هل الانسحاب الأمريكي مؤامرة إسرائيلية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

هل الانسحاب الأمريكي مؤامرة إسرائيلية؟

 فلسطين اليوم -

هل الانسحاب الأمريكي مؤامرة إسرائيلية

بقلم: د. فايز أبو شمالة

إذا صح أن الأحداث التي تعصف بالمنطقة العربية قد جاءت نتاجاً لخطة أمريكية، أفصحت عنها قبل سنوات وزيرة الخارجية "كونداليزا رايس" حين تحدثت عن الفوضى الخلاقة، فلماذا لا يكون الانكفاء الأمريكي، وعدم التدخل المباشر من المنطقة، جزءاً من مؤامرة تقضي بأن تكون إسرائيل هي البديل القادر على توفير الأمن في المنطقة، والقادر على توفير المعلومة الاستخبارية، ومحط انظار التحالفات، والناظم للعلاقات الثنائية بين دول المنطقة.

ما يعزز الاجتهاد السابق في الرأي هو منظومة التطمينات الإسرائيلية لهذا الغياب الأمريكي، وكأن الأمر مرتب، ودون هذا الترتيب فإن الأجدر بإسرائيل الغريبة عن المنطقة، والمعتدية على حقوق سكانها أن تكون هي الأكثر رعباً وقلقاً جراء الغياب الأمريكي عن الساحة، ولكن الذي يبدو حتى هذه اللحظة من تصريحات الإسرائيليين يغاير المألوف، ومنها:

1- تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بأن دولة إسرائيل جزء حيوي في تحالف محاربة الإرهاب في المنطقة، وهي تتعاون مع عديد الدول في هذا الشأن.

2- التأكيد على أن مصالح إسرائيل تلتقي مع مصالح الكثير من الدول العربية في مواجهة التهديد النووي الإيراني.

3- التأكيد على ارتباط إسرائيل بعلاقات ثنائية وثيقة مع أكثر من دولة عربية، بل والقيام بنشاطات ثنائية سرية في أكثر من مجال.

4- التأكيد على أن حل القضية الفلسطينية يمر من بوابة العلاقة الوثيقة بين إسرائيل والعديد من الدول العربية والإسلامية، وبهذا شطبت إسرائيل مقولة: حل القضية الفلسطينية هو البوابة لعلاقة إسرائيل مع الدول العربية والإسلامية. 

5- استخفاف نتانياهو بالرئيس الأمريكي، وإضعافه، والانتصار عليه في عقر بيته، وكل هذا شكل مؤشراً على قوة إسرائيل، وقدرتها على تعديل مسار السياسة الأمريكية.

6- تنافس مرشحي الرئاسة الأمريكية على تقبيل يد إسرائيل، وتقديم الطاعة للمستوطنين الصهاينة؛ تقرباً من يهود أمريكا، وانصياعاً لنفوذهم الطاغي.

7- تسابق أطراف الصراع في المنطقة العربية على طلب يد إسرائيل، والتقرب إليها، حتى باتت مصالحها محور التحالفات واللقاءات والزيارات والمعاهدات مع دول المنطقة.

يستطيع المراقب للصراع في منطقتنا العربية أن يستشف بأن ما جرى حتى هذه اللحظة يصب في صالح إسرائيل، ولكن لا يستطيع أحد أن يضمن النتائج التي تسعى إسرائيل إلى ضبطها وفق إيقاع مصالحها، لذلك جاء الانكفاء الأمريكي الهادف إلى إعطاء الفرصة لإسرائيل لأن تكون هي محور تفكيك المنطقة وإعادة تركيبها، وما دون ذلك، فكيف نصدق أن يهود أمريكا قد عجزوا عن منع إدارة أوباما من التوقع على الاتفاق النووي الإيراني، في الوقت الذي يصفق فيه أعضاء الكونجرس الأمريكي 31 مرة وقوفاً لنتانياهو؟

وكيف نصدق أن أمريكا قد أدارت ظهرها للمنطقة العربية، وكشفت ظهر حليفتها إسرائيل، دون أن تكون قد كلفتها بالقيام بكل المهام التي كانت تقوم فيها أمريكا، مع ضمان التغطية المالية والتكنولوجية والتسليحية لكل الأنشطة الأمنية الإسرائيلية.

وأخيراً، تعالوا لنتفق على أن الأسس التي تقوم عليها العلاقات الاستراتيجية بين أمريكا وإسرائيل هي أكثر صلابة من الأسس التي تقوم عليها العلاقات الفيدرالية بين الجمهوريات الأمريكية نفسها، وذلك يرجع إلى أن اليهود هم من يرسم السياسة الأمريكية الخارجية، وهم الذين يرون في إسرائيل ملهماً روحياً لنشاطهم وأرباحهم ونفوذهم الطاغي على مستوى العالم.

لما سبق فإن الغياب الأمريكي عن أحداث المنطقة مدروس، وقد جاء وفق خطة استراتيجية، وبناءً على معطيات محددة، وستكون له نتائج كارثية على الشعوب العربية؛ التي قد يدفع القلق حكامها لأن يكونوا مطية التحالف اليهودي الهادف إلى السيطرة على العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الانسحاب الأمريكي مؤامرة إسرائيلية هل الانسحاب الأمريكي مؤامرة إسرائيلية



GMT 01:14 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أربعة اتجاهات في اختيار الرئيس الفلسطيني القادم

GMT 06:25 2016 الثلاثاء ,31 أيار / مايو

إسرائيل لا تريد دحلان رئيسًا

GMT 11:54 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

المحكمة الدستورية العليا غير دستورية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday