لمواجهة انهيار جبل الجليد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لمواجهة انهيار جبل الجليد ..

 فلسطين اليوم -

لمواجهة انهيار جبل الجليد

بقلم: طلال عوكل

اذا كان ثمة ما يدعو لتخدير كل الأطراف الفلسطينية المتفقة والمختلفة من ان استمرار الوضع الراهن، والسرعة والقوة التي تتميز بها حركة الحلف الأميركي الإسرائيلي، فإن هذه الأوضاع وما يترتب عليها من مخاطر، تستحث الجميع، على ضرورة تحقيق استراتيجية وطنية جديدة.
المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الثلاثين، اتخذ جملة من القرارات المهمة، التي يتباطأ البعض في تنفيذها ويستعجل تنفيذها البعض الآخر، تشكل جزءا من ملامح هذه الاستراتيجية، خاصة وان تلك القرارات، مسيجة بروح قتالية، متحدية.
من وجهة نظر موضوعية، لا يمكن اعتبار التأخير في تنفيذ هذه القرارات مسألة تستحق الإدانة والاتهام والتشكيك في خلفية تكرار التأكيد عليها في اكثر من محطة، ذلك انها، اي القرارات ليست قرارات إجرائية بسيطة، وان تنفيذها ينطوي على استحقاقات مهمة، اقلها ضرورة توفر رؤية سياسية عامة، وتحضير الذات لتقليل الثمن وتحتاج الى قوة كبيرة لحمل المسؤولية.
لا بد من التوقف عند الأسباب التي تؤدي بالمؤسسة الوطنية الفلسطينية الى اتخاذ مثل هذه القرارات التي تؤشر على بداية تحول عن نهج البحث في عملية سلام عبر المفاوضات لانتزاع الحقوق الفلسطينية، لقد أغلق التحالف الأميركي الإسرائيلي، وقبل ذلك إسرائيل بدعم أميركي أغلق الطريق أمام إمكانية التواصل مع عملية سلام مجدية على أساس رؤية الدولتين. لم يعد ثمة مجال لمفاوضات تديرها الولايات المتحدة بعد ان أزاحت عن الطاولة ملفي القدس وحق عودة اللاجئين، ثم ممارسة أقصى الضغوط على السلطة الفلسطينية، والآن فتح ملف غزة، على إعادة التأهيل بالقفز عن السلطة الشرعية. في الواقع يمثل الدور القطري، نموذجا لدور عربي لاحق، قد تنضم اليه دول اخرى، في سياق القفز عن السلطة الشرعية وبدون التنسيق معها.
لعل الدور القطري ازاء ملف قطاع غزة، يشكل مدخلا عمليا لطبيعة الحراك العربي القادم، الذي يرسم خطواته بالتوافق والتنسيق مع الحلف الأميركي الإسرائيلي.
نتحدث عن نجاح إسرائيل في توسيع وإعلان علاقاتها مع مجموعة من الدول العربية خصوصا الخليجية. ان الافتتاح الذي حققته سلطنة عمان، باستقبالها رئيس حكومة الاحتلال ومن بعده وزير المواصلات إسرائيل كاتس، يشير الى استعداد بعض العرب والكثير منهم لتجاوز أولوية القضية الفلسطينية، والانخراط العلني بدون حساب، في تحقيق التوسع الإسرائيلي.
سلطان عمان كسر الزجاج، حتى بات الحديث عن علنية العلاقات الإسرائيلية العربية، أمراً طبيعياً، لا ينتظر ردود فعل سلبية بالقدر الذي يُخجل هذه الانظمة، ويدعوها للتريث او التغيير.
العرب الذين أقروا بالإجماع مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام ٢٠٠٢، هم الذين يستجيبون للرؤية الإسرائيلية التي تقول إن التطبيع هو بداية الطريق، وبدون أية ضمانة لإمكانية التوصل الى سلام، لم نسمع من أي نظام عربي، اي إدانة للسلوك العماني والخليجي، بل بالعكس ثمة من أشاد بجرأة السلطان قابوس، واعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح، وباعتبار انه لا سبيل لإنكار وجود الدولة اليهودية.
وباستثناء بعض ردود الفعل المنتقدة على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض الأحزاب، والمنظمات المناصرة للقضية الفلسطينية، فإن المراقب لا بد ان يلاحظ غياب ردود الفعل الشعبية المنددة بتلك الخطوة.
وفي الطريق أخدت ترتفع الدعوات الأميركية والإسرائيلية لإقامة حلف ناتو أميركي عربي، وبالتأكيد إسرائيلي، بذريعة مواجهة الخطر الإيراني. الخطوة الإسرائيلية نحو عمان لم تكن سياسية ودبلوماسية، فها هو إسرائيل كاتس يذهب الى مسقط للبحث في إقامة مشروع سكة حديد تربط دول الخليج بالمتوسط.
من مدخل الامن، واستعداد إسرائيل للمساهمة في حماية الأنظمة العربية المرتجفة من الخطر الإيراني، ومما يستدعيه ذلك من توسع في دائرة عمل الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية، فإن عجلة التبادل الاقتصادي قد بدأت تتحرك بين إسرائيل وبعض الدول العربية. معلوم منذ البداية ان صفقة القرن ليست شأناً فلسطينياً إسرائيلياً، وانها تنطوي على أبعاد وأدوار عربية وإقليمية تمنح إسرائيل الحرية في التوسع على جثة الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية. الخطر إذاً يزداد اقتراباً، وتتسع دائرته، ما يعني ان الردود الفلسطينية عليه لم تعد كافية لا لردع الانزلاقات العربية نحو هاوية المخططات الأميركية الإسرائيلية، ولا هي كافية لحماية الحقوق الفلسطينية، ولا تكفي النصوص التي وردت في بيان المجلس المركزي لردع العرب المهرولين نحو التطبيع.
اذ لا بد من رؤية فلسطينية شاملة لكيفية حماية الحقوق الفلسطينية ووقف حالة التدهور العربي، سؤال الرؤية المطلوبة ليس موجهاً فقط لحركة فتح والمنظمة وانما هو موجه لكل الفصائل ان كانت مختلفة او متفقة.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمواجهة انهيار جبل الجليد لمواجهة انهيار جبل الجليد



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 09:13 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:04 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

علماء يشرحون التعديلات الوراثية المطلوبة للعيش أصحاء

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 19:16 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

ميسي وسواريز يقودان تشكيل برشلونة أمام لاس بالماس

GMT 18:09 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الآسيوي يعاقب الأندية العمانية

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 04:24 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

يد الأهلي يسعى لضمّ القطري محمود زكي

GMT 03:21 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

صيني يؤكد اكتشافه طرقات غامضة على كبسولته الفضائية

GMT 14:49 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

رياض محرز جعل من سارسيل الفرنسية مقصدا لكشافي النجوم

GMT 07:20 2017 الثلاثاء ,25 تموز / يوليو

جزيرة "هولبوكس" قبلة للعطلات ومثالية للاسترخاء

GMT 18:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

الطراز الريفي في ملكية ريز ويذرسبون المباعة

GMT 07:12 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

ملاحظات حول مستقبل انتشار فيروس كورونا!!

GMT 22:05 2020 الخميس ,23 إبريل / نيسان

فولكس فاجن تعلن عن موعد إطلاق Tiguan الجديدة

GMT 19:59 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

8 نصائح لتحويل شرفتكِ إلى حديقة غنّاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday