خوف صغير
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

خوف صغير!

 فلسطين اليوم -

خوف صغير

حسن البطل
بقلم:حسن البطل

نطفة.. فمضغة، فعلقة، هكذا يرد في القرآن الكريم، أما في علم الأحياء ما أن يخرج الجنين من رحم أمّه حتى يطلق نفسه الأول، ويدخل بذلك «قيد النفوس»، وهذا القيد يغلق عندما تجود النفس البشرية بأنفاسها الأخيرة.. بعد عمرٍ قصر أو طال... فإلى أفلام الخيال العلمي عن زيارة مخلوقات من عوالم أخرى لكوكب الأرض. ما الذي ينقصها؟ إنهم أقلّ جمالاً من المخلوق البشري العاجز عن تخيُّل من هو أجمل منه. هذا مفهوم، لكن كيف تحطّ تلك الكائنات التي تفوق البشري

علماً تكنولوجياً على كوكبنا المائي الهوائي، دون أن تحترق في مجال الأرض البشري؟ التنفس حياة، والهواء أكسجين حياة، وهذا احتراق ينطفئ عندما يجود الكائن الأرضي بأنفاسه الأخيرة. لا ماء ولا هواء في غير هذا الكوكب الدرّي الفريد.. فلا حياة.قبل أربعين عاماً ضرب العالم رعب (بانيك) من مرض نقص المناعة، أو «الإيدز ـ السيدا» وكان له علاجه الطبي من بعد، ومن قبل كانت الوقاية منه بهذا العازل (كوندوم). في بداية العام 2020 تطيّر المتطيّرون، كما فعلوا في العام 1999

(تؤلّف ولا تؤلّفان)، لكن العلم التكنولوجي حلّ مشكلة الأصفار الثلاثة في الحواسيب والعالم الرقمي.ندخل العام «الكوروني» الثاني، أو عام الكمكمة على الأطيبين (الأنف والفم) دون كبير نجاعة (الكوندوم)، على أمل نجاعة ثلاثية في التوقي منه: الكمكمة. احترس من المخالطة. اغسل يديك بالصابون أو المعقّم الكحولي (ترامب له اقتراحات مضحكة).يقولون عن داء السرطان: إنه خبيث صريح، لكن هذه «الكورونا» ذات خبث مقنّع، فالعدوى منه قد تضرب من لديه مناعة منه

دون أعراضه المعروفة التي تقرؤون عنها أو ترونها.لهذه المصيبة ما يخفف من وطأتها حسب ادعاءات طريفة، وهي إن كنت مدخّناً، فإن النيكوتين الذي يقتلك ببطء قد يلجم شيئاً من شراسة «الكورونا». لا أقول: داوني بالتي هي الداء. ماذا إذن؟ عليك أن تفحص سلامة رئتيك.. هكذا: خذ شهيقاً عميقاً قدر ما تتحمّل، ثم ازفر هواء رئتيك ببطءٍ شديد. في النتيجة، إن لم تحسّ بوخزة ألم، فعليك أن تشكر الله ثم مناعتك.أنا أفعل مثل هذه الرياضة التنفّسية،

وأنصح غيري بها، خاصة أنني في العام الثاني «الكوروني» أدبك عمراً في سنوات عمري، أي أدخل عامي الـ 75. بالطبع أتكمكم وأعقّم يدي بعد كل لمس شيء مشبوه، ولا أخالط. ووداعاً لسهرات الليالي في المقاهي، وللكتابة على طاولتي في الجريدة، مع قناعتي أنه لا يُغني قدر عشوائي من حذر ضروري، ومنه أتأخّر يومين عن لمس أزرار الصرّاف الآلي بعد نزول الرواتب، وأضغط على أزرار مصعد العمارة بمفتاح الشقة. شيء بسيط من جنون الارتياب!

أصيب جار في عمارة من سبع طبقات فحجر نفسه وأسرته حتى «تشافى» لكن بقي جيرانه على حذرٍ منه، ولا يخالطونه في قعدات المساء، التي كانت تعقد في المرآب، مع ثلاثة شوادر على سقف موقف سيارة وعلى جانبيه.. ومع مدفأة حطب لشيّ البطاطا الحلوة وغير الحلوة، وحبّات الكستناء. لا يوجد شفاء تام من عقابيل هذه «الكورونا».لأسباب لوجستية نقلنا قعدات المساء مع الجيران إلى صالة مغلقة صمّمت للخدمات، لكن ومع تحوّرات فيروس هذه «الكورونا»

سايرنا تجنبا تاما للمخالطة أسبوعاً تجريبياً. على عتبة الموجة الثالثة «الكورونية» صارت تضرب الناس وهم في أواسط العمر، وحتى في سن الشباب، فعلى واحدٍ مثلي هو عميد السنّ في الجريدة، كما في العمارة أن يقترح على جيرانه: كل واحد في بيته أسبوعاً، ولا بأس أن يعيد قراءة رواية: «مائة عام من العزلة»، أو يعيد برمجة قنوات التلفزيون إلى قنوات مسلسلات الأفلام، أو يتسلّى صباحاً بحلقة أخرى للناقد عادل الأسطة عن مجريات وحالات «الست كورونا» في مدينة نابلس.

ماذا أفعل، أيضاً، وحيداً في شقتي بالليالي الكانونية الطويلة؟ أفتّش في كومة صحيفة «الأيام» عن ما لم أملأه سابقاً من شبكات الكلمات المتقاطعة في يومي الجمعة والسبت، حيث دكاكين بيع الجرائد مغلقة.«ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي..» وليالي العام «الكوروني» الأول والثاني طويلة، وخاصة في هذه الكوانين وذروتها في أسبوع أعياد رأس السنة الجديدة، وأطولها كان يوم 21 كانون الأول مع بداية الانقلاب الشتوي و»المربعانية».قيل إن «المنايا خبط عشواء» لكن منايا «الكورونا» ليست كذلك تماماً مع

الكمكمة واللامخالطة والمعقّمات، وعصير البرتقال وكبسولات فيتامين «سي»، وجرعات فيتامين «دي» في أيام شتوية باردة، لكن مشمسة، وفي النتيجة «اعقلها وتوكّل»، فقد تتنفّس نفوس البشر الصعداء في العام «الكوروني» الثالث.نسيت أن أقول: أخاف من هذه «الست كورونا» أقل من خوفي من «الإنفلونزا» التي أحرص في كل خريف على أخذ طعم الوقاية منها بقدر محسوب لأنها تتحوّر، لكن ليس كما تتحوّر هذه «الكورونا» اللعينة، التي تذكرنا تيجانها بشعر رأس «ميدوزا» الأسطورية الإغريقية، حيث خصلات الشعر هي من الأفاعي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوف صغير خوف صغير



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday