مواعظ البدايات والمتطلبات اللاحقة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مواعظ البدايات والمتطلبات اللاحقة

 فلسطين اليوم -

مواعظ البدايات والمتطلبات اللاحقة

طلال عوكل

كان من الطبيعي أن إسرائيل بقضها وقضيضها، بيمينها ويسارها ووسطها سيركبها جنون الخوف من عقاب العدالة الدولية، حتى لو أن ما فعلته المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية، فاتو بنسودا، مجرد فحص أولي لإمكانية إجراء تحقيق يحتاج إلى الكثير من الوقت ودونه تعقيدات هائلة، بما يشتبه بأن جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي.
قبل الخطوة الرمزية التي اتخذتها المدعية العامة، كان نتنياهو يتبجح بأن الذهاب إلى المحاكم الدولية سيف ذو حدين، وان الطرف الفلسطيني هو الخاسر الأكبر من وراء ذلك، لكنه اليوم يرتعش وأركان حكومته خوفاً، وغضباً.
معلوم سبقاً، أن التوجه إلى المحاكم الدولية طلباً للعدالة والنصفة لن يكون دون ثمن يدفعه الفلسطينيون، لكن الفارق واسع كبير وجوهري بين أن تقوم مؤسسات أميركية أو غير أميركية موالية لإسرائيل برفع دعوى على أفراد فلسطينيين، وبين أن يتم جر دولة إسرائيل من شعرها إلى قفص الاتهام بالإضافة إلى العديد من قياداتها السياسية والأمنية والعسكرية، المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب.
الملفات التي يمكن للفلسطينيين دفعها إلى المحاكم الدولية، تتصل بإرهاب دولة، فالدولة هي التي تقود سياسة الاستيطان، بما يخالف قوانين وقرارات الشرعية الدولية، والدولة هي التي قررت وصرفت الأموال في بناء جدار الفصل العنصري، الذي اعتبرته محكمة لاهاي غير شرعي وطالبت بإزالته.
والدولة الإسرائيلية هي التي تتخذ قرارات شن الحروب والعدوانات على الأراضي الفلسطينية، وجيشها الرسمي هو الذي يقوم بقصف المدنيين وتدمير مساكن الآمنين، واستخدام أسلحة محرمة ودولية، وهو المسؤول عن عديد المجازر التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين. 
ودولة إسرائيل هي التي تشرف وتصرف على مخططات تهويد القدس وتفريغها من سكانها الأصليين، تحت ادعاء مكشوف ومفضوح بأن القدس التي تشملها قرارات الأمم المتحدة، ضمن الأراضي المحتلة، هي العاصمة الأبدية الموحدة لدولة الاحتلال.
ليس هذا سوى غيض من فيض الممارسات والسياسات الإجرامية التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الشعب الذي يُحتل أرضه، وليس آخرها السطو على أموال الضرائب التي هي حق خالص لا جدال فيه، للسلطة الفلسطينية.
هذه دولة متهمة بأن تمارس إرهاب الدولة، في كل ما يتعلق، بالصلة مع الشعب والأرض التي تحتلها ويعترف العالم، بأن عليها يفترض أن يمارس الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير، انطلاقاً من رؤية الدولتين التي طرحها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، وتبنتها وانقلبت عليها إدارة الرئيس باراك أوباما.
كان من الطبيعي إذن، ان يخرج نتنياهو عن وقاره الكاذب، وعن كياسة وضوابط المسؤولية، محاولاً ترويع العالم، من أن توجه الفلسطينيين إلى المحاكم الدولية من شأنه أن يشكل خطراً على هذه الدول.
وكان من الطبيعي أن يصاب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان فيعلن ضرورة تفكيك السلطة الوطنية والتخلص من الرئيس محمود عباس، وأن يغير على نحو فاضح مسار المفاوضات، نحو أن تستبدل إسرائيل فلسطين بالدول العربية، وربما أرادها، كل دولة على حدة، حتى يتسنى لإسرائيل تنفيذ مخططاتها الفعلية المعروفة بإسرائيل الكبرى.
وكان من الطبيعي، أيضاً، أن تؤدي الخطوة الرمزية التي اتخذتها المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية، إلى هيجان في أوساط الإدارة الأميركية التي قال بيان باسم خارجيتها إن السلطة الفلسطينية لا يحق لها الانضمام إلى معاهدة روما، وإن بلاده ستقف بكل قوة لحماية إسرائيل ومنع أي جهة من اتخاذ قرارات عقابية بحقها.
الإدارة الأميركية تتجاهل، أن دولة فلسطين أصبحت بقرار من أغلبية من دول العالم، قد أصبحت دولة عضواً غير كامل العضوية، وهي بذلك تعلن عن عدم اعترافها بقرار الأمم المتحدة المتعلق بمكانة دولة فلسطين.
تتجاهل الإدارة الأميركية الضعيفة والمنقادة للوبي الصهيوني، والتي تحملت الكثير من الإهانات الشخصية والعامة من قبل قيادات رسمية إسرائيلية، تتجاهل هذه الإدارة، إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي رحب بانضمام فلسطين إلى المعاهدات الدولية وبضمنها معاهدة روما.
تعلن الولايات المتحدة بفم ملآن، أنها العدو الرئيس للشعب الفلسطيني ولمنطق العدالة الدولية، وللقيم الإنسانية التي أقرتها الأمم المتحدة، وهي بذلك تنسف مصداقيتها، وخطابها الكاذب حول قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
ومع كل ملاحظاتنا وانتقاداتنا على الرئيس والسلطة، إزاء موضوع المصالحة الوطنية، وآليات اتخاذ القرار، ومواصلة الرهان على دور أميركي يؤدي إلى استئناف مفاوضات أغلقت إسرائيل كل السبل إلى طريقها، فإن ما يجري من ردود فعل على خلفية قرار المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية، يفترض من بقية الأطراف الفلسطينية أن تتفهم سلوك القيادة الفلسطينية وتكتيكاتها السياسية وأن تتبصر أبعاد وغايات المرونة الزائدة التي تبديها السياسة الفلسطينية.
ما وقع حتى الآن، وما زال في عداد البدايات، نحو توسيع وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال، ومن يدعمه ويقدم له الحماية، يكفي لأن تقف الفصائل بجدية، أمام ضرورة تقديم كل ما يلزم من تنازلات وإجراء ما يلزم من تغييرات، لإنجاح مقصد وهدف المصالحة، الوطنية، للتمكن من تعظيم المجابهة، وتقوية العامل الفلسطيني، بما أن الثغرة الأساسية الكبيرة التي تعترض سبيل التوصل إلى إستراتيجية وطنية جامعة يلتف حولها الشعب الفلسطيني كله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواعظ البدايات والمتطلبات اللاحقة مواعظ البدايات والمتطلبات اللاحقة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday