السودان في استدارته الثالثة أنقرة بعد طهران والرياض
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

السودان في استدارته الثالثة: أنقرة بعد طهران والرياض

 فلسطين اليوم -

السودان في استدارته الثالثة أنقرة بعد طهران والرياض

بقلم : عريب الرنتاوي

أقام السودان علاقات استراتيجية وثيقة مع طهران سياسياً واقتصادياً دامت لسنوات عديدة، اشتملت على جوانب وأبعاد عسكرية ودفاعية، وبدا لبعض الوقت، أن الخرطوم، تتحول تدريجياً إلى عاصمة "رابعة" من عواصم "المقاومة والممانعة"، وتعرضت نظير ذلك، لحملات تطويق وحصار، وشنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات ضد قوافل قالت إنها محمّلة بالسلاح المورد إلى حركة حماس، عبر أنفاق غزة وصحراء سيناء، وقبلها كانت الخرطوم ذاتها، هدفاً لضربات أمريكية، بحجة تدمير مصانع إيرانية لإنتاج السلاح ... أما عن العقوبات الدولية و"محكمة لاهاي" و"حرب الانفصال" وملفات "حقوق الانسان" المفتوحة دوماً والجاهزة باستمرار للتوظيف، فحدث ولا حرج.

بيد أن حال الخرطوم لم يستمر على هذا المنوال، فقد شهدت سنوات "الربيع العربي" استدارة في مواقفها وتحالفاتها، بدأت مع تتالي الاتهامات لإيران بنشر التشيع، وإغلاق مكاتب ومراكز ثقافية إيرانية في الخرطوم، تزامناً مع انفتاح على الرياض، أعقب مرحلة من القطيعة مع السعودية وعدد من دول الخليج، ليبلغ الأمر ذروته مع اندلاع "عاصفة الحزم" والحرب السعودية – الإماراتية على اليمن ... نظام الرئيس البشير، تصدر الصفوف، ورفع راية الحرب على إيران في اليمن، وأرسل أعداداً كبيرة نسبياً من الجنود، وحصل نظير ذلك على مستويات غير مسبوقة من الدعم الخليجي السياسي والمعنوي والمالي، تزامناً مع تطور متسارع في العلاقة مع واشنطن، ورفع جدي للعقوبات المفروضة على البلاد ... وفجأة باتت الخرطوم عاصمة محورية من عواصم "الاعتدال العربي"

لكن هذا الحال لم يستمر على ذاك المنوال أيضاً، وطرأ ما يشي بأن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر السوداني، فبعض أو كثير من الوعود التي أغدقت على الخرطوم يبدو أنها لم تترجم، وبدا أن ثمة من يراهن على "الدم السوداني الرخيص" لملء الشواغر في الخطوط الأمامية في الحرب اليمنية، والزج بالجنود السودانيين في مواقع الخطر والتضحية، في حين تتفادى دول "العاصفة" الأساسية، فعل ذلك، وتظهر حرصاً على حقن دماء جنودها، لتنتشر موجة انتقادات واسعة للسودان لتورطه في رمال اليمن المتحركة، إلى أن اندلعت الأزمة الخليجية – الخليجية، وخضع البشير لأشد الضغوطات لتبني مواقف وإجراءات دول "الرباعي العربي" ضد قطر، الأمر الذي رفضته الخرطوم، ولم تنصع له، لتتمهد الطريق نحو استدارة ثالثة، في المواقف والتحالفات السودانية.

وأحسب، أن مما سرّع في خطوات السودان المتباعدة عن خط الرياض – أبو ظبي، ما حصل في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، إذ مقابل إقرار الاتفاقية بـ"سعودية" الجزيرتين التي أظهرتهما الخرائط الموقع عليها والمودعة في أرشيف الأمم المتحدة، تضمنت الخرائط ذاتها، ما يؤكد "مصرية" مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه بين القاهرة والخرطوم ... مثل هذا الموقف أثار حفيظة السودان، الذي يبدو أن علاقاته الفاترة، إن لم نقل المتوترة مع مصر، تدفعه للتقرب من إيران حيناً، ومن الموقف الأثيوبي في النزاع حول "سد النهضة" حيناً آخراً، وصولاً للتقرب من تركيا واستقبال رئيسها رجب طيب أردوغان، استقبال الملوك الفاتحين مؤخراً.

زيارة أردوغان للخرطوم، دشنت "استدارة ثالثة" في مواقف الخرطوم وتحالفاتها، حيث جرى توقيع 21 اتفاقاً للتعاون الثنائي في شتى المجالات، وتقرر رفع التبادل التجاري بين البلدين من 500 مليون دولار سنوياً إلى عشرة مليارات دولار في المستقبل، وسلم السودان جزيرة لتركيا، أو خصصها لها، لتعيد إعمارها وتأهيلها، وهي الجزيرة التي كانت حاضنة القيادة العثمانية في البحر الأحمر، وسط معلومات عن تحويلها إلى قاعدة عسكرية متقدمة لتركيا في البحر الأحمر وشرق أفريقيا.

وإذ ترافقت زيارة أردوغان مع زيارة وزير الدفاع القطري للخرطوم، و"القمة العسكرية الثلاثية"، التركية – السودانية – القطرية، فإن التكهنات باحتمال تحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية تركية، قد انتعشت، تزامناً مع الأنباء عن زيادة حجم الوجود العسكري التركي في قطر، وبعد أن نجحت تركيا في تدشين قاعدة عسكرية لها في الصومال.
لا شك، أن وجوداً تركياً عسكرياً على مقربة من مصر وقبالة السعودية، وتعزيز حضورها الممتد من البحر الأحمر وحتى الخليج العربي مروراً بخليج عدن، من شأنه أن يكون مصدر إزعاج، حتى لا نقول مصدر تهديد، للمصالح المصرية والسعودية والإماراتية، في وقت تتميز فيه علاقات أنقرة ببعض هذه الدول الثلاث، بالتوتر وببعضها الآخر بالقطيعة.

خلال العقد الأخير، تنقلت الخرطوم بين محاور ثلاثة: المحور الإيراني، محور الاعتدال الخليجي، واليوم تقترب من المحور التركي القطري، الأقرب إليها تاريخياً، وهي التي طالما حكمت بالإخوان وظلت حاضنة لهم ومتعاطفة مع خطابهم منذ العام 1989.

والمؤسف أن الخرطوم في تبدلاتها وتقلباتها، لم تجرب أو لم تتح لها الفرصة لتجريب، فكرة "تحالف حوض النيل" مع مصر، بل ويمكن القول، أن بعض التبدلات في تحالفات الخرطوم، كان تعبيراً أو استجابة لضرورات الخصومة مع القاهرة، وبصرف النظر عن مسؤولية الأطراف عن هذا التوتر والفتور في العلاقة بين البلدين الشقيقين، إلا أن الحقيقة المؤلمة، أن "فراغ القوى الدولية" في الإقليم، بدأت تملأه دول إقليمية، وتحديداً تركيا وإيران، في وقت تغيب فيها عواصم عربية وازنة عن المشهد، وأعني القاهرة تحديداً، صاحبة الدور التقليدي القيادي في هذه المنطقة.

المؤسف، أن أفريقيا والبحر الأحمر، اللذين كانا مجالاً حيوياً للسياسة الخارجية المصرية ولدور القاهرة الإقليمي، أصبحتا ملعبين مفتوحين تتصارع فوقهما قوى إقليمية مثل تركيا وإيران وإسرائيل، وحتى أثيوبيا، في غياب أو "غيبوبة" مؤلمة للحضور العربي ممثلاً بالدور المصري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان في استدارته الثالثة أنقرة بعد طهران والرياض السودان في استدارته الثالثة أنقرة بعد طهران والرياض



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 09:58 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

صيني عاشق للسيارات يطرح أصغر كرفان متحرك في العالم

GMT 08:48 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

فهد أسود يلهو على الثلج رفقة كلب بشكل مثير في روسيا

GMT 08:51 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رئيس جامعة غزة يستقبل وفدًا من نادي "الزيتون"

GMT 12:44 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

4 قطع أثاث يتمنى خبراء الديكور اختفائها قريبًا

GMT 11:05 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس الإيطالي يسعي للتعاقد مع لاعب ريال مدريد إيسكو

GMT 02:12 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

وليد توفيق يوضح أن قصة حياته مكتوبة على الورق

GMT 17:11 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

"يونغ" تبدأ في بيع سيارتها الجديدة في كانون الثاني

GMT 05:54 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

سترة راكبي الدراجات النارية تعود إلى أضواء الموضة العالمية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday