ما ينقص قيادات العمل الوطني
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ما ينقص قيادات العمل الوطني

 فلسطين اليوم -

ما ينقص قيادات العمل الوطني

طلال عوكل

كما لا نستطيع تعداد أسماء الأبطال الشهداء، لا نستطيع تعداد أسماء الأسرى الأبطال، وإن كنا نحتفل بهم حين يقدمون نموذجاً في البطولة، وقت توهج بطولاتهم، ثم يتحولون بفعل فاعل إلى مجرد أرقام، فإن التاريخ سيكفل لهؤلاء جميعاً، حقوقهم، واستظهار أدوارهم وتضحياتهم في مسيرة الكفاح من أجل تحقيق تطلعات الشعب.
مسألة تذكُّر، وإحياء ذكريات الأبطال، هي قضية بحد ذاتها تغرز الأصابع في عيون كل من يدّعي، أن تكريم الكبار منهم على الأقل، قد استمر كما كان الحال جزءاً من الثقافة الوطنية وجزءاً من التربية الوطنية، وتعبئة الأجيال.
البعض من مقامات المسؤولية الوطنية الفاعلة بات يتعاطى مع هذا الملف، بكل محتوياته، وكأنه ينتمي إلى ثقافة بائدة، لا تصلح في زمن ثقافة اوسلو، وزمن الانقسام والتردّد، والبحث دون طائل عن سلام موهوم.
فيما يخوض الكل في نقاشات تبدو غير مجدية رغم حرارتها، وجديتها، وعمقها، في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني الراهن، تشخيصاً، وتحليلاً، واستنتاجات، ونصائح، يقدم لنا الأسرى الأبطال نموذجاً آخر، ينطوي على أبعاد قيمية تستحق أن يتمثلها المسؤول قبل المواطن، ذلك أن فيها من الدروس ما يستحق أكثر من مجرد الاحتفال، واطلاق الخطب، والتصريحات.
محمد علان، آخر ما يرد في القائمة التي سبقه فيها خلال الفترة القصيرة الماضية، ولم نعد قادرين على تجاهلهم كان الشيخ خضر عدنان، والعيساوي، الذين قهروا السجّان، وأرغموه على الانصياع لإراداتهم الفذة.
ما يستحق الاستظهار في النماذج التي يقدمها هؤلاء الأبطال، يتجاوز الأبعاد الذاتية الخاصة بكل منهم، إلى قيم مؤهلة للتعميم ليس وسط الحركة الأسيرة وحسب بل والأساس، وسط قيادات الحركة الوطنية، وصناع القرار.
في سابق عقود النضال، سطرت الحركة الأسيرة بالدم والعرق والصمود، والتضحية صفحات ناصعة في تحدي السجان، والصمود أمامه وفي تحقيق العديد من الإنجازات، وكانت في بعض المراحل تقود الشارع الفلسطيني في محطات المجابهة الواسعة مع الاحتلال.
أول الدروس التي ينبغي استخلاصها وتعلمها، قوة الإرادة ووضوح الهدف. الأبطال محدودو العدد الذين خاضوا الإضرابات وقاتلوا بأمعائهم الخاوية، سجلوا أن أهدافهم تتمثل في الحرية وفي قهر إرادة وقوانين السجان، حتى لو أدى ذلك إلى الاستمرار في الإضراب حتى الموت، ما يعكس صلابة الإرادة وقوة التحدي.
لقد قرروا النجاح في تحقيق الأهداف، فكان عليهم أن يعتمدوا أولاً وقبل كل شيء على صلابة إراداتهم، ثم على تضامن الحركة الأسيرة، والحركة الوطنية، والشعب الفلسطيني.
قررت الحكومة الإسرائيلية قانون التغذية القسرية للمضربين لا لأنها فقط، تخشى من استشهادهم، ما يشكل لها فضيحة أخرى، وإنما أيضاً لقهر إراداتهم، لكي لا يتكرر النموذج فيصبح ظاهرة عامة واسعة.
فشلت الحكومة في تجربتها الأولى، بعد غياب طويل لتجربة سابقة كانت أدت إلى استشهاد القائد عبد القادر أبو الفحم، واضطرت إلى الإذعان والانكسار أمام النموذج الحديث الذي يقدمه محمد علان.
تعرف إسرائيل أن سجونها الظالمة، تضم آلاف النماذج مثل محمد علان ومن سبقوه، ولكنها كلما أبدعت في وسائل القهر، أبدع أبطال الحركة الأسيرة في تقديم سبل الرد والتحدي.
أتساءل في كثير من الأحيان عما إذا شهدت حركات التحرر الوطني العالمية، نماذج لإضرابات تتجاوز المدد الطويلة التي أضربها الأسرى الفلسطينيون، وأسأل الأطباء، عن تفسير علمي لهذه الظواهر.
في زمن سابق، خاضت الحركة الأسيرة إضرابات شاملة أدّت أغراضها في حينه، لكن الزمن وتغير الظروف، دفع الأسرى، لابتداع أشكال من النضال تقوم على الإرادة الفردية كوسيلة لإلحاق الهزيمة بسياسة السجّان، وقوانينه ومؤسساته السياسية والأمنية والحقوقية.
في السجون يتعلم الأسرى، ويحصلون على شهادات أكاديمية من كل المستويات، وذلك ليس منّة من السجان، بل انه شكل آخر من اشكال الخضوع لإرادة الأسرى، حققوا خلالها الانتصار في جولات سابقة من المجابهة.
نحتاج إلى من ينبش التاريخ، ونقصد تاريخ الحركات الوطنية التحررية، أو حتى الإنسانية. أين يمكن أن يعثروا على تجربة شبيهة بتجربة الحركة الفلسطينية الأسيرة في مجال التواصل الإنساني مع أهلهم. نقصد هنا الإبداع في تحقيق الإنجاب، من خلال تهريب نطفهم إلى زوجاتهم اللواتي لا يعانين العقم ولكن بسبب غياب الزوج. لسنا أمام تجربة واحدة، وإنما تجاوز العدد الثلاثين حالة، ما يؤكد قدرة الفلسطيني على الإبداع وقهر الظروف وتطويع المستحيلات. والآن اسألوا قيادات العمل الوطني الذين يديرون السياسة الفلسطينية، عما يحتاجونه من مثل هذه القيم، وعما إذا كانوا مستعدين لتمثل هذه النماذج الرائعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما ينقص قيادات العمل الوطني ما ينقص قيادات العمل الوطني



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:50 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يضرب بمتحوره الجديد وزيادة كبيرة في الإصابات

GMT 01:15 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثة فنانيين قدموا الأخرس في السينما المصرية

GMT 00:08 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

صناع فيلم " خلاويص" يهنئون الفنانة أيتن عامر بعيد ميلاد

GMT 01:57 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذيرات من نشوب حرب جديدة تقضي على وحدة العراق

GMT 07:52 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

"فورد" تطلق "إكسبلورر XLT" للقيادة على الطرق الوعرة

GMT 00:32 2016 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

روسيا تنشر مئات المدرعات والدبابات في إستونيا

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 13:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصميمات مذهلة لحمامات أنيقة لمحبي التجديد والتميز

GMT 10:44 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح هامة للقيادة بأمان في الخريف

GMT 11:21 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

المشروم يحد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday