حرب اليمن وجرح فلسطين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حرب اليمن وجرح فلسطين

 فلسطين اليوم -

حرب اليمن وجرح فلسطين

فايز أبو شمالة

حرب اليمن تفتح جرح فلسطين، ولاسيما أن للأرض الفلسطينية خصوصيتها بين البلاد العربية، فبعض فلسطين قد تم اغتصابه بعد هزيمة الجيوش العربية سنة 1948 بقوة الحديد اليهودي والنار، وبعض فلسطين احتله الإسرائيليون بقوة الغدر وضياع القرار.

وللأرض الفلسطينية دلالها على الشعوب العربية والإسلامية، فهي الأرض التي بارك الله حولها، فصار من حقها أن تطالب العرب والمسلمين باسترداد ترابها، وتحرير إرادتها من عدو العرب والمسلمين الذي يغتصبها، ولاسيما بعد أن ظهر تحالف عشر دول عربية وإسلامية إلى العلن، وأظهر القدرة على التنسيق وقصف مواقع الحوثيين في اليمن نصرة للشرعية.

فإذا كانت الشرعية للسلطة في بلد عربي قد استوجبت كل هذا الحشد السياسي، واستحثت الجيوش العربية للتحرك بهذا القدر من الحزم العسكري، فإن الحرية للأرض العربية المحتلة لا تقل قيمة وأهمية، بل أن حرية الأرض الفلسطينية المحتلة، هي أكثر قيمة، وأعز قدراً من شرعية أي سلطة، ومن يرى غير ذلك فهو متهرب من الواجب الوطني والديني، ومستخف بعقل الإنسان العربي الراشد؛ الذي يميز الفرق الكبير بين الشرعية وأهميتها في حياة الإنسان، وبين الحرية وضرورتها لبقاء الأرض والإنسان.

حرب اليمن التي يشارك فيها عشرة جيوش عربية وإسلامية تفتح الجرح الذي لم يندمل من حرب فلسطين، حين تحركت سبع جيوش عربية سنة 1948، لطرد اليهود من فلسطين، وتحرير أرضها، فكانت الهزيمة، وضاعت فلسطين، وتشتت شمل أهلها، الذين ما زالوا ينتظرون من الجيوش العربية أن تعاود الكرة، وأن تعالج نتائج الهزيمة التي صعقتهم سنة 48، أهل فلسطين ينتظرون من الجيوش العربية أن تساعدهم في استرداد أرضهم المغتصبة، وأن تحررهم من إذلال الصهاينة، لا أن تساعدهم في الاحتفاظ بشرعية سلطتهم، فالجميع يشهد أن الأرض أغلى قدراً من كل الأسماء والوظائف والتنظيمات والسلطات.

قد يقول البعض في هذا المقام: إن الشرعية هي طريقنا إلى الحرية، وإن تعدد الشرعيات قد يباعد ما بين حرية الإنسان وتحرير التراب، وهذا كلام دقيق إذا كانت الشرعية قد أثبت أنها لم تفرط بذرة تراب من أرض فلسطين التاريخية، ولكن إذا أخبرتنا الاتفاقيات الموقعة مع عدونا بأن الشرعية الفلسطينية قد اعترفت بشرعية دولة العدو على معظم الأرض الفلسطينية، فهذا يعني أن الشرعية الفلسطينية قد فقدت شرعيتها السياسية، وحين تخبرنا الاتفاقيات بأن الشرعية الفلسطينية لا ترى بالمقاومة الفلسطينية المسلحة للعدو الإسرائيلي إلا عنفاً وإرهاباً، فهذا يعني أنها قد فقدت شرعيتها الوطنية والأخلاقية والإنسانية.

إن الشرعية الوحيدة على الأرض المحتلة من العدو الإسرائيلي هي شرعية المقاومة، وما دون المقاومة هو تدليس على الشعب، وتأسيس لخيانة القيم الوطنية والمبادئ والأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية، وإن الإنسان العربي ليدرك أن حرية الأرض أكثر قيمة بالنسبة إليه من أي شرعية، وأن كل شرعية لم تسترد أرضاً، ولم تحرر وطناً، ولم تحفظ كرامة الإنسان هي شرعية مشكوك فيها، وغير مؤتمنة على حياة الناس وأرضهم وأموالهم وأعراضهم ومستقبلهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب اليمن وجرح فلسطين حرب اليمن وجرح فلسطين



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday