المسافة بين القاهرة وغزة أقصر منها إلى رام الله
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

المسافة بين القاهرة وغزة أقصر منها إلى رام الله

 فلسطين اليوم -

المسافة بين القاهرة وغزة أقصر منها إلى رام الله

بقلم :طلال عوكل

الزيارة المستمرة لوفد حركة حماس للقاهرة، حرّكت لدى بسطاء الناس، مشاعر بالتفاؤل الحذر المُسَيَّج بالشكوك إزاء إمكانية تحقيق المصالحة الوطنية. الأنظار في قطاع غزة، المكتوي أكثر من الفلسطينيين في الضفة مشدودة إلى ما يصدر من تصريحات تنطوي على وعود سبق لهم أن ألفوها، وتكررت على مسامعهم عشرات المرّات، لكن النتائج كانت دائماً المزيد من خيبات الأمل. لكن حدس الناس وتجربتهم الطويلة مع خيبات الأمل، جعلتهم يتطلعون إلى الحد الأدنى من النتائج الإيجابية، وهو الحصول على تسهيلات لتخفيف الحصار فيما يتعلق بأزمة الكهرباء ومعبر رفح، وبدرجة أقل التبادل التجاري.

من يدخل إلى غزة يصاب بمرض التفاؤل غير الموضوعي، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، ملادينوف، ما أن دخل غزة يوم أمس، حتى أطلق تصريحاً ينطوي على ترحيب بالتطورات التي يعتبرها إيجابية في القاهرة، كممثل للأمم المتحدة، يكرر ملادينوف التأكيد على مخاطر استمرار الانقسام، وأهمية تحقيق الوحدة، ويعتبر أن غزة جزء لا يتجزأ من أي دولة فلسطينية مستقلة.

تصريح ملادينوف محمول على الموقف التقليدي الذي تتخذه الأمم المتحدة، ويبدو أنه شخصياً متحمس له، لكنه يعرف كما يعرف غيره وربما أكثر أن الأحداث تجاوزت إمكانية تحقيق السلام على أساس رؤية الدولتين.

في القاهرة، تبدو حماس أنها أبرأت ذمتها إزاء موضوع إنهاء الانقسام، حين وضعت اللجنة الإدارية وديعة لدى مصر من دون أن تشترط إلغاء العقوبات على قطاع غزة أولا.

تستكمل حماس بذلك، عملية تأكيد مصداقيتها في العلاقة مع القاهرة، ذلك أنها تؤكد ثقتها بمصر، واستعدادها لتعميق خيار العلاقة، فضلاً عن أنها تحتاج إلى الضمانة المصرية، حتى لا يكون حل اللجنة الإدارية، خطوة منفردة لا يتبعها أية خطوات أخرى كما حصل بالنسبة لحل حكومتها، واستبدالها بحكومة الوفاق الوطني.

الرد جاء سريعاً من قبل حركة فتح، سواء في بيان اللجنة المركزية، أو على لسان عضو اللجنة عزام الأحمد، الذي أكد أن حركته لن تلتقي بحركة حماس في القاهرة، قبل إعلان الأخيرة حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق من أداء مهماتها في قطاع غزة.

من المؤكد أن مصر ستتابع الاتصال والحديث مع القيادة الفلسطينية واللجنة المركزية لفتح، لكنها على الأرجح لن تغامر بالتفريط في الثقة التي حصلت عليها من حماس، إذا هي لم تحصل على ضمانات من قبل حركة فتح. وحتى تحصل على مثل هذه الضمانات، فإن على القاهرة أن تجيب عن الأسئلة المتعلقة بتفاهمات حماس مع النائب محمد دحلان، وأيضاً حول طبيعة علاقة مصر بحماس حين تتمكن حكومة الوفاق من بسط سيطرتها على الوضع في القطاع. فضلاً عن ذلك، فإن حركة حماس تتمسك بقوة، بضرورة استيعاب موظفيها في الاطار الوظيفي للسلطة، وهذه مسألة معقدة يختلف الطرفان على كيفية معالجتها.

والسؤال الأهم هو أن حماس وضعت ثقلها خلف خيار القاهرة، كخيار رئيسي، دون أن تفرط بحلم التواصل مع الخيارات الأخرى، سواء إيران وتحالفاتها، أو قطر أو تركيا، لكن حركة فتح التي تظل تتحدث عن إيجابية العلاقة مع القاهرة، تتجه نحو خيارات أخرى القاهرة ليست الأولى من بينها أو الأهم.

كيف يمكن والحال على ما هو عليه من تعقيدات أن ننتظر تحريك عملية المصالحة، التي تتطلب «مصالحة» بين حركة فتح، والقاهرة التي تنظر إلى رد اللجنة المركزية على أنه يحمل رسالة ضمنية للقاهرة من أنها لن تستجيب لأي جهد تقوم به، ما لم تعلن هي أو حماس حل اللجنة الإدارية، والقبول باشتراطات الرئيس محمود عباس؟

في كل الأحوال لا نعتقد أن وضع الموقف من اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق وديعة لدى مصر أن حماس التي تبدو مرتاحة من علاقتها بالقاهرة، بأن ذلك يعني إمكانية قبولها بمعادلة اقبل أو ارفض. مرة أخرى تدور الساقية من دون أن تحرك المياه الغائرة في قعر الوادي، غير أن زيارة وفد حماس الذي يمثل كل وجهات النظر، لم تكن دون فائدة. من غير المرجح أن تؤدي مرونة الحركة إزاء موضوع المصالحة إلى مصالحة، لكن ذلك يساعدها على تعزيز علاقاتها وثقتها بالقاهرة ورغبتها في دفع عجلة تحقيق التفاهمات معها، أو مع تيار محمد دحلان.

وبالاجمال يمكن الذهاب إلى ما هو أبعد، لرؤية مغزى ذلك على الحركة ورؤيتها السياسية، حيث أنها تمضي قدماً في اتجاه التكيف لعملية الاحتواء التي تلقى استجابة من القاهرة.
معنى ذلك أن على الكل أن يراقب بعين مفتوحة التحولات التي تشهدها حركة حماس، وتتجاوز الوثيقة السياسية، وهذه المرة، ليس عبر التصريحات وكثير الكلام، وإنما عبر العمل والممارسة والكثير منها. نعم متأخرة هذه التحولات في سياسة الحركة، وممارستها السياسية، لكن على قول المثل المأثور: أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي. غير أن الامتحان، الذي ينتظر مدى مصداقية هذه التحولات، يعود إلى الميدان سواء على المستوى الوطني العام أو على مستوى كيفية التعامل مع المجتمع في قطاع غزة، ومع عناصر الفعل الفلسطيني السياسية والاجتماعية؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافة بين القاهرة وغزة أقصر منها إلى رام الله المسافة بين القاهرة وغزة أقصر منها إلى رام الله



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 18:29 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

أسماك الوطواط العملاقة تغزو شواطئ غزة

GMT 09:39 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 16:34 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

أخبار من السعودية وسورية ولبنان

GMT 10:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

انتخابات رابعة وخارطة سياسية وحزبية مفخّخة في إسرائيل

GMT 08:40 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات عن السيارة نيسان " إكس تيرا" موديل 2021 الجديدة كليًا

GMT 02:15 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فراس سعيد يؤكّد أن فكرة "التاريخ السري لكوثر" خارج الصندوق

GMT 00:33 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسن الرداد يعلن سر اشتراكه في "عقدة الخواجة"

GMT 05:20 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الريال السعودي مقابل الدولار الأميركي

GMT 13:14 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

"باير ليفركوزن" يدرس ضم ماركوس روخو إلى صفوفه
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday