حول التطورات السياسية المستجدة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حول التطورات السياسية المستجدة

 فلسطين اليوم -

حول التطورات السياسية المستجدة

بقلم :طلال عوكل

التفاهمات التي تم التوصل إليها بين النائب محمد دحلان، ووفد حركة حماس، وبين حماس والجانب المصري، ألقت بحجر كبير في المياه الفلسطينية لتزيدها صخباً واضطراباً، فوق ما تعانيه من صخب واضطراب وقلق فضلاً عن أنها عمّقت الشروخ التي تضرب الجسد الفلسطيني الممزق. حتى الآن لم يتم الإعلان من أي طرف عن التفاصيل الكاملة لتلك التفاهمات، والتي إن لم تكن وصلت إلى الأسئلة الصعبة، فإن ما وقع منها حتى الآن، قد يفتح الباب أمام ضرورة الإجابة عن تلك الأسئلة. بعض السذج، يعتقدون أن تلك التفاهمات، لم تأخذ طابعاً سياسياً، بمعنى أن كل طرف بقي عند رؤيته السياسية، والتزاماته، ولكن هؤلاء لا يتجاهلون حقيقة أن كل صغيرة وكبيرة تتصل بالشأن الفلسطيني، تنطوي على أبعاد سياسية.

المهم في الأمر أن حركة حماس أدركت صعوبة أوضاعها، ومحدودية خياراتها، ما جعلها تذهب نحو خيار الانفتاح على القاهرة وعلى ما هو أبعد من خلالها (القاهرة) والتفاهم مع دحلان وفريقه، وهي أي حماس تدرك أن عليها أن تدفع الثمن. تبدي حماس استعداداً للانحناء أمام العاصفة بخلاف ما فعلت خلال السنوات العشر السابقة منذ وقوع الانقلاب والانقسام. كان مثل هذا التحول في رؤية حماس لكيفية التعاطي مع الحسابات السياسية والفصائلية والخيارات والمراهنات، يحتاج إلى رجل قوي قادر على اتخاذ القرار وإلزام الحركة به. يظهر السنوار، باعتباره المنقذ من سوء الحسابات، ويخيب ظنون الذين فسروا انتخابه رئيساً للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة على أنه عنوان تصعيد وحروب ومغامرات غير محسوبة. والحقيقة أن انتقال مركز قرار حركة حماس إلى قطاع غزة، بات يلزم قيادتها على الاقتراب أكثر من الواقعية السياسية، ذلك أن حماس وغزة هما اللذان يدفعان ثمن أية سياسات خاطئة.

عدو الأمس، يصبح صديق اليوم والمنقذ، أمر لا يخرج عن مبادئ السياسة فلا عدو أبدياً ولا صديق أبدياً، وتجربة حماس مع علاقاتها الداخلية والخارجية تقدم الكثير من الأمثلة على صحة هذا الاستنتاج.

دحلان هو الآخر، الذي يتمتع بحضور إقليمي، هو صاحب مصلحة في اللجوء إلى هذا الخيار، بعد أن أغلقت أمامه السلطة وحركة فتح كل الخيارات، لكي يعود لاعباً أساسياً، في وسط الملعب وليس على دكة الاحتياط والبدلاء. يعرف دحلان، بأن حركة حماس تملك كل عوامل السيطرة، المادية واللوجستية على قطاع غزة، وهو لا يتطلع إلى منافستها على هذا الصعيد، لكنه يعرف، أيضاً أن حماس موجودة وفاعلة في المشهد السياسي العام، وأنها واقع لا يمكن تجاهله أو القفز عنه، لكن طبيعة التفاهمات، تضمن له القدرة على التعامل مع الوضع الفلسطيني من داخله. أما مصر فإنها تتصرف انطلاقاً من عدة عوامل أولها أنها لا تسمح لنفسها بأن تتخلّى عن دورها ومسؤولياتها تجاه القضية والشعب الفلسطيني، وهي إذا كانت في بعض الوقت أهملت هذا الملف، فإنها اليوم مركز فعل سياسي إقليمي، ولا يمكنها أن تتجاهل أهمية الملف الفلسطيني.

هذا يعني أن ثمة دوافع عقابية للسلطة، أو قرصة أذن كما يقال. والغريب أن السلطة لا تدرك أبعاد ما تفعل. في ضوء ذلك ما كان للمبعوث الأممي فلاديمير أن ينجح في مسعاه الأخير لرأب الصدع بين السلطة وحركة حماس، فالاقتراحات التي حملها، كانت مرفوضة قبل أن يضاف إليها اقتراح بتخلي حماس عن تفاهماتها مع محمد دحلان وفريقه. كان على السلطة أن لا تتصرف من خلال ردات الفعل والعناد في مواجهة هذه التطورات، التي قد تلقى قبولاً من بعض فصائل منظمة التحرير التي لا تقوى على رفض أية حلول من شأنها أن تخفف عن معاناة الناس في غزة. أول الإشارات على هذا الصعيد صدرت عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي رحب عضو مكتبها السياسي الدكتور رباح مهنا بأي عمل من أي كان من شأنه أن يخفف من معاناة أبناء القطاع، فماذا لو أن هذه التفاهمات أدت إلى توسيع دائرة الشراكة لتشمل فصائل أُخرى غير طرفيها؟

ثاني هذه العوامل، رؤية مصر لأمنها الإقليمي، ولدور المحيط القريب في تلبية استحقاقات أمنها، فهي مجاورة لثلاث جبهات إن لم يكن أكثر، في جنوبها السودان بكل مشكلاته، وعلى غربها ليبيا بكل مشكلاتها، فضلاً عن قطاع غزة. من المهم بالنسبة لمصر تأمين جبهتها مع قطاع غزة، وثمة أسباب كثيرة، تدعوها لتحسين العلاقة مع حركة حماس، انطلاقاً من رؤيتها هي لدور حماس في حماية أمنها الاستراتيجي. المعادلة مختلّة لصالح مصر، ولذلك من غير المتوقع أن تكون قدمت لحماس، بدون أن تحصل على أضعاف ما تقدمه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول التطورات السياسية المستجدة حول التطورات السياسية المستجدة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 21:31 2016 الأحد ,24 إبريل / نيسان

شوكولا لمحاربة الزهايمر

GMT 06:47 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

كريم بنزيمة ليس على خريطة تعاقدات الأرسنال الإنجليزي

GMT 18:03 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

دجاج حار بالبقدونس والطماطم

GMT 16:35 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

محبي باريس سان جيرمان مشوشة بين فينغر وإيمري

GMT 19:07 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

مؤشر بورصة لندن الرئيس يغلق على إنخفاض

GMT 17:14 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

فالنسيا الإسباني يرغب في ضم ويليام كارفاليو

GMT 06:46 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز مواصفات سيارة " سوزوكي سويفت "

GMT 01:20 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كارمن سليمان تؤكد فضل الأوبرا على مسيرتها الفنية

GMT 05:33 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"النينيو" ظاهرة مناخية تهدد حياة ثلث البطاريق في العالم

GMT 23:39 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

استبدال اسم فريق "ريد بول للفورمولا 1" مطلع 2018

GMT 20:05 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تعلق تدريب جيش ميانمار فى أعقاب العنف

GMT 23:10 2016 السبت ,03 أيلول / سبتمبر

تعديلات في نظام القيادة الآلية لسيارات تِسلا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday