الإعدام لمرسي وللقرضاوي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الإعدام لمرسي وللقرضاوي

 فلسطين اليوم -

الإعدام لمرسي وللقرضاوي

د.فايز ابو شمالة

ضمن الحالة الراهنة من اختلال موازين العدل في بلاد العرب، وضمن هذه الحالة من حرب التطاحن حتى الموت بين قوى الوحدة العربية والتغيير، وبين قوى الجمود على حدود سايكس بيكو، وضمن هذه الحالة من الصراع بين قوى الربيع العربي الأخضر وبين حلفاء الليل المطبق سواداً وفساداً على حياة الناس، كان من المنطق أن تحال أوراق العلامة يوسف القرضاوي إلى المفتى، ليتوج مسيرة حياته العلمية بحكم الإعلام، وكان من المنطق أن يجلس على كرسي الإعدام أول رئيس انتخبه الشعب المصري ديمقراطياً.
إن سلسة الأحكام الجائرة التي أصدرتها المحاكم المصرية قد جاءت لتؤكد على شيئين: الأول: إن ما يستولي على حياة الناس من كابوس مفزع ليس إلا نتيجة أخطاء اقترفتها قيادات الأحزاب التي تصدرت الثورة المصرية، حين أخطأت في تقدير ردة فعل السلطان، وقدرته في التصدي بعنف ضد كل من ينازعه الحكم، أو يفكر في مشاركته القرار السيادي.
والثاني هو عدم اعتماد الربيع العربي لعناصر القوة المادية القادرة على حسم الميدان، وهي القوة ذاتها التي وظفها الحاكم في تعزيز نفوذه، وهي القوة التي أثمرت كل هذا الشوك الذي يوجع جوانب مصر العربية، ويحز بالشوك في صدر كل البلاد العربية.
إن أحكام الإعدام الصادرة بحق المصريين والعرب قد جاءت لتؤكد أن حياة الإنسان العربي عند الحاكم أرخص من جناح بعوضة، وأن حياة المواطن المصري ـ مهما علا شأنه ـ لا تساوي قيمة الحبر الذي خط على الورق حكم إعدامه، وأن ما يجري في بلاد العرب من قمع للحريات، ومن توسعه للظلم والسجون، كل ذلك لا يخدم إلا الصهاينة الذين اعتمدوا سياسة تجهيل الأمة العربية وإفقارها كشرط لوحدة الموقف الصهيوني، واعتمدوا تفجير الصراعات بين الأمة العربية كي يضمنوا وحدة دولة إسرائيل، واعتمدوا تشويه الدين الإسلامي، ووصفه بالإرهاب، مع إثارة الفتن الطائفية، كي يضمنوا إعلاء شأن كذبتهم عن الدين اليهودي.
إن محاكمة الشهداء الفلسطينيين بالإعدام للمرة الثانية والثالثة هي شرف لهم، وتأكيد على أنهم قضوا على الحق ضد الباطل، وهم اليوم يواجهون الباطل ثانية نصرة للحق، وإنهم من مثواهم الأخير، أو من خلف زنازين العدو الإسرائيلي ليؤكدون لجماهير الأمة العربية والإسلامية، بأن قضية فلسطين لا تخص الشعب الفلسطيني وحده، إنها قضية كل الأمة، وأن ما يجري داخل بلاد العرب من اقتتال، ومن حروب، ومن انتهاك للحريات، ومن ذبح لكرامة الإنسان لا يخص ابن البلد العربي وحده، وإنما يخص كل الأمة العربية والإسلامية، التي بات مصيرها واحداً، وباتت تبحر في قارب الحرية في بحر متلاطم بالدماء، ولا سبيل للجميع ألا النجاة.
وإذا كان من أولى مهمات القضاء المصري إصدار الأحكام الرادعة المخيفة، فإنني أظن أن هذا سيفجر لدى شباب الأمة العربية أولوية التمرد على الخوف والفزع الذي سيرتد جحيماً يقتحم قصور الأنظمة المحصنة، ويستوطن أبراج الظلم العالية.
حين حكم الإغريق القدماء على سقراط بالإعدام، وأمسك كأس السم بيده، صرخت زوجته: هل سيعدمونكم ظلماً يا سقراط؟
أجابها سقراط: لا تحزني، فهذا أفضل من أن أعدم وهم على حق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعدام لمرسي وللقرضاوي الإعدام لمرسي وللقرضاوي



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday