استقلال على غير مثال
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

استقلال على غير مثال

 فلسطين اليوم -

استقلال على غير مثال

د. يوسف رزقة

بالأمس السبت ١٥/١١/٢٠١٤ أصاب الموظفون في الوظيفة العمومية، وفي الجامعات، والمعاهد، والكليات، والمدارس، إجازة من العمل بمناسبة عيد استقلال فلسطين. لا يعرف أبناء فلسطين علامة على الاستقلال هذا غير هذه الإجازة ؟! لا توجد احتفالات وطنية بهذه المناسبة، ولا يلقى رئيس المستقلين خطابا جامعا فيها، ولا يستعرض وحدات من الجيش الوطني، ولا يتلقى برقيات تهنئه بالمناسبة من الملوك والأمراء والرؤساء في العالم، ولا تدعو سفارات فلسطين المستقلة نظيراتها في العواصم المختلفة للاحتفال معا في هذا اليوم ؟! لا وجود لهذه المراسم المعروفة في العالم، ولا لغيرها أيضا؟!
حين تغيب العلامات الدالة على الاستقلال، وتغيب المراسم التي اعتادت عليها الدول المستقلة، يجدر بالفلسطيني الذي أصاب إجازة أن يسأل أفراد أسرته وجيرانه، والعلماء، والقادة، والمفتين، عن ماهية هذا الاستقلال، وهل هو كيوم استقلال الدول في أسيا،وأفريقيا، وأوربا، وأميركا، أم أن استقلال فلسطين ليس له مثال في العالم؟! دول العالم تستقل من الاحتلال والاستعمار في الواقع، وفي الميدان، وفلسطين تستقل على الورق، وتعبّر عن استقلالها الورقي بإجازة للموظفين، ليس إلا؟! إنه استقلال فريد؟!
إننا في فلسطين المستقلة (ورقا)، القابعة تحت الاحتلال ( فعلا )، ليس لنا شبيه ولا مثال في العالم، لا في الأولين ولا في الآخرين؟! ربما لأن قادتنا يحلمون.. ويحلمون..، بعد أن فارقوا الواقع، والحقيقة، للأسف، وسكنوا الأوراق و الدفاتر، وباعوا الوهم للشعب؟! وربما لأن الشعب هو المخطئ لأنه بمعزل عن الحكم والمراقبة والمحاسبة ؟! 
المهم ، إنه ليس في سجل الأمم المتحدة،أو غيرها من السجلات العالمية ،تحديدا ليوم استقلال فلسطيني، أو اعترافا بيوم الاستقلال ، لأن فلسطين لم تستقل أصلا، ولم تتقدم بأوراق استقلالها إلى الأمم المتحدة لتنال عضوية الدولة المستقلة، وما زالت مراقبا يناضل من أجل استقلال قادم . 
إن فلسطين التي حصلت قبل أشهر على عضوية مراقب في الأمم المتحدة، لا تملك أن تكتب على أوراقها الرسمية إسم دولة فلسطين، لأن الجانب الإسرائيلي، والأميركي، والأوربي، لا يستقبل هذه الأوراق؟! لذا فهي تواصل استخدام اسم السلطة الفلسطينية. وحين سألتُ نبيل شعث عن مغزى دولة مراقب، ونحن تحت الاحتلال ؟! قال: ننتقل من سلطة تحت الاحتلال، إلى دولة تحت الاحتلال، دون أن يبين الفوائد العملية لهذا الانتقال الرمزي؟!
إننا يا سادة مبدعون، أو مخطئون، حين نوهم أنفسنا، وأبناءنا، أننا مستقلون، منذ إعلان الاستقلال في عام ١٩٨٨، بينما ينتشر الاحتلال في كل مدينة، وقرية، وشارع، وزقاق، من أرضنا المستقلة على الورق مع وقف التنفيذ. 
نحن نتمتع بالإجازة، وبالوهم ، وننسى أن رئيس سلطتنا، أسف، رئيس من منحنا إجازة بمناسبة يوم الاستقلال ( الورقي) يطلب إذن السفر، والمرور بالمعابر من مكتب الارتباط الإسرائيلي؟! وهذه من العلامات الكبرى لا على قيام الساعة، بل على الاستقلال الفريد في العالم. إن بلادنا في القدس والضفة فقدت هويتها وطبيعتها بالاستيطان الذي التهم أهم أراضيها وشوارعها، لأن استقلالنا لا يرد طالب حاجة، ولا مستوطن؟! . نحن في دولة مستقلة، ونطلب إذنا للصلاة في الأقصى، ونطلب تصريحا للمرور من المعبر؟! نحن في كل يوم نتقدم في استقلالنا ، حتى بتنا في حاجة لتصريح من الخواجا لإدخال كيس إسمنت، وسيخ الحديد، لبناء نصب الاستقلال؟! . 
نعم نحن مستقلون رغم أنف الحاسدين، والرافضين، لأننا نملك ختما، وسجنا، ويوم إجازة ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقلال على غير مثال استقلال على غير مثال



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 01:04 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء آثار يعلنون عن حمامات بها أنظمة صرف صحي

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال يعتدي على طلبة الخضر في بيت لحم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday