ألا لعنة الله على الظالمين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ألا لعنة الله على الظالمين

 فلسطين اليوم -

ألا لعنة الله على الظالمين

د. يوسف رزقة

أشعلت صورة الطفل السوري الغريق وسائل الإعلام الجديد، وسيطرت على تعليقات المشتركين في الفيس بوك، وتويتر. كانت الصورة، والقصة المرتبطة بها، وتداعياتها مناط تعليقات عقلية وعاطفية مؤثرة، ومؤلمة معا. خلاصة المشهد أن الطفل في السنة الثالثة من العمر. خرجت أمه به من أتون الحرب السورية طلبا للنجاة والحياة، وما كان يخطر ببالها أن الغرق أخطر عليها من البقاء في سوريا تحت قصف البراميل المتفجرة. وصلت الأم بطفلها مع آخرين لسواحل اليونان على أمل الحياة، فغرق الطفل وغرق معه آخرون، وتحطم أمل الأم بفقدها فلذة كبدها، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
جلّ التعليقات كانت تحمّل مسئولية غرق الطفل ووفاته للقادة العرب، ولجامعة الدول العربية، وللعلماء المسلمين، وللأمم المتحدة، وللدول الغربية، وقلة قليلة التي حمّلت المسئولية ( لإيران، وحزب الله وروسيا؟! ) مع أن الأطراف الثلاثة الأخيرة هي التي تدعم نظام الاستبداد والبراميل في دمشق، وهي الأجدر بتحمل مسئولية هجرة ملايين السوريين، وغرق بعضهم في البحر، أو قتلهم صبرا في شاحنات المهربين كما حدث مع ثلاثين منهم في النمسا.
صورة الطفل السوري الغريق هي الأشهر الآن في وسائل الإعلام، وهي تضاهي في دلالاتها المؤلمة وشهرتها صورة الطفل محمد الدرة، التي استجلبت تعليقات إنسانية من بل كلينتون وغيره، إلا أن هذه التعليقات لم تغير من واقع المأساة الفلسطينية، ومع ذلك لم يعقب أوباما على الصورة ؟!.
جلّ التعليقات على صورة الطفل السوري الغريق كانت تعليقات إنسانية، تعبر عن مشاعر أصحابها الرافضة لما يجري في سوريا، والرافضة للمواقف العربية والدولية التي فشلت على مدى أربع سنوات في إيجاد حلّ عادل للصراع بحيث يستجيب الحلّ للمطالب الشعبية العادلة، وينقذ سوريا من القتل والدمار والهجرة، ولكن لم يوازن أحد بين رعاية ( إسرائيل) دولة الغصب والاحتلال للمهاجرين اليهود، وبين الراعاية العربية والإسلامية، غير أن واحدا قال تعليقا على موقف ميركل: بلاد الكفار أقرب إليهم من مكة؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
في المجر صورة أخرى من صور المعاناة السورية التي ضربت اللاجئين السوريين، وفرضت عليهم الهجرة من خلال البر بديلا عن البحر، وما كان يدور بخلدهم أن دولة المجر وقوانينها هي أخطر عليهم من البحر، بعد أن أسلموا مصيرهم للمهربين عبر الحدود، فأخذ المهربون ما تبقى لديهم من مال ، وتركوهم على الحدود،أو في الشاحنات المغلقة لمصيرهم، وهذا يذكرنا بما حدث مع المهجرين الفلسطينيين من قبل في رواية غسان كنفاني ( رجال تحت الشمس).
كانت أكثر التعليقات إيلاما لي هي التعليقات التي حمّلت العلماء كالقرضاوي، والعريفي، والعودة، وغيرهم المسئولية عن هذه الهجرة، وهذا الموت، بزعم أنهم صامتون، و أن بلاد الخليج وجزيرة العرب أقرب لهؤلاء من المجر وأوربا، وأن قادة المسلمين أولى من ميركل في الربت على أكتاف اللاجئين المضطرين هربا من الحرب.أين رابطة الدين؟! وأين رابطة العروبة؟! وأين رابطة الإنسانية؟!
إن تجربة هجرة الفلسطينيين من وطنهم، وتداعيات هذه الهجرة، تنصح السوريين بالبقاء في وطنهم، حتى وإن تعرضوا لتهديدات القتل، فما خارج الحدود السورية ليس بأفضل مما في داخلها. وإن الشهادة في حرب ظالمة خير من الموت غرقا، أو من الموت صبرا في شاحنة مغلقة، أو من الموت غدرا على يد المهربين. صورة الطفل السوري الغريق هي إدانة لقادة العالم العربي والإسلامي أولا، ثم هي إدانة لقادة العالم وبالذات أميركا وأوربا لشراكتهم في المأساة .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألا لعنة الله على الظالمين ألا لعنة الله على الظالمين



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday