تمثيلية الانقلاب الواقع والخيبة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

تمثيلية الانقلاب.. الواقع والخيبة

 فلسطين اليوم -

تمثيلية الانقلاب الواقع والخيبة

د. يوسف رزقة

عباس يصدق أحيانا أنه رئيس سلطة ودولة، ولكنه يقرّ كثيرا في أحاديثه أنه لا وجود حقيقي لما تسميه الأوراق سلطة. وفي لقائه الآخير بالدوحة قال أمام مشعل وأمير قطر أنه لا وجود للسلطة، وأن مشروعه السياسي القادم الآن بعد عشرين سنة من التفاوض: أن يطلب من جون كيري ترسيم حدود دولة فلسطين على أرض (١٩٦٧)، فإذا رفض فسيحل السلطة ويسلم مفاتيحها الى بيبي كسلطة احتلال تتحمل كافة المسئوليات. 
هذا كلام عباس الطازج ، وتفاصيله الموسعة في محاضر الاجتماعات المسربة عن اجتماعات الدوحة، ويمكن الرجوع إليها في المواقع و الوكالات؛ ولأن عباس أقرّ قديما، وحديثا، أنه لا سلطة حقيقية، فإني أسأله كيف يتهم حماس في الجلسة نفسها، وفي المحاضر المنشورة نفسها أنها تريد الانقلاب عليه من خلال ما أسماه الإسرائيلي خلية ال (٩٣)؟!! 
الناس تنقلب على شيء موجود عادة، ولا تنقلب على شيء غير موجود؟! الناس تنقلب لتحصل على شيء لها فيه مطمع، ولا تنقلب على شيء ليس لها فيه مطمع؟! حماس التي سلمت حكومة غزة لعباس بإرادتها لا مطمع لها في الحكم على الأقل في هذه المرحلة. حماس أعطتك (الجمل بما حمل ) في غزة والضفة كما يقولون رغم رفض شباب حماس لذلك، ثم تأتي لتتهمهم بأنهم يعدون انقلابا؟! وتتهم مشعل بالكذب ؟! وتتهم فتح وحماس معا بأنهم ( جنونك)، وتنسى إسرائيل التي( جننتك، وطلعتلك قرون) ، كما ما يقولون؟!
حماس وغيرها من فصائل المقاوم
لا مطمع لها في السلطة والحكم، ومطمعها الوحيد الآن في مقاومة المحتل وتحرير الأرض، ومن ثمة كان كلام (ماجد فرج ) في اليوم التالي من تمثيلية عباس ونرفزته أدق، ونقل حرفيا ما قاله كوهين من أن خلية (٩٣) كانت تمثل خطرا على السلطة، ولم يقل أنها كانت تعد انقلابا. 
ثم كيف يمكن لهذا العدد المحدود، ببنادق معدودة، أن يعمل انقلابا في ظل قوات الاحتلال، وقوات عباس الأمنية ؟! إن الحديث في الانقلاب في ظل هذه الأوضاع وما يماثلها حديث سخيف، لأنه يستخف بالعقل البشري ويحتقر المنطق، ولا أحسب أنه ثمة غياب لهذه المعاني والمفاهيم عن عباس، المنسوب إليه تاريخيا أنه تعاون مع آخرين للانقلاب على ياسر عرفات. 
الرئيس عباس لا تخفى عليه هذه المفاهيم، ولا تخفى عليه أكاذيب الصحف العبرية التي لفقت للخبر وروجت له، فهو الذي يزعم دائماً أنه لا يصدق الإسرائيليين ، ولكن الفكرة راقت له، واستغلها في بدء حملة هجوم على مشعل وحماس،في الدوحة وأمام الأمير، باعتبار أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وهو يعلم أنه مظنة هجوم قوي من حماس والمقاومة لمواقفه السالبة من الحرب على غزة، ولعدم تحمله مسئولياته كرئيس، ولتنصله من التزاماته لاتفاق إنشاء حكومة الوفاق الوطني، وبالذات فيما يتعلق باستحقاقات الموظفين. 
خلاصة الكلام عباس كان يعلم يقينا أنه لم يكن ثمة انقلاب عليه، وأن ما يقال هو خديعة اسرائيلية، ولكنه استحسن توظيفها وتمثيلها لخدمة مشروعة، ومصالحه، ليس إلا. والحقيقة أنه استطاع أن يحرف مسار المحادثات نحو الوجهة التي يريد، من خلال خلط أوراق عديدة معا، بينما كان الناس في غزة يحسبون أن المجتمعين في الدوحة لا حديث لهم إلا غزة والعدوان القتل والتدمير؟!! وأنهم تناسوا خلافاتهم ولا يبحثون إلا في الحلول التي تنقذ غزة وأطفالها ومنازلها. لقد أصابت غزة خيبة أمل حين قرأت محاضر الاجتماعات المسربة، الأمر الذي فاقم ألم العدوان والقتل والتدمير على أبنائها، وجلهم يفرك يديه الآن ويقول : حسبنا الله ونعم الوكيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمثيلية الانقلاب الواقع والخيبة تمثيلية الانقلاب الواقع والخيبة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday