القاهرة - فلسطين اليوم
أصدرت "الدار العربية" للنشر، بالقاهرة، رواية "بعنوان "كل هذا ملكي أنا" للكاتبة التشيكية بيترا هيلوفا ترجمها إلى العربية الدكتور خالد البلتاجي أستاذ اللغة التشيكية بكلية الألسن.
تدور أحداثها في منغوليا القرن العشرين، وتروي مصائر عدة أجيال من نساء إحدي العائلات المنغولية. يتناول الإطار العام للرواية التناقض بين الاسلوب التقليدي للحياة في المناطق الريفية داخل منغوليا، وبين طريقة الحياة في المدن، كما تبرز أحداث الرواية الاختلاف بين الأجيال المختلفة.
هي حكاية عائلة تتكون من أم وأب وبناتهم الاربعة ذ "دزايا"، و"ماجي"، و"نارا"، و"اويونا"- ترويها الجدة، والأم، والابنة، وهكذا تنقل لنا هذه الشخصيات الحدث من منظور ثلاثة اجيال مختلفة، ومن خلال قصصهم نعرف كيف كبرت البنات، وكيف ماتت الجدة، وكيف لقيت الابنة الكبري "ميرا" حتفها في حادث مأسوي في أحد سباقات الخيل.
ينقسم العمل إلي ستة فصول، تقوم "دزايا" في الفصل الأول بدور الراوي، بينما تقوم ابنتها "دولجورما" برواية الفصل الثاني، وتروي الجدة "ألتا" حكاية الفصل الثالث، أما الحكاية الرابعة فترويها "اويونا"، والخامسة "نارا"، وتستعيد "دزايا" دور الراوي في الفصل السادس والأخير؛ وهكذا تبدأ "دزايا" الحكاية، وتليها سيدات العائلة كل منهن تحكي الحكاية من منظورها الخاص، وتضيف تفاصيل جديدة، تلتقطها من تتقمص دور الراوي في الحكاية التالية، وهكذا إلي أن يتسلم مقاليد السرد مرة أخري الراوي الاول "دزايا".
تنحدر الجدة "ألتا" من أسرة فقيرة، عاشت طفولة تعيسة نتيجة الخلافات الدائمة بين والديها، وإدمانهما الكحول، ما أدي إلي إهمال الأبناء. ولما كبرت التقت "توليج"، شاب من أسرة ثرية تمتهن تربية الخيول والأغنام، فتزوجا، وانتقلت للعيش مع أسرته. وهناك أنجبت بناتها الأربع ذ "ميرا" محبوبة أبيها ثم "دزايا" ومن بعدها "نارا" (كانتا ثمرة علاقة عاطفية جمعت الام ألتا وصديق شقيقتها "ميرجين" ذو الاصول الروسية)، و"ايونا" الابنة الصغري.
بعد أن تتم "دزايا" دراستها بمدرسة البلدة الصغيرة التي تعيش فيها (بادية الجبال الحمراء)، تنتقل بصحبة خالتها الي المدينة (العاصمة اولان باتور)، لتبحث عن عمل مناسب، وزوج تبدأ معه حياة جديدة مختلفة، فتفشل في الحصول علي العمل الذي تحلم به، وينتهي بها الحال بالعمل في بيت الدعارة الذي تديره خالتها، وقد أنجبت من أحد المترددين عليهم ابنتها "دولجورما"، التي اخذت تنفق عليها ببذخ شديد، وعندما أدركت "دولجورما" حقيقة مصادر إنفاق والدتها، هربت من البيت، وقطعت علاقتها بأمها، وهي ابنة السادسة عشر. ولأنها لم تكن تتقن أي عمل، ولم تتعلم أي شيء مفيد حتي ذلك السن، اضطرت في النهاية إلي العودة الي بيت أمها، التي بدورها كانت قد فقدت الأمل من طول انتظار عودة الابنة، وتركت العمل ببيت الدعارة، وانتقلت للحياة ببلدتها الصغيرة لتعيش مع أسرة أختها "اويونا".
أما "نارا" فقد وقعت في غرام أحدهم في البلدة، وهو الشخص الذي لم يقدر ذلك الحب الكبير، أو بالأحري لم يستطع تحمله، فكاد عقلها يطيش من فرط الحزن، ومن ثم اجبرها والدها علي الرحيل إلي المدينة، حيث انتهي بها المطاف أيضا في بيت الدعارة، الذي تولت إدارته بعد خالتها. أما صغري البنات "اويونا" فقد تزوجت وبقيت في بلدتها الريفية مع والديها وابنائها الثلاثة ترعاهم حتي النهاية، ولم تنتقل للعيش في المدينة أسوة بأختيها، اللتين لم تكن تحمل لهما أي مشاعر ود، ولم تنس أو تغفر لهما سوء معاملتهما لها في طفولتها.
يذكر أن بيترا هولوفا أديبة تشيكية معروفة؛ أقامت لفترات قصيرة بسبب الدراسة بمنغوليا، والولايات المتحدة الأميركية، وهي البلدان التي صارت لاحقا مسرحا لأحداث بعض روايتها "مذكرات جدتي" التي صدرت نسختها العربية بعنوان "كل هذا ملكي أنا"، و"سيرك الذكريات"، و"محطة التايغا"؛ هي أم لطفلين هما يوسف وكارل، وزوجة لموظف بوزارة التجارة والصناعة.
تكتب بشكل منتظم منذ عام 2007 بمجلة "ريسبيكت"، كما تنشر مقالاتها في العديد من المجلات الأدبية مثل ليتيرارني نوفيني، وسوفيسلوستي، وغيرها.
تعد رواية "مذكرات جدتي" باكورة إنتاجها الأدبي، صدر بعدها "عبر زجاج معتم"، و"سيرك الذكريات" في، وفي صدر "ثلاث حجرات بلاستيكية"، و"محطة التايغا"، و"حماة الصالح العام"، و"بوهيميا"، و"الارض الموعودة"، وروايتها الاخيرة "الهاوية" جميعها صدرت في دار النشر التشيكية "تورست".
أرسل تعليقك