الناتو  عنصرية الثقافة والقتل
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الناتو : عنصرية الثقافة والقتل

 فلسطين اليوم -

الناتو  عنصرية الثقافة والقتل

د. يوسف رزقة

القتل بالطائرات حلال، والقتل بالسكين حرام، الأول رحيم، والثاني لئيم؟! . ليس دفاعا عن الدولة الاسلامية أو داعش، أو عما ينسب لها من أعمال قاسية، فلست خبيرا ولا عالما بها، ولكن كشفا لحقائق الثقافة والواقع، ودور السياسة الأوربية الأمريكية العنصرية في خلق التشدد والتطرف في البلاد الإسلامية والعربية، لتدمير أية صحوة إسلامية تملك الحكم وتحقق النهضة المنشودة شعبيا.
بالأمس القريب انتهى حلف ( الناتو ) في منتجع ( ويلز ) في شمال بريطانيا الى تشكيل قوة تدخل سريع لمواجهة تنظيم داعش، وتحطيم قدراته العسكرية وإنهاء وجوده، لكونه في نظرهم يمثل خطرا على بلادهم، وعى قيمهم، وعلى بلاد المنطقة التي نبع منها، وربما على العالم كما يراه الغرب فقط، وكانوا قد صنفوا داعش ضمن المنظمات الإرهابية بمعاييرهم، وأمدوا خصومهم بسلاح نوعي لتعزيز قدراتهم على مواجهته وهزيمته عسكريا.
ثمة أسباب عديدة ربما لتحرك الناتو بقوة، ومن بين هذه الأسباب ( ذبح) داعش لمواطنين أمريكيين، وتهديدهم بذبح بريطاني، وهذا السبب يحتاج منا إلى إضاءة ومناقشة.
إننا ابتداء نقول: لا يتقبل أحد من الفلسطينيين أو المسلمين عملية ( الذبح !) ، لأنها إعدام بقسوة بالغة. إنها قسوة بشعة ومستنكرة بشكل أشد حين تكون علنية، وحين تكون ضد أسير انت قادر عليه، وحين تصور وتبث على وسائل الإعلام باسم الحكم الإسلامي خلافا لرحمة الإسلام وقوانينه في العقاب. إن مبدأ العقاب بالقتل يحتاج عادة الى مبرر لا لبس فيه أولا، ثم إلى سيلة قتل فيها إحسان يحفظ حق القتيل وكرامته بما قرره الشرع الحكيم ثانيا ، وبما لا يلحق ضررا بغيره من ذويه ثالثا، فلا تزر وازرة وزر أخرى.
وهنا دعونا نسأل أنفسنا وغيرنا عن قتل أميركا والغرب لمسلمين وعرب، في بلاد عربية وإسلامية بصواريخ من طائرات استطلاع، أو طائرات حربية مقاتلة، وثمة شك في مبدأ القتل لأنه قتل خارج القانون، وبلا محاكمة عادلة، ولأنه قتل بقسوة بالغة، تتفوق على قسوة الذبح مرات ومرات، لأنه يجمع بين ( القتل والإحراق، وتقطيع الجسد إربا)، وغالبا ما تقتل الطائرات مع المستهدف أبرياء بحكم تواجدهم قريبا من الرجل المستهدف.
إنه حين تقتل أميركا، وإسرائيل الفلسطينيين، أو المسلمين، بتهمة الإرهاب الفضفاضة، مع حرق وتقطيع، لا ينعقد الناتو، ولا تستنكر دوله الجرائم، ولا يتحدث إعلامهم عن قسوة القتل وبشاعته، ويقف اعلام العرب والعالم أخرسا أبكما، وكأن من قتلوا خراف لا تستحق الذكر؟!! إن قتل اسرائيل لأطفال غزة في حربها الأخيرة ( الجرف الصامد) شاهد فذ على هذا الظلم، وهذا النفاق. لقد اجتمع الناتو حين قتلت داعش أميركيا واحدا أو اثنين ذبحا ليقرر قالتدخل السريع ضد داعش بحجج مختلفة.
القتيل الأمريكي صاحب (عيون زرقاء، وبشرة صفراء، وشعر أشقر، وله كل الحقوق ؟!)، والقتيل الفلسطيني مثلا ( لا عيون زرقاء، ولا بشرة صفراء، ولا شعر أشقر، وليس له حقوق الرجل الأميركي؟!) ، والأدهى من ذلك أنه مسلم، أو عربي مسلم، وهذا فارق في جذور المشكلة والثقافة، ولكن الغرب يخدعنا عادة ويقول للعالمية نحن لا نقاتل الإسلام ولكن نقاتل الإرهابيين ، وكأن الإسلام والمسلمين (تخصص إرهاب)، فلا توجد منظمة مسيحية أو يهودية، أو بوذية على قائمة الإرهاب، ولا يوجد صراع وقتل، وقتل مسبق الدفع بطائرات الاستطلاع وغيرها إلا في البلاد العربية والإسلامية فقط؟!
أليس قتل اسرائيل لأطفال غزة، ونسائها، وهدم الأبراج والبيوت على رؤوس ساكنيها وهم نائمون إرهابا، وهو أشد قسوة بألف درجة من ذبح داعش لرجل أو رجلين؟! أميركا والناتو أشد عنصرية من اسرائيل حين وصفوا قتل اسرائيل لسكان غزة بأنه ضرب من حق الدفاع عن النفس؟!.حق الدفاع عن النفس لا يكون للمحتل الغاصب، وإنما يكون للمظلوم المضطهد حين يغتصب وطنه وتسرق ثروته، ويقتل أبناؤه.
إن ممارسة ( اسرائيل، والناتو، وأميركا) للقتل العنصري، والقتل في أقسى صوره، وأبشع أشكاله، يخلقون بأعمالهم وعنصر يتهم وسياساتهم التطرف والتشدد. وهم أيضا يستثمرون ما خلقوا وصنعوا من تطرف بالتعاون مع قادة عرب ومسلمين ليستبقوا سيطرتهم واحتلالهم، ويمنعون المسلمين حقوقهم الطبيعية في دولة إسلامية تحكم بعدل الإسلام؟!.
منذ أن انتهت الحروب الصليبية، وحلّ محلها الاستعمار الجديد، وأنتم ( أميركا والناتو واسرائيل) ما زلتم تقاتلون العرب والمسلمين بروح الصليبيين المورثة في ضمائركم، وأفكاركم وثقافتكم، وتزعمون أنكم لا تعادون الإسلام والمسلمين، ولكن عند شباب المسلمين ألف شاهد وشاهد على أنكم تعادون الإسلام كدولة وحكم، حيثما كانت هذه الدولة وهذا الحكم، ولكم في عداوتكم وسائل منظورة، وغير منظورة، ولا يقد على مكركم إلا الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناتو  عنصرية الثقافة والقتل الناتو  عنصرية الثقافة والقتل



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday