عشر سنوات عجاف
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عشر سنوات عجاف

 فلسطين اليوم -

عشر سنوات عجاف

د.فايز ابو شمالة

حقاً، إنها عشر سنوات عجاف، صار خلالها سفيان أبو زايدة وزيراً، ولكن الوزارة لم تثنِ الرجل عن قول كلمة حق في وجه سلطان جائر، وذلك لأن الذي دفع في رأس مال الوطن أعذب سنوات عمره يعز عليه أن يفرط بذرة من ترابه، وسيدافع عنه في المفارق الحرجة، على خلاف أولئك الذين ظل الوطن بالنسبة إليهم مناسبة للنهب والخطف، بيدهم جواز سفر أجنبي، ويتحفزون للقفز من المركب عند أول انعطافة.

شخصياً لا أستغرب ما جاء من كشف للحقائق في مقال الدكتور سفيان أبو زايدة الذي نشره تحت عنوان (عشر سنوات عجاف)، فقد التقيت مع سفيان أبو زايدة المناضل في سجن عسقلان سنة 1986، وللرجل مواقف بطولية خلف الأسوار تفوق مواقفه الفكرية دكتوراً في العلوم السياسية، وهذا الاحترام لا يحول بيني وبين انتقاده بشدة للنتيجة التي توصل إليها في نهاية مقاله، ولاسيما أنه قد شخص الحالة الفلسطينية بشكل متزن ودقيق، وكشف عن ملابسات مرحلة بائسة من حياة الشعب الفلسطيني، صار خلالها محمود عباس رئيساً لشعبٍ مقاوم.

لقد وضع سفيان في المقال أصبعه النقدي على سبب مآسي الشعب الفلسطيني، وألقى بجل الفشل على كاهل السيد محمود عباس؛ الذي يتحمل المسئولية الكاملة عن تردي أحوالنا المعيشية، وعن انقسامنا وضعفنا، لذلك يوجه القيادي في حركة فتح سفيان أبو زايدة خطابه مباشرة إلى السيد محمود عباس، ويقول له: فشلت من وجهة نظري في تحقيق برنامجك الانتخابي الذي انتخبك الشعب الفلسطيني من أجل تحقيقه، وفشلت في الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني كما تعهدت لنا، وفشلت في تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفشلت في الحفاظ على مبدأ التداول السلمي للانتخابات في موعدها، وفشلت بما تعهدت به في الفصل بين السلطات، والحفاظ على حرية التعبير، وصون الحريات العامة والخاصة؛ التي بسببها انتخبتُك وانتخبك الكثيرون مثلي.

ولكن هذا النقد الصريح الذي ورد في متن المقال لا ينسجم مع الخاتمة التي يقول فيها:
لذلك فإنني لا أخفي عليك صدمتي وخيبة أملي من أدائك على الصعيد الداخلي، ولا أخفي عليك أنني أنتظر اليوم لكي أصحح الخطأ الذي ارتكبته بحق نفسي؛ بأنني منحتك ثقتي من خلال إعطائك صوتي، وإقناع آخرين بصدق مواقفك، التي اتضح لي فيما بعد أنني كنت على خطأ، لذلك فإنني أنتظر اليوم الذي سيتم فيه إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لكي أصحح هذا الخطـأ.

فإذا كنت يا دكتور سفيان أبو زايدة تعترف في مقالك بأن محمود عباس قد خدع الناس، وخاض الانتخابات لمرة واحدة، ليصير رئيساً إلى الأبد، فكيف تنتظر من شخص مثل هذا أن يحترم القانون، ويطلق الحريات، ويدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تمكنك أنت وبقية الشعب الفلسطيني من تقرير مستقبلهم بأنفسهم بعيداً عن التفرد، والاحتواء لكل الأشياء؟

أعرف جرأة سفيان المناضل، لذلك توقعت من الرجل أن يقول في نهاية مقاله: اغرب عن وطني يا عباس، اهرب من تاريخ هذا الشعب المقاوم، لا نريد رئيساً مكلفاً من جامعة الدول العربية، ومدعوماً بالرضا الأمريكي، اغرب يا عباس، فقد كرهتك الأرض وغضبت عليك السماء، ولن نغفر لك ما تقدم من ذنب، ولن يتهاون الشعب في انتزاع قراره السياسي بقوة الإرادة، وجبروت الشباب المعطاء الذي لا يعرف الانكسار.

ملاحظة: قد يقول البعض: ماذا دهاكم أيها الفلسطينيون؟ وهل ضاق الأفق عليكم حتى تركتم أعداءكم الصهاينة، لتصبوا حديثكم على شخص محمود عباس صباح مساء؟.

نعم، لأن الأصل في كل الأحداث على ساحتنا الفلسطينية مرتبط بالقرار السياسي، وطالما ظل قرارنا السياسي محاصراً بالنهج ذاته، فلا قيمة لأي نشاط أو تحرك أو جهد أو فعل مقاوم إلا بعد تصحيح المسار، وامتلاك القرار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشر سنوات عجاف عشر سنوات عجاف



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:58 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حزب الله يستهدف 7 مواقع للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:42 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 10:30 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الناتو يقرر تمديد وجوده في أفغانستان حتى عام 2024

GMT 04:31 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

"حماس" تستنكر "زيارات تطبيع" مع الكيان الإسرائيلي

GMT 04:19 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الصفراء عند الأطفال الأسباب والأعراض والعلاج

GMT 01:44 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ودّعي جميع الروائح الكريهة في الرخام بمواد في كل مطبخ

GMT 11:26 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم محمد رجب يبدأ تصوير مشاهده في فيلم "بيكيا" الجمعة

GMT 14:19 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

رونالدينيو غير نادم على عدم المشاركة في البريميرليغ
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday