ليس دفاعاً عن أردوغان ولكن
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ليس دفاعاً عن أردوغان.. ولكن!

 فلسطين اليوم -

ليس دفاعاً عن أردوغان ولكن

بقلم :عريب الرنتاوي

لا أنكر أنني على خصومة سياسة وفكرية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحديداً بعد العام 2012، والدور الذي رسمه لبلاده في أزمتي سوريا والعراق، ودعمه الحصري لجماعة الإخوان المسلمين، وسلوكه الداخلي المتسم بـ»الشعبوية» وتهديد مسار الحريات والحقوق والتحولات الديمقراطية في بلاده.

ولست ساذجاً، كما كثيرين غيري، حتى لا نرى العلاقة الدفينة بين مواقفه الصلبة تجاه إسرائيل ومجازرها في غزة، أو من قبلها، موقفه القوي من قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، من جهة والاستحقاق الانتخابي المقبل من جهة ثانية ... فالرجل مقبل على انتخابات رئاسية وبرلمانية وشيكة، وهو بحاجة لمخاطبة قطاع من الرأي العام التركي المحافظ والمتدين، والذي يرتبط بعرى وثيقة مع فلسطين والقدس.

لكنني مع ذلك، ورغم ذلك كله، أرى أنه اتخذ موقفاً صحيحاً أربع مرات على الأقل: استدعاء سفيري بلاده لدى الولايات المتحدة وإسرائيل، طرد السفير الإسرائيلي في أنقرة، والدعوة لقمة عاجلة لمنظمة التعاون الإسلامي، ودائماً، وسط سيل الانتقادات الحادة الذي لم ينقطع ضد إدارة ترامب وحكومة نتنياهو.

ليس مهماً أن يقال إن الرجل ديماغوجياً وشعبوياً، اللهم إلا إذا كان العقلاء وغير الشعبويين في عالمنا العربي، يعملون بصمت من أجل الإطاحة بمشروع ترامب وعروبة القدس وتدعيم الموقف الفلسطيني الشعبي والرسمي في مواجهة أخطر تحد تجابهه القضية الفلسطينية منذ عشرات السنين ... لكننا نعرف، وتعرفون، أنهم لا يفعلون شيئاً على الإطلاق، وأن مواقفهم تتراوح ما بين العجز والجبن والتواطؤ وعدم المبالاة.

وليس مهماً أن يقال إن الرجل يسعى في خطب ود ناخبيه، وأن عينه على صناديق الاقتراع، هذه نقطة تحسب له ولا تحسب عليه، فالشرعية الحقيقية هي تلك التي تأتي بها صناديق الاقتراع، لا صناديق الرصاص، والمؤسف حقاً، أن بعضاً مما يكيلون الاتهامات لأردوغان حول هذه النقطة، لم يتعرفوا يوماً على صناديق الاقتراع، ولم يعترفوا بالرأي العام ولم يحسبوا حساباً لأولوياته وتفضيلاته في السياستين الداخلية والخارجية.

 قد نتفهم إحجام عواصم عربية عن اتخاذ مواقف صلبة ضد تل أبيب وواشنطن، بسبب ما تواجهه من تحديات ومصاعب، ولكننا لا نتفهم أبداً، ولا نقبل على الإطلاق، أن ينبري إعلام هذه العواصم، ومن باب «تبرئة الساحة والذمة والضمير» للتنديد بأردوغان ووصف سلوكه بالغوغائية و»المَنْفخات» و»الشعبوية» ... مثل هذه التوصيفات والاتهامات، كان يمكن أن تكون مقبولة تماماً، لو أن حكوماتنا ودولنا العربية، تتوفر على خطة عمل لمجابهة موجة العداء الأمريكي – الإسرائيلي للفلسطينيين، ولو أنها جاءت مقرونة بإرادة سياسية للمجابهة والتصعيد... أما أن تكون من باب درء الحرج، فتلكم أسوأ المقاربات على الإطلاق.

لماذا يراد لنا أن نجرّد الرجل وحزبه وحكومته من حسهم الإسلامي والإنساني، والقول بإن ما يصدر عنهم من مواقف، محسوب فقط بمصالح واعتبارات شخصية؟ ... دعونا ننظر للمسألة من زاوية وظيفتها السياسية، وما إن كانت تخدم الفلسطينيين في هذه المرحلة، أم تلحق الضرر بنضالهم العادل والمشروع والسلمي؟

ثم، إن كانت «الغوغائية» و»الانتهازية» هما ما يفسر سلوك أردوغان، ويقرران منهجه السياسي، فكيف نفسر مواقف دول مثل جنوب أفريقيا وبلجيكا واللوكسمبورغ ... هل هؤلاء «شعبويون» أيضاً، وهل يمكن إدراج مواقفهم في بورصة المزايدات والمناقصات؟

بتثاقل شديد، تنادت الجامعة العربية لعقد اجتماع على مستوى المندوبين للتدارس في وضع القدس وغزة وفلسطين، أية مسخرة هذه ... ولولا صوت أردوغان المرتفع، ودعوته لقمة إسلامية، لما قرر «جائحة» الدول العربية، رفع مستوى اجتماعها المقبل إلى المستوى الوزاري ... هل نقول شكراً للوزراء العرب وأمين عام الجامعة، أم نقول شكراً أردوغان.

في الموروث العربي الدارج، يقال: إذا بُليتم فاستتروا ... لكن «شرش الحياء طقّ» عند كثيرين منّا، سياسيين وإعلاميين وكتاب ... نراهم ينتقلون من «الصمت المريب» إلى الهجوم على الذين يرفعون أصواتهم وعقائرهم ضد المجازر الإسرائيلية ومشاريع تهويد القدس وأسرلتها ... أية وقاحة هذه، وأي تهافت ذلك الذي بات يسمح لكتاب ورياضيين ورجال أعمال و»مفكرين» عرب، للهرولة نحو إسرائيل والتطبيع معها، بل والمجاهرة البالغة حد التبجح، بتبني روايتها وسردياتها حول الصراع العربي الإسرائيلي ... بئس الحالة التي انتهى إليها الوضع العربي في بعديه الرسمي أولاً، والثقافي – الفكري ثانياً.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس دفاعاً عن أردوغان ولكن ليس دفاعاً عن أردوغان ولكن



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:41 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يلتزمون بوعودهم

GMT 15:53 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 17:03 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الصحافة الاقتصادية تعاني

GMT 03:12 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

رنا سماحة تستعد للمشاركة في الجزء الثاني لـ"أفراح إبليس"

GMT 13:51 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أوزبكستان تتحول إلى وجهة مفضلة لمشاهدة التراث الإسلامي

GMT 01:26 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ للعزلة والاستجمام

GMT 10:06 2015 الخميس ,09 تموز / يوليو

مهرجان تأبيني للشهيد الفتى أبو خضير في غانا

GMT 06:58 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل افتتاح مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" في تونس

GMT 10:48 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تسجيل الأمم المتحدة نحو 5 آلاف لاجئ سوري في السودان

GMT 03:33 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

عابد فهد يعلن عن موعد بداية تصوير مسلسله الجديد

GMT 17:48 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"منتجع تلال" من أفضل 5 فنادق في العين

GMT 07:06 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سان لوران Yves Saint Laurent باللون الأسود لربيع وصيف 2020 من باريس

GMT 04:37 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

سلطات الاحتلال تُفرج عن أسير جريح من نابلس

GMT 10:18 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

أهم النصائح وأفضل الوجهات لقضاء شهر العسل في إندونيسيا

GMT 04:05 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

الفالح يُؤكّد تخفيضات النفط أبطأ من المُتوقّع

GMT 13:34 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هازارد يحذر سان جيرمان من خطورة ليفربول في وجود محمد صلاح
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday