شمال قبرص وجنوب فلسطين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

شمال قبرص وجنوب فلسطين

 فلسطين اليوم -

شمال قبرص وجنوب فلسطين

بقلم : عريب الرنتاوي

لم تستطع حماس مقاومة ضغوط «المذهب» و»الإيديولوجيا» و»الرابطة الإخوانية» طويلاً ... بعد أيام من التردد والتسويف، تخللتها «تغريدة» سامي أو زهري عن «مهوى أفئدة العرب والمسلمين»، وجدت حماس نفسها منساقة وراء موجة ردود الأفعال الإخوانية الاحتفالية بالعدوان التركي على شمال سوريا ... صدر البيان المرتبك، الفائض عن الحاجة، إذ أعربت الحركة عن فهمها وتفهمها للدوافع الكامنة وراء عملية «نبع السلام»، التي صارت توصف على نطاق واسع، حتى داخل تركيا ذاتها، بـ»نبع الحرب» ... فضلاً عن إدراكها لحاجة أنقرة للحفاظ على «أمنها القومي».

لكن المثير في بيان حماس، ويمكن أن يكون مثيراً للغثيان أو السخرية أو كليهما معاً ... إنه اعتبر ما يجري في شمال سوريا رجساً من عمل «الموساد»، استحق أن تصطف حماس إلى جانب تركيا في مواجهة «المؤامرة الصهيونية» على تركيا ... لم نر محاولة للي عنق الحقائق والوقائع، مثل تلك التي تفتقت عنها ذهنية حماس، التي تتجه لاستعادة موقعها في ما يسمى بـ «محور المقاومة والممانعة»، وتدعم في الوقت ذاته، العدوان على «ركنه الركين» المتمثل في سوريا.

والحقيقة أن منبع الحرج الذي أصاب حماس في الأسبوع الأول للغزو التركي، إنما نجم عن حرص الحركة من جهة، على التمتع بما يقدمه أو يمكن أن يقدمه لها «محور المقاومة من جهة، من دون أن تتخلى اصطفافاتها الإخوانية المعروفة من جهة ثانية، فلا يعقل على سبيل المثال، أن تهب كافة فروع الإخوان في العالم لنصرة «السلطان أردوغان» ويتخلف فرعها الفلسطيني عن اللحاق بهذا الركب ... على الرغم مما يمكن أن يطرحه موقف الحركة هذا، من أسئلة وتساؤلات حول أمرين اثنين:

الأول؛ هل تخلت الحركة قولاً وفعلاً عن روابطها الإخوانية، أم أنها لجأت إلى «التقية» تحت ضغط الفصائل والشارع والعلاقة الضرورية مع القاهرة، عندما قدمت نفسها بهوية وطنية وكجزء من الحركة الوطنية، لا تربطها صلة مالية أو تنظيمية بالجماعة الأم؟

والثاني: ويتصل بالكيفية التي تنظر بها الحركة إلى علاقاتها مع «محور المقاومة»، بما فيها مواقفها الأخيرة المتزلفة من دمشق ذاتها، وهل تظن الحركة فعلاً أنها تستطيع أن «تضحك» على جميع أطراف هذا المحور طوال الوقت، بعد أن نجحت في الضحك على بعض أطرافه، بعض الوقت؟

حركة المقاومة الإسلامية تعيد تكرار الخطأ ذاته، للمرة الثالثة على التوالي: الأولى، عندما انخرطت في صفوف «المجاهدين» ضد النظام في دمشق، وساهمت بقسطها في تشكيل فصائل مسلحة معارضة ... والثانية، عندما تورطت في الشؤون الداخلية المصرية بعد ثورة يناير 2011، وبالأخص مع صعود الإخوان لسدة الحكم في مصر ... والثالثة، اليوم، عندما تخلت عن «سياسة عدم التدخل» و»النأي بالنفس»، وقررت الانحياز إلى المحور الإقليمي – العربي الحاضن للجماعة الأم وفروعها في مختلف مناطق انتشارها.

حتى الحكومة، غير المعترف بها دولياً، في شمال قبرص، لم تفعل ما فعلته سلطة الأمر الواقع، غير المعترف بها دولياً كذلك، في جنوب فلسطين، الأولى رفضت ونددت ودعت لاعتماد الدبلوماسية والتفاوض سبيلاً للحل، فيما الثانية تصر على أن تكون «كاثوليكية أكثر من البابا»، فتضع نفسها إلى جانب الأطراف  التي جاهرت بدعم العدوان التركي على سوريا ... متى ستتعلم حماس دروس تجربتها الذاتية؟ ... متى سيتعلم قادة «محور المقاومة» الدرس من خيباتهم المتكررة؟ سؤالان برسم المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمال قبرص وجنوب فلسطين شمال قبرص وجنوب فلسطين



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday