في غزة، يكره الناس حماس
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

في غزة، يكره الناس حماس!!

 فلسطين اليوم -

في غزة، يكره الناس حماس

بقلم : د. فايز أبو شمالة

لا تكل ماكنة الإعلام الصهيونية عن ضخ الأكاذيب على مدار الساعة؛ أكاذيب خفيفة الدم ورشيقة ومغلفة بالحقائق؛ تهدف إلى تغذية العقول العربية بما تريده الجهات الأمنية الإسرائيلية، بحيث تخدم استراتيجية اليهود في دوام السيطرة على المنطقة.

لقد نحج الإعلام الصهيوني حتى الآن في تحميل المقاومة الفلسطينية كل أسباب الضائقة التي يعاني منها المواطن في قطاع غزة، فإن انقطعت الكهرباء صرخ الناس: الويل لحركة حماس، إنها السبب، فهي التي ترفض تسليم الحكم إلى سلطة رام الله، وإذا طفحت الشوارع بمياه الأمطار، صاح الناس، هي حماس، إنها السبب، وإذا انخفض سعر البطاطس أو أرتفع سعر الدجاج، ألقى الناس بالمسئولية على حركة حماس، وإذا أطلق العدو الإسرائيلي قذائفه الصاروخية على التجمعات السكنية، اتهم البعض حركة حماس بالمسئولية، لأنها لم تكسر عنق البندقية، ونسوا أن العدو الإسرائيلي يقتل في الضفة الغربية للمتعة وللتشفي ولإثارة الرعب، ونسي الناس أن الذي يتحكم في المعابر والمتاجر والمخافر هو العدو الإسرائيلي الذي وقع الاتفاقيات مع السلطة، ونسي الناس أن اتفاقية الكهرباء والماء والاتفاقية الاقتصادية والأمنية هي جزء من السياسة العامة التي ترعاها السلطة الفلسطينية بترتيب محكم مع العدو الإسرائيلي.

لقد نسي الناس في غزة ان الضائقة التي تلف مناحي حياتهم كانت قائمة قبل ميلاد حماس، وقبل أن تتواجد حماس على الخارطة السياسية، ودليلي على ذلك ما لحق بالفلسطينيين من مجازر ومذابح وجوع وتشريد وتهجير وتحقير وإهانة وملاحقة واغتصاب لأرضهم على مدار عشرات السنين؛ التي لم تكن فيها حركة حماس قد أطلقت صرخة الميلاد، ودليلي على ذلك ما يجري هذه الأيام في مدن الضفة الغربية، حيث يعمد العدو الإسرائيلي إلى محاصرة القرية أو المدينة التي يخرج منها الاستشهادي، ويحرم الجيش الإسرائيلي مواطنيها من العمل، ومن الوصول إلى حقولهم، إنه العقاب الجماعي الهادف لإثارة الرعب والردع.

الأمر واضح لمن أراد أن يدرك الحقيقة، ويتعرف على إسرائيل التي لا تعلب الشطرنج على أرض غزة والضفة الغربية، ولا تنتظر صفارة الحكم الدولي ليعلن نهاية المباراة، إسرائيل تلعب لعبة الوجود من خلال الدم والبارود، ومن يفهم الواقع الفلسطيني بعيداً عن هذا المنطق، فعليه أن يراجع وعيه السياسي، وقدراته الوطنية، وليدقق في انتمائه لهذا التراب المقاوم.

ما سبق من توثيق للأحداث لا يعفي حركة حماس من المسئولية عن أخطاء بعض المسئولين الذين عينتهم الحركة في مناصب ومواقع لها احتكاك مباشر مع الجمهور، فأساءوا للعلاقة بين المواطن وحركة حماس، قبل أن يسيئوا للعلاقة بين المواطن والمسئول، ولكن هذه الأخطاء التي وقعت لا تعني أن حركة حماس كانت السبب في انتخار مختلٍ محبطٍ، أو كانت السبب في قتل الزوجة لزوجها، ولا هي السبب في قتل الفتاة لأمها، ولاسيما أن جميع سكان قطاع غزة يعرفون دوافع الجريمة، والتي لا ترجع لضائقة حياتية أو اقتصادية، وهذا ما تلعب عليه إسرائيل من خلال إعلامها وعملائها. 

في غرف التحقيق، أرهقني الضابط اليهودي وهو يردد على مسامعي جملة خبيثة، كان يقولها هامساً مرة، وصارخاً مرة، وهازئاً مرة أخرى، وممزوجة بالإهانة مرات، كان يقول لي الضابط الإسرائيلي: مئة عين أم تكبي، ولا عين أمي تبكي.

لقد فهمت مغزى المثل الخبيث الذي تعمد أن ينشره اليهود في أوساط الفلسطينيين؛ حين صار التسابق على المناقع والمكاسب والوظائف والمآثر والرتب العسكرية معلم من معالم السلطة الفلسطينية، لقد سمعت حينئذٍ مسئول إحدى التنظيمات الكبرى في خان يونس؛ سمعته يقول بصلف وغرور مقزز: مئة عين أم تبكي، ولا عين أمي تبكي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في غزة، يكره الناس حماس في غزة، يكره الناس حماس



GMT 17:56 2016 السبت ,23 إبريل / نيسان

دموع غزة على وسائد الزمن

GMT 23:57 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

معلومات سرية أقدمها للمخابرات الإسرائيلية

GMT 18:29 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

المعلمون والمعلمات درسٌ في المفاوضات

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:42 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد إجراء قرعة دوري المحترفين والأولى

GMT 10:04 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 18:00 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

أوزيل يرد على انتقادات جماهير أرسنال

GMT 03:12 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

ظلال عيون يناسب صاحبات البشرة السمراء

GMT 07:08 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

أشهر الأماكن للسياحة في روسيا خلال موسم الشتاء

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يفضّل جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أمام "أتلانتا"

GMT 14:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع دعوى قضائية ضد الملحن فارس اسكندر بعد تطاوله على الكعبة

GMT 17:01 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الأولمبية الإسبانية يبرز قوة الرياضة لحل أزمة كتالونيا

GMT 17:32 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الصافي يمنح لاعبات «طائرة الأهلي» راحة من التدريبات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday