القنبلة والقرار
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

القنبلة والقرار

 فلسطين اليوم -

القنبلة والقرار

د.فايز ابو شمالة

القنبلة، لفظة يعشقها الفلسطينيون المقهورون بالخذلان، والقنبلة في المفهوم الفلسطيني العام تعني المواجهة والتحدي والكرامة ورفض الظلم، وللقنبلة تأثير معنوى على مزاج شباب فلسطين، الذي يشعر بالفخر والزهو، وهو يحمل القنبلة، ويلقي بها على تجمعات العدو، لذلك اختار السيد محمود عباس لفظة قنبلة، وأقحمها في مسيرته التفاوضية مع الإسرائيليين، فقال: سألقي قنبلة خلال خطابي أمام الجمعية العامة، ولست مستعداً للكشف عن محتواها الان.
فهل استخدام السيد محمود عباس للفظة القنبلة فيه تعويض عن نقص، أم فيه مباهاة ومنافسة لخصومة السياسيين الذين يكثرون من استخدام الألفاظ القتالية الدالة على المقاومة والتحدي، فأراد الرجل أن ينافس في هذا المضمار، فجرد قنابله اللفظية من غمدها؟
أزعم أن استخدام لفظة قنبلة سيوفر لشباب حركة فتح مادة نقاش حارة، لأن هذه اللفظة ستمكنهم من منافسة خصومهم السياسيين في التنظيمات الأخرى، ولاسيما أولئك الذين يتفاخرون ليل نهار بأنهم قصفوا تل أبيب، وأنهم يتدربون على السلاح، ويحملون القنابل، ويطلقون القذائف، في الوقت الذي جرد فيه السيد عباس شاب حركة فتح من سلاحهم، ومنع عليهم التدرب على المواجهة المسلحة، من هنا فإن استخدام لفظة قنبلة بالمفهوم السياسي تحمل رداً شافياً، وتؤكد أن لدى جميع التنظيمات قنابل، وبغض النظر إن كانت قنابل تتفجر في ميادين المواجهة مع العدو الإسرائيلي، أو كانت قنابل تتفجر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كل ما سبق من تفسير قد جاء على هامش مقالي هذا، فلم أكن حريصاً على تفسير المدلول النفسي للفظة قنبلة، وبالتأكيد لا أقصد بمقالي هذا تسليط الضوء إلى المفاجأة في قنبلة السيد عباس؛ والتي فسرها البعض بالتخلي عن اتفاقية أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، وترجمها البعض بالإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، وبالغ البعض حتى قال: إن القنبلة هي الإعلان عن نهاية المفاوضات المباشرة، وطلب التحكيم الدولي في النزاع مع الإسرائيليين.
إن ما قصدته بمقالي هذا عن القنبلة هو التأكيد على حجم الغياب السياسي الذي يعاني منه أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ولاسيما أن بعضهم قد أظهر جهلاً مريباً بمحتويات القنبلة التي سيلقيها السيد عباس، إنه الجهل الذي يشكل إهانة للصف القيادي الذي لا يدري عن أمر فلسطين شيئاً، وصار يجتهد في حل اللغز، هذا الجهل بمضمون القنبلة ينسحب على معظم أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة؛ الذين أثبتوا أنهم في هذا المضمار أطفال أبرياء، وليس لهم دراية بفن القيادة، وهذا بدوره ينسحب على كل اعضاء المجلس المركزي وأعضاء المجلس الوطني الذين يرقدون على البيض، دون معرفة من تحت أي دجاجة قد تم جمعه.
وبغض النظر عن فحوى قنبلة السيد محمود عباس، وبغض النظر عن صداها ودويها في الأوساط السياسية، فإن أهم ما يميز القنبلة هو الاعتراف الرسمي بغياب المؤسسات الفلسطينية، والاستعاضة عنها بشخص الرئيس، ليصير القرار الفلسطيني في قبضة رجل واحد اسمه محمود عباس، ويصير مصير الشعب الفلسطينية كله محكوم بمزاج هذا الرجل الذي نجح في اختزال تضحيات الشعب الفلسطيني وتاريخيه وعذاباته وقراره بشخصية الرئيس.
من حق البعض أن ينفي عن الرئيس تهمة التفرد بالقرار، ومن حق البعض أن ينفي غياب المؤسسات الفلسطينية عن القرار، ولكن من حقنا على هذا البعض أن يرشدنا إلى المؤسسة أو اللجنة التي ناقشت مضمون ومحتويات القنبلة مع السيد محمود عباس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القنبلة والقرار القنبلة والقرار



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 06:43 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدأ الاستعداد لبدء التخطيط لمشاريع جديدة

GMT 16:41 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

5 فوائد تدفعك إلى ارتداء الجوارب أثناء النوم

GMT 03:14 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت موس تستعيد شبابها بالمشاركة في حملة "مانغو" الأسبانية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday