في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز

 فلسطين اليوم -

في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز

طلال عوكل

ما كان بالضرورة أن ينقضي اليوم الأخير في العام المنصرم المليء بالنكسات وخيبات الأمل، إلى ما آلت اليه الامور بالنسبة للملفين الأساسيين اللذين يشكلان العناوين الابرز لهذا العام. التصويت على مشروع القرار الفلسطيني العربي لانهاء الاحتلال، مني بالفشل، اذ لم تصوت عليه سوى ثماني دول، ما خفف عن الولايات المتحدة الحرج باستخدامها الفيتو، لو سارت الامور على نحو مختلف، فيما يتعلق بعدد الاصوات التسعة التي يحتاجها القرار.
الفشل الذي كان متوقعاً، وفق كل التقديرات، لا يعني ان القرار الفلسطيني خاطئ، بما أنه يؤشر على وجهة للسياسة الفلسطينية المطلوبة للتحول عن آليات ومرجعيات التفاوض، وعن احتكار الولايات المتحدة للملف، خلال عشرين عاماً مضت، غير أن هذا التحول كان يحتاج الى متطلبات أساسية تحضر لنجاحه، فضلاً عن اختيار التوقيت المناسب للتصويت على القرار حيث ان التشكيلة القادمة لمجلس الأمن تنطوي على ممكنات افضل.
أهم المتطلبات التحضيرية الغائبة، تتصل باستمرار حالة الانقسام، وتفاقم الخلافات الفلسطينية الداخلية، وتعطل عملية المصالحة، يتعلق الأمر، بالحاجة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وتنظيم أوراق القوة التي تستدعي الوحدة الوطنية، طالما ان القرار يدشن مرحلة تذهب في اتجاه فتح الصراع، وتوسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال، ومن يسهرون ليل نهار على رعايته، ودعمه وحمايته.
كان توفر العامل الداخلي القوي، العنصر الاساسي من متطلبات هذا التوجه، وهو ما يزال في بداياته، خصوصاً وان الوضع العربي، لا يسعف الفلسطينيين على تحقيق انجازات، او على حماية الإرادة الفلسطينية. الوضع العربي هش، ضعيف، وضعيف وهش الوضع الاسلامي، اللذان لا يصدر عن مؤسساتهما الجامعة سوى البيانات والتصريحات، التي تفتقر الى إرادة العمل الحقيقي الفاعل.
تبنى العرب القرار، ولكنهم لم يفعلوا شيئاً يساعد على نجاحه، بل ان بعضهم راح يعمل من وراء الظهر، للضغط على الفلسطينيين ومعاونة المساعي الأميركية الهادفة لإفشال القرار في مجلس الأمن.
وعند الحديث عن العرب، فإن التوصيف يستثني العديد من الدول العربية المركزية، والكبيرة، الغارقة في صراعاتها الداخلية، وفي مواجهة اشد المخاطر التي تهدد الوحدة الجيوسياسية لهذه الدول. لفظة العرب اليوم تعني حصرياً، مصر ودول الخليج العربي، والجزائر والمغرب، وبعد أيام قليلة تونس، أما بالمضمون فإنها تعني الطاقات والمصالح العربية، والإرادات القادرة على الضغط والتحشيد، والفعل، والعرب بهذا المفهوم غائبون عن الوعي. وبالنسبة للعامل الداخلي ايضا، لا بد ان يكون التوجه نحو الامم المتحدة، جزءاً يتكامل مع اجزاء اخرى لاستراتيجية وطنية فلسطينية، هي غير متوفرة. لقد اختلف الفلسطينيون بالنسبة لمضامين القرار وآليات اتخاذه، وبدا وكأن الرئيس وبعض مستشاريه هم المسؤولون والمعنيون بالأمر فيما عكست التبدلات التي جرت على صياغة مشروع القرار، قدراً من التردد، الذي شجع أعداء فلسطين على مواصلة العمل من اجل إفشاله.
وعلى جبهة الصراع مع الاحتلال ايضاً، كان لا بد من دراسة الخطوات اللاحقة، للتصويت في مجلس الأمن فشلاً كما حصل، او نجاحاً كما كنا نتمنى. في الواقع فإن السيناريوهات اللاحقة لفشل التصويت تنطوي على قدر من الارتباك، وخلط الاوراق، وعدم الوضوح فالبعض يتحدث عن الاستعجال في الانضمام لمعاهدة روما، وبعض آخر يتحدث عن وقف التنسيق الامني، او وقف التعامل بالكامل مع الاحتلال، وبعض ثالث يتحدث عن حل السلطة.
ان الاستعجال في اتخاذ أي من هذه الخطوات بدون تحضير الساحة الداخلية والاتفاق الوطني على البدائل السياسية، من شأنه أن يزج بالوضع الفلسطيني في متاهات، مكلفة الثمن، بدون تحقيق انجازات مقابل الثمن المدفوع.
الملف الثاني وهو ملف المصالحة الفلسطينية، الذي جاء السطر الاخير فيه في نهاية العام المنصرم، زيارة وفد وزاري من حكومة الوفاق الى قطاع غزة، محملاً، بوعود لم يعد المواطن الفلسطيني يصدقها ما يخلق عند الناس خيبات أمل جديدة.
التصريحات التي صدرت من بعض الوزراء، أو باسم الوزارة توزعت بين التواضع باعتبار ان مهمة الوفد الاطلاع على اوضاع المواطنين في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، وبين المبالغة بتسويق مهمات لا قبل للحكومة على تحقيقها، من مستوى ان الوفد سيعالج كافة الملفات من ملف اعادة الاعمار الى ملفات المياه والكهرباء وما بينهما.
المحصلة تشير الى ان لا تغيير في المناخات السلبية التي كانت سائدة قبل زيارة الوفد، ما يعني مجددا ان الحل لمعالجة العقبات التي تعترض نجاح المعارضة، لم تكن بحاجة الى الحكومة وزياراتها، وانما هي تحتاج الى حلول سياسية. نقصد بالحلول السياسية المطلوبة، عودة الاطراف في اطار وطني جماعي الى طاولة الحوار مجددا لتصحيح الخلل الكبير، وسد النواقص الأساسية التي تعتري كل اتفاقيات المصالحة، واهمها الاتفاق على استراتيجية عمل وطني وبرنامج سياسي، يشكل مرجعية سياسية للعمل الوطني الفلسطيني، بالتوازي مع المرجعية التنظيمية التي اتفقت عليها الأطراف خلال حوارات سابقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز في غياب العوامل الضرورية لتحقيق الانجاز



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday