الدنيا فيها كثير من الخير
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الدنيا فيها كثير من الخير

 فلسطين اليوم -

الدنيا فيها كثير من الخير

بقلم :طلال عوكل

من المحزن أن يسود التشاؤم المشهد السياسي والثقافي الفلسطيني والذي يسيطر حتى على خطاب النخب الفكرية والسياسية، بما في ذلك الكتاب والصحافيون، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. ثمة ما يدعو للتشاؤم وهذا أمر لا يمكن إنكاره، ذلك أن وقائع الحياة اليومية في سياق الصراع مع الاحتلال، وفي ظل الانقسام، كل ذلك يشهد على أن حياة الناس ليست بأفضل حال. قياس الأفضلية لا يعني أن الناس يمكن أن يهنؤوا بحياة رغيدة ومستقرة، في ظل سياسات الاحتلال لكن السؤال هو: هل يمكن للفلسطينيين أن يعيشوا حياة أفضل من راهنها لو أن الفلسطينيين كانوا على قلب رجل واحد، وانشغل الكل في تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على أرضه؟

غير أن سؤال التفاؤل والتشاؤم، يسوق الكثيرين إلى استسهال، خطاب الشكوى والبكاء، والسوداوية إزاء مكانة القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والدولي. هنا نحتاج إلى قراءة أعمق وأكثر موضوعية، حتى لا يبدو أن الكفاح الفلسطيني المكلف، يذهب مع كل ريح تهب على المنطقة أو العالم. اتفاقية أوسلو التي حكمت بشكل عام مجرى الكفاح الفلسطيني منذ أربعة وعشرين عاماً، أدخلت القضية والشعب، وقواه الحية في مرحلة صعبة وخطيرة لكنها لم تلقِ باللون الأسود على كل المشهد الفلسطيني، فلقد ظلت بقع ضوء تزداد سطوعاً، رغم كل الآلام.

أقصد هنا أنه بحسابات العقل والمنطق، فإن التسونامي الذي اجتاح المنطقة العربية منذ سبع سنوات، ولا تزال مفاعيله حتى اللحظة بل إنه أي التسونامي لا يزال في أوج حراكه، لا يمكن أن يمر هكذا من دون تأثير سلبي على الأولويات العربية، فيما هو يدمر الكثير من الإمكانيات. قد نلوم النظام العربي الرسمي، الذي تجاهل، أهمية إدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يصادر الحقوق الفلسطينية والعربية، وإنما يتآمر، أيضاً، على وحدة واستقرار الدولة الوطنية. كان بالإمكان تجنب كل هذا الدمار وهذا الكم الهائل من الضحايا، والمخاطر التي تتهدد الجغرافيا الوطنية، وكانت التكلفة ستكون أقل لو أن النظام العربي اتجه نحو فتح الصراع مع الاحتلال بدلاً من الانسياق وراء الصراعات الداخلية، التي غذتها المخططات التقسيمية.
ولكن هل يمكن توجيه اللوم سواء للأنظمة العربية الرسمية أو للأحزاب التقليدية، أو للجماهير العربية، لأنها تتجاهل أولوية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية؟ الجواب بالتأكيد: لا، ذلك أن الخطر داهم والحبال تلتف حول من نسألهم أن يهتموا بالقضية الفلسطينية أكثر من اهتمامهم بوجودهم وبمصالحهم وحقوقهم وبلدانهم وأنظمتهم.

سينعكس كل ذلك على كل المؤسسات العربية الجامعة، التي حافظت على خطابها التقليدي وقراراتها المكرورة، إزاء القضية الفلسطينية حيث يكثر الكلام، وتتضاءل الأفعال. ولكن بالإضافة إلى ذلك هناك بقع ضوء، فمرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي لم يكن يعبّر عن موقف شخصي حين طرد رئيس الكنيست الإسرائيلي وفريقه من اجتماع البرلمانات العربية.

والبرلمان المغربي لا يعبّر عن أشخاصه، فهو منتخب ديمقراطياً، من الشعب المغربي، ويعبّر عن رأي هذا الشعب حين طرد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق عمير بيرتس. وكذلك الحال حين بادر الوفد الشبابي اللبناني لطرد الوفد الإسرائيلي من مؤتمر الشباب العالمي. فوق هذا وقبل هذا نسأل ما إذا كانت إسرائيل قد حظيت أو تحظى برضى الشعبين المصري والأردن، رغم توقيع اتفاقيات سلام، مرت عليها عقود من الزمن؟ ربما كان الوضع العربي ليس بأفضل أحواله، وربما يتجه البعض إلى تقديم أولويات أخرى على القضية الفلسطينية، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة، لكن القضية والحقوق الفلسطينية العربية، ظلت وستظل تعيش في أنفاس كل العرب.

هنا علينا ألا نتجاهل أن الأداء الفلسطيني منذ عشر سنوات من الانقسام، كان هو الآخر سبباً في ضعف الاهتمام العربي الشعبي والرسمي بالقضية الفلسطينية. لا شك في أن بعض الأنظمة تذرّعت بالانقسام الفلسطيني للتخلي عن واجباتها القومية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، وبعضها يتمنى أن يأتي اليوم الذي يلقي فيه بأحمال القضية الفلسطينية عن أكتافه التي تضيق ذرعاً بها.

أما على المستوى الدولي، فربما كانت الأمور أكثر وضوحاً من حيث تزايد اهتمام ومناصرة المجتمعات بما في ذلك الغربية، للحقوق الفلسطينية، حين ألقى الغانم كلمته، صفق له كل من فيالقاعة، ما يعني أن البرلمانات العالمية التي تمثل مجتمعاتها، تجتمع على حقيقة رفض الجرائم التي يرتكبها الاحتلال. في كل المحافل الدولية التي يتقدم فيها الفلسطينيون بمبادرات أو قرارات، تخص القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال، يصوت غالبية ساحقة من الدول إلى جانب تلك المبادرات والقرارات. حيث يفقد الفيتو الأميركي، أو فيتو الدول التي ساهمت في خلق المشروع الصهيوني، يجد الفلسطينيون أنفسهم أسياد الموقف.

بمراجعة سريعة بل خاطفة، نالت فلسطين عضوية مراقب بأغلبية أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك الحال في اليونيسكو، والمجلس العالمي لحقوق الإنسان، وفي منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول).. إلخ. ويعلم الجميع أن إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية، لم تدّخر جهداً، لإفشال عمليات التصويت على قرارات تناصر القضية، بل إن انسحاب أميركا وإسرائيل من اليونيسكو خير دليل على أن وعي المجتمعات العالمية يزداد يوماً بعد آخر بحقائق الصراع.

نعم، إن هذا الوعي لم يبلغ حد إرغام الحكومات على تغيير سياساتها لكن هذا اليوم آت لا محالة، فحبل العزلة يلتف أكثر فأكثر حول رقبة إسرائيل، التي تتكفل سياساتها بأن تجعل أقرب حلفائها خجلين من أن يواصلوا الوقوف إلى جانبها. الدنيا إذن بخير إلاّ للمستعجلين الذين يعتقدون بإمكانية تحرير البلاد، اليوم وليس غداً والمهم أن يؤدي الفلسطيني واجبه في الوقت وبالشكل المناسب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدنيا فيها كثير من الخير الدنيا فيها كثير من الخير



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:41 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يلتزمون بوعودهم

GMT 15:53 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 17:03 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الصحافة الاقتصادية تعاني

GMT 03:12 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

رنا سماحة تستعد للمشاركة في الجزء الثاني لـ"أفراح إبليس"

GMT 13:51 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أوزبكستان تتحول إلى وجهة مفضلة لمشاهدة التراث الإسلامي

GMT 01:26 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ للعزلة والاستجمام

GMT 10:06 2015 الخميس ,09 تموز / يوليو

مهرجان تأبيني للشهيد الفتى أبو خضير في غانا

GMT 06:58 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل افتتاح مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" في تونس

GMT 10:48 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تسجيل الأمم المتحدة نحو 5 آلاف لاجئ سوري في السودان

GMT 03:33 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

عابد فهد يعلن عن موعد بداية تصوير مسلسله الجديد

GMT 17:48 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"منتجع تلال" من أفضل 5 فنادق في العين

GMT 07:06 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سان لوران Yves Saint Laurent باللون الأسود لربيع وصيف 2020 من باريس

GMT 04:37 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

سلطات الاحتلال تُفرج عن أسير جريح من نابلس

GMT 10:18 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

أهم النصائح وأفضل الوجهات لقضاء شهر العسل في إندونيسيا

GMT 04:05 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

الفالح يُؤكّد تخفيضات النفط أبطأ من المُتوقّع

GMT 13:34 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هازارد يحذر سان جيرمان من خطورة ليفربول في وجود محمد صلاح
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday