روسيا ودبلوماسية الدب
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

روسيا ودبلوماسية الدب

 فلسطين اليوم -

روسيا ودبلوماسية الدب

د. يوسف رزقة

تحاول روسيا في عهد بوتين: ( الرئاسة الأولى والثانية )أن تستعيد (الدور والنفوذ) الذي كانا للاتحاد السوفيتي سابقا. روسيا تحاول بناء الأمبراطورية الروسية القادرة على مواجهة الدور و النفوذ الأميركي خرج حدود روسيا وحزامها الأمني. ولكن ليس لروسيا الثراء والاقتصاد الذي لأميركا ودول الاتحاد الأوربي. الثراء والاقتصاد عاملا ن أساسيان في العصر الحديث في بناء النفوذ، وكسب الولاء وتوسيع الأمبراطورية.
الدبلوماسية الروسية التي تعاني من قلة الثراء، تفتقر أيضا إلى ديناميكية الحركة والفعل، فما زال ( البطء والتردد ) هما السمة الرئيسة للدبلوماسية الروسية، وهما صفتان موروثتان عن الاتحاد السوفيتي. ويمكن أن يقال إن الدبلوماسية الروسية في المنطقة العربية تعاني من مرض ثالث يتمثل في شراكة روسيا لأنظمة قمعية مستبدة ترى فيها ضمانة لبقاء نفوذها في المنطقة، وتجري هذه الدبلوماسية بدون توازن مع حقوق الشعوب وحقوق الإنسان، والحالة السورية شهاد كبير في هذه المسألة.
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وتفكك كتلته، بات العالم بقيادة قطبية أميركية أحادية، ولم تنجح روسيا بعد في استعادة دور القطب الثاني الذي انهار بانهيار الاتحاد السوفيتي، وما زال الطريق طويل أمام روسيا لاستعادة الدور المفقود، لأسباب كثيرة منها: قلة المال، وضعف الاقتصاد، وثقل الحركة الدبلوماسية الخارجية في القضايا الدولية، وغياب التوازن في معادلة السلطة والشعب.
في هذا الإطار يمكن النظر إلى القضية السورية كنموذج، حيث فشلت روسيا في إدارة حل سياسي للقضية السورية، في الوقت الذي تملك فيه الورقة الأقوى بين الدول المؤثرة في الحل في سوريا. جلّ التحليلات العالمية تقول إن بقاء نظام الأسد هو رهن بقاء الدعم الروسي والإيراني، وإذا تراجعت روسيا قليلا عن موقفها سقط النظام، ودخلت سوريا في التغيير، ويمكن لروسيا أن تكون لاعبا مهما في هذا التغيير، ولكن تقليدية الدبلوماسية الروسية، وبطء حركتها وثقلها، يجعلها في المرتبة الثالثة أو الرابعة بعد أميركا والاتحاد الأوربي وإسرائيل.
ثمة امتعاض عربي خليجي لأول مرة من الإدارة الأميركية وسياستها الخارجية في المنطقة العربية بسبب الملف الاتفاق مع إيران، وبسبب الملف السوري، والعراقي، وثمة فراغ يتشكل في المنطقة، ودول تبحث عن التغيير، ولكن روسيا تبدو عاجزة، أو فاقدة للحيوية، في استغلال هذه الفرصة النادرة لتكون لاعبا موثوقا به في المنطقة العربية. روسيا ما زالت تمارس السياسة التقليدية الموروثة مع الخليج العربي، ومع قوى التغيير في المنطقة، وكأن أحداث التاريخ ثابتة، وباتت دولة كفرنسا مثلا أكثر حضورا في الخليج وشمال أفريقيا، وباتت النرويج مثلا أكثر نشاطا في الملف الفلسطيني.
الدبلوماسية الروسيا ضد حصار غزة، و تتعامل روسيا مع حماس كحركة تحرر وطني، وهذا جيد ومتقدم، ولكن ماذ فعلت روسيا لرفع الحصار عن غزة، ولديها أوراق قوية يمكنها أن توظفها، وقيادتها ليست محاصر باللوبي الصهيوني، ولا بالنفوذ اليهودي داخل روسيا. (دبلوماسية الدب) ، وأعني بها البطء وثقل الحركة لا تتناسب مع حركة التغيير السريعة في المنطقة العربية والعالم، ولا مع حالة الفراغ التي تتشكل .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا ودبلوماسية الدب روسيا ودبلوماسية الدب



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

"الفار المكار"

GMT 18:04 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيمون تتحدث عن فيلم "يوم حلو ويوم مر" فى "بالعربى"

GMT 01:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

حركة طالبان "تتمسك بسلاحها" في شهر رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday