مزاعم باطلة و مآلات كارثية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مزاعم باطلة.. و مآلات كارثية

 فلسطين اليوم -

مزاعم باطلة و مآلات كارثية

د. يوسف رزقة

تتبعت الغارات ( الأميركية الخليجية) المشتركة على تنظيم الدولة في العراق والشام، فوجدت أن جلّ الغارات المدمرة كانت تستهدف مصالح المواطنين السوريين والعراقيين المدنية، كمصافي النفط، ومعامل تكرير الغاز، و المؤسسات المدنية، والطرق، وشبكات الاتصال، ولم أجد بينها هدفا عسكريا بحتا على الإطلاق، سوى بعض العربات وناقلات الجند، وهنا برز في نفسي سؤال محير مثير، يقول: هل أعلنت أميركا الحرب على إرهاب تنظيم الدول، أم أعلنت الحرب على ما يخدم المواطنين والسكان المدنيين في الأرض الواقعة تحت سلطة تنظيم الدولة، مما هو عادة ملك للشعب بغض النظر عن الحاكم؟!
أميركا ومعها دول التحالف، يزعمون أنهم بقتال تنظيم الدولة، يقدمون خدمات للشعب السوري، والعراقي، ولشعوب الأرض قاطبة، بل وللإسلام أيضا، ويوفرون الأمن للجميع ؟! ، ولكن هذا الزعم لا يبدو واقعيا ولا منطقيا، لأن هدم أبار النفط، وتدمير مصافيه، وتدمير المؤسسات ذات المنافع المزدوجة هو تدمير لأملاك الشعب، وحاضره، ومستقبله، ولا أجد سوريا أو عراقيا منتفعا من هذه المصافي، والمؤسسات مسرورا بهذا القصف أو معجبا به، حتى ولو كان من خصوم تنظيم الدولة.
إن استراتيجية الهدم والتدمير التي سلكها التحالف، لا تقضي على تنظيم الدولة ولا تهزمه، ولكنها تقضي على الخدمات التي يتلقاها المواطن المدني من مؤسسات النفط والغاز وغيرها، ومن ثم تتزايد حمى الكراهية لأميركا وحلفائها، وتستقطب التنظيمات أعدادا جديدة اليها من الغاضبين، ممن تضررت حياتهم اليومية بالقصف والعدوان.
استراتيجية الهدم والتدمير من أجل هزيمة تنظيم الدولة، هي عينها استراتيجية الهدم والتدمير التي قامت بها اسرائيل في الحرب الأخيرة ضد حماس والمقاومة في غزة، فقد انتهت بتعظيم خسائر المدنيين وآلامهم، ولم تهزم حماس والمقاومة، بل زاد عدد الملتحقين الجدد بالمقاومة.
أن تتماهى إسرائيل وأميركا في استراتيجية القتل والهدم والتدمير الشامل فهذا أمر بدهي لا يثير استغرابي، ولكن أن يتماهى نظام الخليج العربي المشارك في هذه الاستراتيجية، وهو الوارث الطبيعي، أو قل هو الوارث الطبيعي المفترض لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال، فهو ما يثير الاستغراب والحنق، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء من بعده، رضي الله عنهم، المقاتلة من الجنود ألّا يهدموا بيتا، أو صومعة، والّا يقطعوا شجرة، وألّا يقتلوا مسالما،أو طفلا، أو امرأة عند قتالهم الجند من أعداء الله.
كيف بهذا التحالف (المثير لريبة والقلق عند المسلمين كافة)، أن يدعي خدمة الاسلام المعتدل، وخدمة المدنيين، ومناهضة التطرف، وهو الذي يبدأ القتال بتطرف شرس، ويدمر مصالح المواطنين اليومية، بحجة حرمان المقاتلين من البترول والغاز وغيره، في مخالفة صريحة لهدي رسول الله والخلفاء؟! بينما هو ينال بالهدم هذا النيل البليغ من المدنيين والسكان، بلا مبررات عسكرية قوية، غير خشيته من القتال البري، والمواجهة العسكرية رجلا لرجل. لقد كانت مآلات حرب أميركا والتحالف على العراق كارثية، عليه وعلى جيرانه، وبالتأكيد ستكون مآلات حرب أميركا الجديدة هذه الأيام كارثية أيضا لا على العراق وسوريا فحسب، بل وعلى السعودية والخليج على وجه الخصوص، وستكون اسرائيل هي الرابح الوحيد مما يجري الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مزاعم باطلة و مآلات كارثية مزاعم باطلة و مآلات كارثية



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday