لا تلوموا إيران
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لا تلوموا إيران

 فلسطين اليوم -

لا تلوموا إيران

د.فايز ابو شمالة

بعض النظر عن رضا البعض أو غضبهم من الاتفاق الأمريكي والغربي مع إيران، وبغض النظر عن ربط الاتفاق بالتطورات الحاصلة في المنطقة العربية، أو تفسير البعض للاتفاق على أنه مؤامرة ضد العرب، أو أنه خيانة أمريكية لحلفائها في المنطقة، أو أن له ارتدادات عكسية على سكان المنطقة، وبغض النظر عن الغضب الإسرائيلي أكان مفتعلاً كما يدعي البعض، أم كان حقيقاً، فإن القراءة الدقيقة للواقع العربي تستوجب أن نحترم ونقدر ما حققه الشعب الإيراني من إنجاز علمي وسياسي وضعه في مستوى الدول العظمى، فراح يحتفل بالنصر، ويرقص ويغني لكفاءة قادته السياسيين الذين فاوضوا عدة دول غربية على رأسها أمريكا؛ وهم واقعون تحت الحصار والمقاطعة الاقتصادية.
إذا أراد العرب ان يتعلموا الدرس عليهم أن يعترفوا أن السياسة لا تؤخذ إلا غلاباً، وأن العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وأن أول مظاهر القوة هي قوة الشعب الحياتية العلمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية، وليست قوة البطش والقمع والذبح لقدرات الشعوب، يجب أن يعترف العرب أن دولة إيران قد فاوضت عدة سنوات وهي واقعة تحت التهديد العسكري تارة، وتحت التهديد بتصعيد العقوبة الاقتصادية تارة أخرى، يجب أن نعترف أن إيران لم تستسلم، ولم ترتعب من حشد البوارج، ولم تتراجع أمام المناورات الحربية، ولم تنكس الرايات كل فترة تعطل عجلة التطور الاقتصادي لعدة سنوات، نجحت خلالها دولة إيران أن تكون نداً، ورفضت أن تسير في ركب الغرب، لتصير تابعاً دون كرامة ودون شخصية وطنية.
على الشعوب العربية أن تتعلم من تجربة الشعب الإيراني، وأن تأخذ بمقومات النصر لا أن تبدي التخوف من التجربة الإيرانية، على الشعوب العربية أن تحاكي الشعب الإيراني والشعب التركي والشعب الهندي والشعب الكوري والشعب الصيني وحتى شعوب أفريقيا في مسارها، فمواجهة الواقع، والعمل على تغييره يليق بالشعوب المحترمة أكثر من الهروب من مواجهة الحقائق، ومن ثم تعليق الفشل العربي في كل الميادين على نجاح الآخرين.
لم يأت النصر الذي حققه الشعب الإيراني من فراغ، ولم يرتق الشعب الإيراني إلى مصاف الدول العظمى إلا لأنه شعب رفض أن يتمزق على عدة ولاءات سياسية، لقد ظلت إيران دولة واحدة في الوقت الذي صار فيه العرب أكثر من عشرين دولة، لقد اختارت إيران الديمقراطية طريقاً للوصول إلى السلطة في الوقت الذي اختار فيه العرب الدبابة طريقاً للسيطرة، لقد أصرت إيران على تزويد رجال المقاومة اللبنانيين والفلسطينيين بالسلاح، وظلت تعادي إسرائيل، في الوقت الذي صارت فيه إسرائيل صديقة لبعض العرب الذين اعتبروا المقاومة إرهاباً.
على الشعوب العربية ألا تلوم إيران على تقدمها وتفوقها وانتصارها، فاللوم لغة العاجزين، ومن حق إيران أسوة بكل الدول والشعوب أن تفتش عن مصالحها، وأن تنسج تحالفاتها، وأن تشق طريقها للنهضة وفق ما يتناسب وقدراتها وطموحها، وعلى الشعوب العربية أن تصب اللوم كل اللوم على الحاكم العربي الذي لم يعط للشعب العربي فرصة واحدة كي يعبر عن نفسه، ويرتقي بمستواه السياسي والاقتصادي والعلمي والفكري والحضاري.
الخطوة الأولى ليكون العرب نداً رهينة الحاضر، ومدى التطور على أكثر من صعيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تلوموا إيران لا تلوموا إيران



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday