أكراد سوريا  لا عودة إلى ما قبل 2011
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أكراد سوريا ... لا عودة إلى ما قبل 2011

 فلسطين اليوم -

أكراد سوريا  لا عودة إلى ما قبل 2011

عريب الرنتاوي

استحق أكراد سوريا كيانهم الذاتي الخاص ... ما بعد “كوباني” ليس كما قبلها، والهوية الكردية السورية انتعشت كما لم يحصل من قبل ... ومن الآن فصاعداً، لا يمكن إعادة المارد الكردي إلى قمقمه، ولم يعد “مرسوم التجنيس” كافياً، بعد أن خبر الأكراد “حلاوة” الإدارة الذاتية ومعنى الهوية والكيانية الخاصة بهم ... لقد قدموا ألوف الشهداء في الحرب مع “داعش” وأخواتها ... والمؤكد أنهم لن يعودوا إلى الوراء.
النظام في دمشق، الذي اتهمت أحزاب كردية فاعلة، بأنها صنيعته وربيبته، لم يحم الأكراد ... فشل في الدفاع عن مناطقهم، تركها نهباً لـ “داعش”، وقبلها لتحكم وسيطرة شتى أشكال وأنواع المعارضات الموزعة على العواصم والمحاور المتصارعة ... فشلت المعارضة في توجيه خطاب مقنع للأكراد، حتى بعد أن جاءت بـ “أحدهم” رئيساً لمجلسها الوطني ... ولعب الأكراد لعبتهم التي اشتهروا بها، في العراق أولاً وفي سوريا في وقت آخر ... أخذوا من النظام ومن المعارضة ما شاءوا، وما خدم ويخدم مشروعهم الاستقلالي.
تركيا على رحابة حجمها ودورها، ضاقت بهم، يسرت لـ “داعش” أمر اختراق الحدود وتهريب المال والرجال والسلاح والنفط، عينها على “عين العرب” وهدفها “المزدوج” الذي باحت به، إسقاط النظام وقطع الطريق على الكيان الكردي السوري الناشئ ... أنقرة تحالفت مع كل “شياطين” الإنس والجن ضد أكراد سوريا ... لكن قضية الأكراد انتصرت، بمعزل عن كوباني ومصائرها، وهزمت أنقرة، التي قبلت مرغمة على تسهيل وصول الإمداد الكردي من العراق إلى كوباني ... وهذا المدد ما كانت أنقرة لتقبل به، حتى وإن كان محكوماً بإشراف صديقها في أربيل، مسعود البرزاني، لولا الضغوط الهائلة التي تعرضت لها من المجتمع الدولي.
أياً كان شكل الحل أو التسوية، وأياً كانت مآلات الأزمة السورية، فلن يعود أكراد سوريا إلى الوراء، إلى ما قبل العام 2011، لن يعودوا مواطنين بلا قيود أو سجلات، لن يعودوا مواطنين من الدرجة الثانية ... سيكون هناك إقليم كردي، وسيتمتع بدرجة واسعة من الحكم والإدارة الذاتيتين، سواء بقي النظام أم رحل، انتصرت المعارضة أم هزمت، بقيت سوريا موحدة أو تقسّمت ... كل الطرق تؤدي إلى كردستان الغربية أو كردستان السورية.
والحقيقة أن تطورات المنطقة، وتحديداً منذ اندلاع شرارات الربيع العربي، فتحت الباب رحباً أمام يقظة الهوية الكردية في المنطقة عموماً ... أكراد العراق ذهبوا بعيداً في بناء كيانهم المستقل، ولولا “طوفان داعش” لكانت أربيل اليوم، عاصمة الدولة المستقلة لأكراد شمال العراق ... وأكراد سوريا، لم يتركوا سانحة دون استغلالها لتثبيت دعائم كيانهم على خريطة سوريا والمنطقة ... أما أكراد تركيا، فهو يراوحون بين حدي: استئناف العملية السلمية مع أنقرة أو امتشاق السلاح من جديد في جبال قنديل ... الغائب عن “ديالكتيك” الحركة الكردية حتى الآن، هو شطرها الإيراني.
وأحسب أن على العرب السوريين التعلم من دروس التجربة العراقية المريرة ... يجب التوصل إلى صيغ وقواسم مشتركة تحفظ للأكراد حقوقهم، وتكفل لسوريا وحدتها في إطار من اللامركزية أو الفيدرالية المعترفة بمكونات البلاد ... لقد ذهب عصر الدولة المركزية المحكومة بحزب أو طائفة أو عائلة أو زعيم أوحد، وجاء عصر “المكونات” شئنا ذلك أم أبينا ... وعلى السوريين اشتقاق طريقهم في هذا المجال، وتفادي مع وقع فيه جيرانهم شرقاً وغرباً، في العراق ولبنان، من أخطاء وخطايا المحاصصات المذهبية والقومية، واللجوء إلى صيغ أكثر حداثة، ومعمول فيها في عشرات الدول العالم، فيدراليات جغرافية، تحفظ وحدة البلاد وحقوق المكونات، وترسي تقاسماً للسلطة والثورة، عادلاً ومشروعاً بين الجميع، يشعر معه كل مواطن ومجموعة، بأنه شريك في الوطن، وأن له فيه، ما للآخرين، لا أكثر ولا أقل.
“القوميون العرب” في النظام والمعارضة على حد سواء، يجب أن يتوقفوا ملياً أمام ركام خطابهم التبشيري، الذي عجز في حفظ “وحدة القطر” بدل أن يجلب “وحدة الأمة” ... استمرارهم على خطابهم “المركزي” الفوقي والاستعلائي، لا يوازيه خطورة سوى خطاب “القوميين الأكراد” الذي لا حدود لطموحاتهم وأساطيرهم ... لا حدود لمغامراتهم.
التاريخ يفتح ذراعيه لكردستان الكبرى، بدءاً بفيدراليتها الموزعة على خريطة الانتشار الكردي في المنطقة، وقد آن الأوان لنرحب بهذا المولود الجديد – القديم ... وإذا كان “ربيع العرب” قد مزق العرب، وأعاد إنتاج خرائطهم وفقاً لخطوط الطوائف والمذاهب، فإنه قد وحد الأكراد في معركتهم الواحدة من أجل البقاء في إقليم طارد ومناهض لهم، وربما يكتب التاريخ بأن ربيع العربي الذي استحال خريفاً عليهم، كان ربيعاً مورقاً على إخوانهم وجيرانهم “الكورد”، ولا أحسب أن في ذلك غضاضة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكراد سوريا  لا عودة إلى ما قبل 2011 أكراد سوريا  لا عودة إلى ما قبل 2011



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday