مأزق حماس  وضرورة المراجعة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مأزق حماس ... وضرورة المراجعة

 فلسطين اليوم -

مأزق حماس  وضرورة المراجعة

د. خالد الحروب

جزء من هذه الملاحظات التي تتناولها هذه السطور جاء في إطار نقاش موسع في مؤتمر عقد في جامعة بيرزيت مؤخراً حول المكانة السياسية والاستراتيجية لقطاع غزة.

وهي ملاحظات جاءت ضمن ورقة تتناول بعض جوانب المأزق الذي تواجهه حركة حماس، على ثلاثة مستويات: داخلي ووطني وإقليمي ـ دولي، كما تناولت ضرورة إطلاق مشروع مراجعات معمق بشأن الممارسة والفكر والسياسة التي تتبعها حماس.

من الصعوبة تلخيص كل النقاش في هذه المساحة المحدودة، لهذا ربما من المفيد تخصيصها للتركيز على الآراء والمراجعات التي طرحها أحمد يوسف، أحد قيادات وأصوات حماس التي تتحلى ببعد نظر وجرأة على رفع الصوت بضرورة إجراء مراجعات جذرية، ونشرها هذه الأيام في دراسة موسعة بعنوان "في أفق المراجعات: استراتيجيات ما بعد الحرب على قطاع غزة: حماس والحاجة إلى مقاربات سياسية وأيديولوجية جديدة".

ينطلق يوسف في ورقته من تقديرات عدة من ضمنها أن "خروج حركة حماس من الحكم، ومغادرة مواقع المسؤولية، يعطيها إمكانية التفرغ لإجراء مراجعات في الفكر والأداء الحركي والدعوي ..(وأن) إن أداء الحركة في الحكم لم يكن على المستوى المطلوب والمأمول، خصوصاً لمن نعتقد فيه أنه أمل الأمة ومستقبلها الواعد. (و) إن تعاملها مع الآخر لا يدل على وجود حيوية في تفكيرها، وتجديد في وسائلها وأساليبها. (و) إن تعاطيها مع المتغيرات المحلية والعربية والدولية لا بدَّ من مراجعته.(و) إن قرار السلم والحرب لم يشارك فيه أشقاء الوطن. (و) إن القرارات الحركية لا تخضع أحياناً للشورى في المؤسسات الحركية! (و) إن الظروف المتجددة والمتغيرة التي تحياها المنطقة العربية والمحلية تتطلب من الحركة الإسلامية في فلسطين أن تراجع دائماً برامجها وخططها، وهذا يتطلب من قياداتها أن تبدأ بشكل جدي تغيير برامج الحركة، حيث إن برامجها منذ الانطلاق في كانون الأول 1987 لا يمكن أن تصلح لهذا العصر.(و) إن النظام الانتخابي الداخلي، وطريقة الترشح وشروطه، لابدَّ من مراجعتها وإعادة النظر فيها".

تشير هذه المقاربة إلى جوانب من المأزق الذي تعيشه حماس على المستويات المختلفة، ويقدم يوسف مقترحات مباشرة وجريئة لحماس برسم التفكير والمراجعة والتبني، ويؤسس لها ويناقشها بتوسع، لكن عناوينها الرئيسة يمكن إجمالها في ما يلي:

• مناقشة موقع العمل العسكري والوصول إلى طرح اقتراح تجميده لفترة زمنية محددة في حدود خمس سنوات، بهدف التقاط النفس وتوفير الفرصة لإعادة بناء قطاع غزة وبناء الإجماع الوطني.

• مواصلة نقاش فكرة التفاوض المباشر مع إسرائيل، استتباعا لما جاء من تصريحات سابقة على لسان د. موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي.

وهنا يقول يوسف: "إن ملف التفاوض هو باب يجب أن يبقى موارباً؛ لأننا سوف نحتاج إليه طالما بقي الوضع الفلسطيني هو حالة تحت الاحتلال، ولكن أي تحركاتٍ في هذا الاتجاه تستلزم الوضوح والصراحة والاتفاق، حتى لا يضيع الجهد وتستنزف الطاقات بمن يعمل على وضع العصا في الدواليب ومن يحاول تخليصها، في مراوحة لا طائل وراءها ولا مردود".

• العمل على إعادة العلاقات مع مصر وإيران ودول الخليج وخاصة السعودية والإمارات، مع مواصلة تعزيز العلاقة مع قطر وتركيا.

وفي ملف العلاقة المتدهورة مع مصر منح أمن واستقرار سيناء أولوية قصوى والانطلاق من ذلك.

• على مستوى المشروع الوطني يعيد أحمد يوسف طرح فكرة الدولة الواحدة ويرى أن أي حل مستقبلي حقيقي ودائم لن يبتعد في شكله النهائي عن هذا الحل، ويدعو، ولو بشكل غير مباشر، حماس لتبني هذا الخيار.

• وعلى المستوى الوطني السياسي يقدم يوسف طرحا مهما يقوم على خوض أي انتخابات فلسطينية تشريعية قادمة على أساس الشراكة السياسية مع القوى الأخرى وخاصة تيار فتح.

أي أن تخوض الحركتان الانتخابات ضمن قائمة انتخابية واحدة توافقية وليس تنافسية، وعلى برنامج واحد بما يضيق مجالات الكيد السياسي وإفشال الطرف الآخر في حال الاستئثار بالفوز، ومن المهم الإشارة إلى أن هذا الطرح قدم منذ سنوات من قبل ناصر الشاعر، نائب رئيس الوزراء في حكومة حماس التي تشكلت بعد انتخابات ٢٠٠٦ في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس يتبنى هذه الفكرة إلى حد بعيد.

• وعلى نفس المستوى أيضا، يدعو يوسف حركة حماس إلى دعم سلام فياض كرئيس قادم في أي انتخابات رئاسية (وفي حال عدم ترشح أبو مازن)، ويعدد مزايا فياض وأهليته للرئاسة وفرص توفر إجماع وطني عليه.

لكن لا يذكر ما قد يكون عليه موقف حماس في حال حصلت هذه الانتخابات (الأمر الذي يستبعده كثيرون على أي حال) وترشح لها أبو مازن مرة أخرى.

• واستطرادا حول الموقف من الرئيس عباس يدعو يوسف إلى دعم خطته الرامية إلى الانضمام للمنظمات الدولية وتعزيز موقفه وعدم تعطيله، ومنحه حرية التحرك وشرعيته بكونه رئيس كل الشعب الفلسطيني.

• يطالب يوسف حماس والإسلاميين بالخروج من شرنقة الحزب الإسلامي إلى فضاء العمل الجبهوي مع الأطراف الوطنية الأخرى اعتمادا على مبادئ الشراكة السياسية والتوافقات الوطنية، وعدم الالتصاق بالأجندات الحزبية الضيقة.

• يدعو يوسف أيضا حماس إلى النظر في تغيير ميثاقها الذي أصدرته العام ١٩٨٧ بكون ممارسة حماس وسياساتها وفكرتها قد تجاوزته، وبسبب استغلاله من قبل إسرائيل ولما فيه من طروحات "لا سامية" تحرف عدالة قضية فلسطين عن مسارها وبكونها قضية ضد احتلال واستعمار وليست موجهة لأصحاب دين معين بسبب دينهم.

مراجعات، وطموحات أحمد يوسف، ونداءاته تتسع أيضا لتشمل الخطاب الإعلامي وضرورة التزام المهنية والبعد عن الشعبوية، وإعادة صيغ العلاقة مع الغرب، والابتعاد عن كل ما له علاقة بالقاعدة وداعش فكريا وممارساتيا، وتفادي المبالغة في الاحتفاليات الحزبية المستفزة، وكثير غير ذلك.

ليس من المتوقع أن تستمع حماس لكل نصائح ومراجعات احمد يوسف، لكنها افكار في غاية الاهمية، وعلى العقلاء في الحركة تأملها والانصات لصوت العقل الذي تدعو له والاخذ بمعظمها ان لم يكن كلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأزق حماس  وضرورة المراجعة مأزق حماس  وضرورة المراجعة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday