المهندس عمر زايدة نموذجاً
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

المهندس عمر زايدة نموذجاً!!!

 فلسطين اليوم -

المهندس عمر زايدة نموذجاً

د.فايز ابو شمالة

عمل مهندساً مع وزارة الإسكان مع بداية تشكل السلطة الفلسطينية سنة 1994 حين كان وزيرها الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لقد عمل المهندس عمر زايدة بكل مهنية، ولم يعلن انتماءً سياسياً لأي تنظيم أو حزب سياسي فلسطيني، لقد ظل مهندساً متخصصاً، يترقى وظيفياً حتى عهد الدكتور عبد الرحمن حمد، وزير الأسكان، وعضو اللجنة القيادية العليا لحركة فتح.
لقد كشفت أيام العمل عن كفاءة المهندس عمرة زايدة، وعن إلمامة الجيد بعمله، فترقى حتى صار مديراً لدائرة المساحة في سلطة الأراضي الفلسطينية التي تشكلت بمرسوم رئاسي، صدر سنة 2002 ، برئاسة الأستاذ فريح أبو مدين وزير العدل السابق.
لم يتغير المهندس عمر زايدة، رغم تغيير المسئولين عنه في العمل، ولم يغير من طبعه في الوفاء والعطاء والانتماء للوطن فلسطين بشكل عام، وما كان الأمر سيتغير عليه لولا الانقسام الذي حدث سنة 2007، حين صدرت الأوامر للموظفين بالقعود في بيوتهم.
لقد قرر المهندس عمر زايدة أن يواصل عمله الوظيفي المهني في دائرة المساحة حتى بعد الانقسام الفلسطيني، ولم يقطع الرجل صلته بالمسئول المكلف برئاسة سلطة الأراضي في رام الله، وكان المهندس عمر زايدة واثقاً بأنه مهني، وغير محسوب على أي طرف من طرفي الانقسام، وظل ظنه بالمسئولين الفلسطينيين خيراً، وهو يواصل عمله.
وبدل أن يرقى المهندس على كفاءته، وحرصه على سلامة الوثائق المهمة في سلطة الأراضي، وبدل أن يشكر المهندس لعدم إظهاره أي انتماء حزبي أو تنظيمي في عمله، وبدل أن يكافأ الرجل على وفائه وإخلاصه، كانت المفاجأة أن رام الله قد قطعت راتبه.
المهندس عمر زايدة نموذجاً للعشرات من الموظفين الذين أبت كرامتهم أن يقعدوا في بيوتهم في الوقت الذي تحتاجهم مكاتبهم، بل المهندس عمر نموذجاً لمئات، بل لآلاف الموظفين الفلسطينيين الذين أصروا على مواصلة خدمة الناس بكل جدية، بل وما زالوا يواصلون العمل رغم عدم تسلمهم رواتبهم لأكثر من سنة ونصف.
والغريب في الأمر أن هؤلاء الموظفين الذين لا يتقاضون راتباً يعملون بمثابرة، وكأنهم يأخذون حوافز وظيفية، ويعملون بإخلاص وكأنهم يقبضون بدل تأخير في العمل، إنهم يعملون بنشاط والتزام وكأنهم إحدى مجموعات المقاومة الفلسطينية، وكيف لا، وهم يدركون أن المؤامرة لا تستهدف رواتبهم بمقدار ما تستهدف المقاومة الفلسطينية التي أعجزت العدو الإسرائيلي، وأوصلت صورايخها التفجيرية حتى تل أبيب وحيفا، لذلك ترى الموظفين الذين لا يتقاضون راتباً، يقتنصون بعض الوقت أثناء العمل، ليقوموا بتصنيع قذائفهم الصاروخية المعبأة حقداً وكراهية واحتقاراً، ويرسلونها إلى المقاطعة في رام الله.
وإذا كان قعود الموظف في بيته ثماني سنوات بلا عمل جريمة، يجب أن يحاسب المسئول عنها، وإذا كان قطع راتب الموظف الذي ينتمي إلى حركة حماس جريمة أيضاً، فإن قطع راتب الموظف الذي لا ينتمي إلى حركة حماس جريمة الجرائم التي يجب أن يثور من أجلها شعب، صار يشفق عليه الغريب، ويتآمر عليه القريب .
إن القيادي الفلسطيني الذي لا يشعر بشعور الموظفين الذين مر عليهم أكثر من عام ونصف دون رواتب، هو خارج الدائرة الوطنية مهما تشدق بالألفاظ الوطنية، ومهما توضأ بالكلام عن المقدسات الإسلامية، ومهما صرخ بأعلى صوته عن تمسكه الثوابت الوطنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهندس عمر زايدة نموذجاً المهندس عمر زايدة نموذجاً



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday