أميركا لم تغلق الملف بعد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أميركا لم تغلق الملف بعد

 فلسطين اليوم -

أميركا لم تغلق الملف بعد

بقلم-طلال عوكل

من المرات القليلة، التي تلجأ فيها الولايات المتحدة، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتمرير قرار، لم تنجح في تمريره من خلال مجلس الأمن، حيث تتوقع "فيتو" من قبل روسيا أو الصين، أو انها تفشل في الحصول على أغلبية من قبل الأعضاء غير الدائمين في المجلس.

الكبرياء المزيف للدولة العظمى، والاستهتار بمواقف وأدوار الدول الصغيرة والضعيفة، التي تتشكل منها الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا تجعل الولايات المتحدة، مستعدة للذهاب إلى هناك، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، وحقوق الفلسطينيين.

ساحة الجمعية العامة، هي ساحة الفلسطينيين بامتياز، وفيها يحرز الفلسطينيون الإنجاز تلو الآخر، وبأغلبية متزايدة، كما حصل مؤخراً عند التصويت على القرار الايرلندي، الذي يؤكد الحقوق الفلسطينية وحصل على تصويت من قبل 156 عضواً.

خلال التصويت على القرار الأميركي بإدانة حركة حماس والجهاد، حاولت الولايات المتحدة اقتحام القلعة، واستخدمت كل ما بحوزتها من إمكانيات الضغط والابتزاز، لكسر المعادلة، مستغلة رهاب الإرهاب الذي يجتاح العالم، وباعتبار أن المقاومة الفلسطينية المسلحة، هي شكل من أشكال الإرهاب، وتستغل الولايات المتحدة، ارتباط ظاهرة الإرهاب بالجماعات الإسلامية، ولكون من يتصدر هذه المقاومة في فلسطين، حركات إسلامية متجاهلة أن ثمة حركات، وجبهات غير إسلامية تتبنى وتمارس هذا الشكل من أشكال المقاومة وإن كانت بفعالية أقل.
الغريب في الأمر أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يتحدثان عن انتصار عبر عنه التصويت. إسرائيل تعتبر أن تصويت 87 دولة لصالح القرار الأميركي يشكل تقدماً كبيراً، بالقياس لعديد القرارات، المتعلقة بالشأن الفلسطيني، التي لم يقف مع إسرائيل فيها إلاّ عدد قليل من الدول. الفلسطينيون، أيضاً، يتحدثون عن انتصار الدبلوماسية الفلسطينية في إفشال القرار الأميركي، الذي لم يحصل على نسبة الثلثين المطلوبة لتمريره. لكن الطرفين، أيضاً، مهزومان بمعنى أو بآخر، فلقد فشل القرار الأميركي لكنه حاز على موافقة عدد كبير من الأصوات، وفشل الطرف الفلسطيني في تحجيم التصويت لصالح القرار الأميركي، بحصوله فقط على 57 صوتاً ضد القرار الأميركي.
يشعل هذا التصويت الأضواء الحمر كلها، فالولايات المتحدة كما يقول رياض منصور، المندوب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة ستعاود طرح القرار على الجمعية العامة، ما يعني أن الولايات المتحدة ستشتغل بقوة وتستخدم إمكانيات أكبر في الضغط على الدول التي لم تصوت لصالح القرار. ليس هذا وحسب بل ان حصول القرار الأميركي على هذا القدر من الأصوات، ينطوي على خطورة بالغة من حيث إنه يعكس موقف الرأي العام الدولي، خصوصاً الفاعل منه، إزاء الحق الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال النضال التي تجيزها مواثيق الأمم المتحدة. وبالتأكيد فإن إسرائيل ستستغل هذا المناخ الدولي، للتغطية على جرائم يمكن أن ترتكبها بحق الفلسطينيين، بالادعاء أنها تواجه "الإرهاب"، وهذه المواجهة "للإرهاب" لا تستدعي وجود مبررات أو ذرائع، ولا تلتزم بتوقيتات محددة، إلاّ ما تراه إسرائيل مناسباً.
في الواقع علينا أن نفصل بين تصويت على شكل من أشكال النضال وهو المقاومة المسلحة، وبين التصويت على الحقوق المتعلقة بالقضية الفلسطينية على الرغم من أن أي مساس بالحق الفلسطيني الشرعي بممارسة شكل المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال، إنما يشكل مساساً بحق تكفله الشرعية الدولية لكل شعب يقاوم احتلالاً.
مخطئ جداً، ولا يفهم ألف باء السياسة من كان يعتقد من الفلسطينيين أو غيرهم، بأن منظمة التحرير الفلسطينية، وجهاز الدبلوماسية الفلسطينية يمكن أن يتهاونا في مواجهة مثل هذا القرار الأميركي، انطلاقاً من حسابات الانقسام.
لقد تصرفت المنظمة والدبلوماسية الفلسطينية من واقع التزامها العميق ومسؤوليتها إزاء الوطنية الفلسطينية، وموجبات الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وقد اجتهدت في إفشال القرار الأميركي، ونجحت في ذلك وستفعل ذلك مجدداً في كل مرة. لم يكن ذلك السلوك، مجرد عربون أو رسالة إيجابية، نحو "حماس" أو "الجهاد"، تنتظر مقابلاً لها بالعلاقة مع المساعي الجارية والمتعثرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
بعد وفي ضوء مجريات ونتائج التصويت ننتظر أن يتعلم الآخرون مدى أهمية الانطلاق من أرضية الوطنية الفلسطينية في النظر للعلاقات الداخلية ونحو تغليب التناقض الرئيسي على التناقضات الثانوية فالأولى تحل من خلال النضال بكل أشكاله، أما الثانية فلا حل وطنياً لها إلاّ من خلال الحوار، والصدق في بناء الشراكات.
لا يكفي تقديم الشكر، للرئيس، أو للدكتور رياض منصور على فعل واجب بحكم الالتزام الوطني، وإنما الأهم القراءة العميقة، لأبعاد الحدث من كافة جوانبه، واستخلاص الدروس والعبر، التي أولها يشير إلى مدى أهمية الشرعية، والمؤسسة الوطنية الجامعة، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات، ذلك أن التواجد خارج هذه المؤسسات، ينطوي على مخاطر ليس على القضية وحسب وإنما، أيضاً، على الوجود والدور.
في هذا السياق لا بد من ملاحظة أن ما كان صحيحاً بالأمس قد لا يكون صحيحاً اليوم، أو غداً، فقد تتبدّل الحسابات، فتكون المقاومة هدفاً وواحداً من استحقاقات، تسريع "صفقة القرن" التي يستعجل الإسرائيليون فرضها بالاستفادة القصوى من وجود رئيس أميركي من هذا النوع.
إن الوقت من ذهب فعلاً، ذلك أن العام القادم الذي أصبح على الأبواب، هو عام الحسم، عام التطورات الكبيرة في المنطقة، ارتباطاً بصفقة القرن، الأمر الذي يستوجب الاستعجال في ترميم البيت الفلسطيني لحماية الكل الفلسطيني.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا لم تغلق الملف بعد أميركا لم تغلق الملف بعد



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار

GMT 00:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عمار سلمان يعود لتدريب أهلي الخليل

GMT 23:49 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب رفح يصارع القادسية والشجاعية يتحدى الهلال
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday