البلدية والفراغ و الحزبية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

البلدية والفراغ و الحزبية

 فلسطين اليوم -

البلدية والفراغ و الحزبية

د. يوسف رزقة

أصدرت بلدية غزة أول أمس الخميس بيانا استنكرت فيه الاعتداء على موظف البلدية لجمع نفيات السوق في الفترة المسائية في منطقة سوق الشيخ رضوان، وأعربت عن خشيتها من أن يكون الاعتداء ناتج عن التحريض على البلدية، في الأسبوع الذي سبق الاعتداء، و الذي كان بعد حدث صاحب بسطة ( روتس الغلابة )، واتهمت البلدية بالمسئولية عنه بدون تحقيق موضوعي . الموظف المغدور الآن في العناية المركزة في الشفاء في حالة حرجة، ومع ذلك لم تعلق فصائل العمل الوطني على طعن موظف البلدية، وغابت عن الساحة تماما ؟!
ماجرى مع موظف البلدية ليس مجرد اعتداء بدني، بل هو أبعد من ذلك بكثير. إنه يكشف على الأقل عن مرضين من أمراض غزة: الأول الفراغ - والثاني - الانتهازية الحزبية.
ولكي يقف القارئ على المرض الثاني يجدر به أن يجري مقارنة ذاتية بين موقف فصائل اليسار الغزي مثلا ، مما جرى مع صاحب ( روتس الغلابة) عافاه الله، وبين ما جري مع موظف بلدية غزة عافاه الله، فكلا الرجلين من الطبقة الكادحة المسحوقة، وكلاهما يبحث عن لقمة عيش أولاده، فيصيب جزءا منها بشق الأنفس كما يقولون. غير أن الأول لقي من يتعاطف معه( شكلا) لغرض مهاجمة البلدية (جوهرا)، ومطالبة رئيسها بالاستقالة، وبالتالي تسجيل موقف سياسي حزبي ، يقول إن اليسار يقف مع قضايا الغلابة ؟!، ومن ثمة دعا إلى حشد أنصاره أمام البلدية مطالبا باستقالة رئيسها، وهكذا تم نقل الحدث من مستواه الاجتماعي إلى أفق سياسي نقلا حزبيا بدون موضوعية أو تمحيص جاد.
موظف بلدية غزة المغدور هو من نفس الطبقة التي منها الأول، والجريمة كانت طعن مباشر بسلاح أبيض، بغرض القتل أو العقاب والتخويف، ومنع الموظف من أداء عمله، فهي أشد وأنكى ؟!. لم يستنكر اليسار الغزي ( أبو الغلابة !!) الطعن، ولم يعقب على الجريمة، ولم يطلب من الأمن الأخذ على يد الجناة، فأين المبادئ ؟! وما تعريف الكادحين والعمال والغلابة؟! ولماذا لا يتساوى الغلابة في التقدير عندهم؟!
نعم إن الحدث البسيط يمكن أن يهدم جسما كبيرا. وإن سقوط النواة التي تسند الزير يمكن أن تكسره. ولا فرق كبير بين سقوط المبادئ وتكسرها، وسقوط الأجسام وتهدم المواد ؟!
والمرض الأول، أعني ( الفراغ) أخطر، لأنه يتجاوز الأحداث الفردية، ويمهد الطريق للفلتان الأمني، الذي عانت منه غزة قبل سنوات، فالذي طعن موظف البلدية بدون مبرر ( بحسب بيان المجلس البلدي) إنما يطعن الأمن والاستقرار، ويأخذ القانون بيده، ويغري غيره على العدوان، ويخيف الموظفين ويمنعهم من أداء عملهم، وقد نبهنا في مقالات سابقة عديدة لخطورة حالة الفراغ التي تعاني منه غزة بعد أن تنكر عباس لاتفاق الشاطئ، وجعل غزة كالمعلقة. ولعل أخطر حالات الفراغ هو الفراغ الأمني الذي يشكل بيئة حاضنة للجريمة والعدوان الاجتماعي لأتفه الأسباب. وهنا نقول يجدر بالجهات المسئولة أن تقمع الفراغ، وأن تعالج فورا البيئة الحاضنة للفلتان قبل أن يستفحل، وقبل أن يتسع الخرق على الراقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البلدية والفراغ و الحزبية البلدية والفراغ و الحزبية



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:50 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كلاركسون يواجه انتقادات ساخرة بعد رحيله عن "بي بي سي"

GMT 19:26 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة الفلسطينية تحذر من خطورة التصعيد الإسرائيلي

GMT 07:45 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بشرة نظيفة قبل 4 أسابيع من زفافك

GMT 21:19 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يتعادل مع خان يونس ويرتقي الصدارة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday