين فتح وحماس.
في الضفة تشرف حركة فتح على مشروعها، وتحاول تجنيد أجهزتها وأجهزة السلطة الأمنية والمدنية، للمحافظة على تجربتها وإمكانياتها لكن حركة حماس لا تملك حتى الآن مشروعاً في الضفة، ويبدو أنها تسلم بالأمر إلى حين ما يجعل إدارة السلطة للضفة مرتاحة الى حد ما، والاحتلال هو مصدر القلق والخطر والإزعاج.
في قطاع غزة حركة حماس وأجهزتها الأمنية والمدنية تشرف هي الأخرى على مشروعها من منظورها الخاص، وهي مستعدة لأن تفعل كل شيء من أجل المحافظة على تجربتها ودورها دون أن تخشى حركة فتح في القطاع، ذلك أن حركة فتح لا مشروع لها في القطاع. هذه الوضعية التي تشير إلى وجود مشروعين ورؤيتين وأداتين، ليس فيهما مكان لفعل مؤثر من قبل الأطراف الأخرى بين الحركتين، تعبر عن نفسها في ميدان العلاقات الخارجية بما ينسجم مع المشاريع الداخلية، وما يتصل بذلك من حركيات تستدعي التغيير. حماس تحاول صياغة تحالفات خاصة بها ومن منظورها الخاص، وقد لاحظنا كيف تحركت هذه التحالفات والعلاقات خلال مرحلة الانقسام إلى أن استقرت على استعادة العلاقة مع السعودية كعنوان لدول الخليج، وعنوان لما يمكن اعتباره تحالفاً سنياً في المنطقة. محاولاتها في أن تجمع بين نقيضين هما إيران والسعودية، لم تنجح، وإن كانت هذه هي رغبة الحركة، فطالما لديها قدرة على الفعل والتأثير كحركة، فإن كل طرف سيحاول اجتذابها لصالحه. يجري ذلك لأن القضية الفلسطينية لم تعد، القاسم المشترك للمحيط العربي والإقليمي، بعد أن أصبحت القطريات العربية مهددة، وتكالبت على المنطقة استراتيجيات المصالح. لكن هذا الفعل من قبل حركة حماس لا يمكن أن يكون بدون مخاطر وأثمان تدفعها الأطراف الأخرى في الساحة الفلسطينية والأرجح على حساب القضية، خصوصاً وأن مثل هذه التحالفات مرتبطة بالسعي من أجل الشرعية والتمثيل، طالما أن الانقسام قائم. وفي المقابل ومن موقع الإدراك بأن القضية الفلسطينية لم تعد في الظروف الراهنة القاسم المشترك حتى للعرب، وان القطريات العربية تسعى وراء مصالحها الخاصة، فإن القيادة الفلسطينية وقيادة فتح على وجه الخصوص، تتجه نحو استعادة العلاقة وتقويتها مع إيران القوية، وصاحبة النفوذ في المنطقة. من المؤكد أن قيادة حركة فتح، ستفشل هي الأخرى، في أن تحافظ على علاقة قوية مع النقيضين، السعودية وإيران، وسينجم عن ذلك أيضاً مخاطر وتداعيات لا تقف عند حدود مكايدة حماس ومحاصرة مشروعها. في هذا الزمن، لن تشفع للفلسطينيين سياسة عدم الانحياز وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومع الأسف فإن هذا المبدأ يطبق حتى في العلاقة مع إسرائيل. الأوضاع في المنطقة تندفع بقوة نحو حدية سواء فيما يتعلق بالمصالح، أو فيما يتعلق بالتحالفات، ولكن الانقسام الفلسطيني يجعل القضية الفلسطينية خاسرة في كل الأحوال، وطالما أن التحالفات لا تقوم على أساس المبادئ وإنما على أساس المصالح ما يجعل الأطراف الخارجية تنظر لعلاقاتها مع الأطراف الفلسطينية المختلفة من باب التوظيف والتجنيد والاستخدام. والسؤال هو أوَ بعد ما يفعله الفلسطينيون بأنفسهم يجعلهم أخلاقياً في موقع المنتقد والشاكي على الآخرين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بؤس السياسة وبئس الأداء بؤس السياسة وبئس الأداء



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 13:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:03 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الدلو" في كانون الأول 2019

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 14:19 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستعين بالتول لتصميم فساتين زفاف

GMT 00:29 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

جزيرة فوكيت لتمضية إجازة ممتعة في مسابح خاصة

GMT 18:38 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طرق تنسيق حقائب الـ Fanny Pack" "
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday