في حسابات العدوان والتهدئة
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

في حسابات العدوان والتهدئة ...

 فلسطين اليوم -

في حسابات العدوان والتهدئة

طلال عوكل

لا بد أن العرض العسكري الذي نظمته كتائب عز الدين القسام في غزة بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقة حركة حماس، ألهم عديد الفاعلين، السياسيين والأمنيين والإعلاميين في إسرائيل، لتصعيد حدة الانتقادات التي يتميز بها المشهد السياسي، الذي يعيش أجواء التنافس الانتخابي.
وفي كل حال، فإن المشهد السياسي والحزبي، كان يعاني من تناقضات، وتفسخات، ومخاوف، بما في ذلك حزب الليكود، الذي يفتقد زعيمه نتنياهو السيطرة، ويواجه منافسة حادة وجادة من قبل نائب وزير الدفاع المقال، داني دانون، حتى بدت لوحة التحالفات والاختلافات، مرتبكة، تميزها عدم الثقة بالذات والآخر.
العرض العسكري، الذي يعكس قدرة كتائب القسام على ترميم قدراتها، وأوضاعها، وعرض أسلحة جديدة، تحلق فوقها طائرة أبابيل، في تحدٍ واضح للغطرسة الإسرائيلية، هذا العرض جاء وكأنه يرد بالملموس على ادعاءات قادة إسرائيل السياسيين والحربيين، التي سوّقوها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة بأن الجيش الإسرائيلي نجح في تدمير أكثر من 70% من قوة المقاومة.
العرض، وامتناع إسرائيل عن إسقاط طائرة أبابيل بدون طيار، وفّرا ذخيرة قوية لمنتقدي نتنياهو وحكومته، ووفّرا للمحلّلين سبباً للخوض دون جواب في أسباب عدم إقدام المستوى السياسي على اتخاذ قرار بتكليف الجيش إسقاطها وإذا ما كان ذلك مؤشراً على تآكل قدرة الردع الإسرائيلية.
العرض أطلق جملة من الرسائل أولها إلى إسرائيل التي لم تلتزم بوقف إطلاق النار، ولم تلتزم بالعودة للمفاوضات غير المباشرة، وتعطل عملية إعادة الإعمار وتواصل حصارها لقطاع غزة، وتمتنع عن الاستجابة للطلبات الفلسطينية كاستحقاق لوقائع التصدي الباسل للعدوان الأخير على القطاع.
ثاني هذه الرسائل يتصل بالأوضاع الداخلية، حيث تتعطل المصالحة، وتتسع دائرة الشك في إمكانية تحقيقها، ومعها تتعمق أزمة الثقة، وتأخذ الاتهامات المتبادلة، بين فتح وحماس طابعاً مقيتاً، وهي رسالة مفادها أن "حماس" ليست ضعيفة، وهي وإن كانت مضطرة لتحقيق المصالحة، فإنها لن تستسلم، وان لديها خيارات أخرى، وان أحداً لا يستطيع تجاوز دورها.
ثالث هذه الرسائل للمحيط الإقليمي، وفي الأساس منه إيران، التي استعادت حركة حماس علاقتها بها مؤخراً، ما يرتب عليها أن تبرهن على مصداقية التزامها بالمقاومة، والمجاهرة بفضل إيران في دعمها لهذه المقاومة.
على أن هذه الرسائل حركت لدى بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه موشي يعالون، إغراءات، تثمير التوتر مع قطاع غزة، في مزاد الانتخابات، فلم يكتفيا بإطلاق التهديدات، وإنما بادرا إلى تصعيد التوتر مع القطاع، من خلال طائرات اف 16 التي أغارت على موقعين غرب منطقة القرارة، بذريعة الرد على صاروخ فلسطيني سقط في منطقة النقب.
الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف منذ سريان وقف إطلاق النار في السادس والعشرين من آب المنصرم، ولكن بوسائل روتينية ولذلك كان قصف الطائرات الإسرائيلية، تصعيداً ملحوظاً، أرادت إسرائيل من ورائه استدراج رد فعل فلسطيني يمنحها الفرصة لتصعيد أكبر، محسوب، ومنضبط بالقدر الذي يخدم نتنياهو.
يقرأ الإسرائيليون التصريحات التي تصدر عن قيادات في حركتي حماس والجهاد، وكتائب المقاومة، التي تحذر من انفجار الوضع، في حال واصلت إسرائيل حصارها للقطاع وتعطيلها لعملية إعادة الإعمار، ولذلك فإنها أرادت الإمعان في سلوكها العدواني، ما قد يدفع المقاومة للمبادرة إلى تصعيد الوضع. 
وعدا الأبعاد الذاتية لدى نتنياهو من وراء التصعيد فإن اسرائيل التي تواجه صعوبات كبيرة على الساحة الدولية بسبب الحراك السياسي الذي يقوم به الفلسطينيون، بحاجة إلى لفت الأنظار نحو أحداث تغطي على، وتؤثر في، الحراك السياسي.
بعض المحللين السياسيين الذين يتابعون الشأن الإسرائيلي، يميلون إلى الاعتقاد بأن نتنياهو غير مستفيد، بل هو متضرر من أي تصعيد مع قطاع غزة أو مع غيره، ويستشهدون بتراجع شعبيته خلال العدوان الأخير على القطاع حيث هبطت من 80% في بداية العدوان إلى نحو 30% في آخر أيام العدوان. 
هذه فرضية غير ثابتة، فلطالما كان التطرف وخصوصاً ضد الفلسطينيين، سبباً في ارتفاع شعبية السياسيين في إسرائيل، عدا أن احتمالات الهدوء أو الحرب، لا تتوقف فقط عند الأسباب الذاتية.
من وجهة نظري وعدا ما يمكن قوله في إطار قراءة السياق العام للأحداث الداخلية في إسرائيل، والسياسية على المستويين الإقليمي والدولي، فإن الرأي العام الفلسطيني في قطاع غزة، يكاد يجمع على ترجيح احتمال قيام إسرائيل بعدوان جديد على القطاع.
الرأي العام ليس، مجموعة بشرية سلبية، تسلم قيادها بسهولة ولكنه بشر من لحم ودم، وعقول عايشت وجربت لحظة بلحظة، تطور السياسة والعقلية الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين.
هذا لا يعني أن الناس في قطاع غزة، يرغبون أو انهم مستعدون عن قناعة ووعي، لأن يجدوا أنفسهم مرة أخرى ضحايا عدوان إسرائيلي يضاعف معانياتهم، ويعمّق جراحهم التي لم تلتئم بعد، ولكن هذه هي حقيقة مشاعرهم ومراقبتهم الدقيقة لمجريات الأحداث الداخلية ومع إسرائيل. 
إذا كانت إسرائيل هي من ترغب وتسعى نحو التصعيد فإن على الفصائل والمقاومة أن لا تقع في الفخ، وأن لا تستهين أبداً برغبة الرأي العام الفلسطيني في تجنبها. 
وإذا كان على الفصائل أن تقيم حساباتها، إزاء العلاقات الداخلية الفلسطينية المأزومة، فإن عليها أن تقيم حسابها للناس الذين يدفعون الثمن، ولا جدوى لأي فصيل أو برنامج أو سياسة دونهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في حسابات العدوان والتهدئة في حسابات العدوان والتهدئة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 13:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:03 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الدلو" في كانون الأول 2019

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 14:19 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستعين بالتول لتصميم فساتين زفاف

GMT 00:29 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

جزيرة فوكيت لتمضية إجازة ممتعة في مسابح خاصة

GMT 18:38 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طرق تنسيق حقائب الـ Fanny Pack" "
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday