رام الله – محمود أحمد
اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أنه إذا ما صدقت التسريبات الصحافية التي نسبت إلى مصدر مسؤول في البيت الأبيض بتراجع إدارة ترامب عن تبني حل الدولتين، فهذا يعني نجاح أول وفوري لنتنياهو حتى قبل بدء المشاورات مع الرئيس الأميركي وحاشيته، ما من شأنه أن يعزز وضع نتنياهو في تلك المحادثات. ورأت الخارجية أنه في حال صدقت هذه التسريبات فهذا يعني تحولا خطيرا ليس فقط للإدارة الأميركية ونظرتها لكيفية إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإنما أيضا في انعكاساته على مواقف دول أخرى في العالم، مما يفتح المجال لشتى أنواع وأشكال الحلول لهذا الصراع الدائم.
وقالت الخارجية في بيان لها الأربعاء "ندرك تماما أن موقف الائتلاف اليميني الفاشي الحاكم في إسرائيل الرافض لحل الدولتين، ينطلق من مبدأ أن لا وجود أو إمكانية لوجود دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل، ما بين النهر والبحر، وأمام إسقاط فكرة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، يمكن أيضا لعقول اليمين الحاكم في إسرائيل أن "تتفتق" عن أشباه حلول في مجملها تبقي السيطرة الأبدية على كامل الأرض لإسرائيل، مع إخضاع من بقي أو رغب في البقاء من الفلسطينيين لشتى أنواع الذل والاهانة ضمن حقوق قد لا تتعدى الحقوق المدنية لمجموعة من السكان"، معتبرة الخارجية أن خروج هذا التسريب للعلن قبيل المحادثات الإسرائيلية الأميركية هو نذير شؤم، ويؤسس لحالة من الفوضى السياسية على المستوى الدولي.
وقالت الخارجية سنسعى لتشكيل أوسع جبهة دولية للحفاظ على حل الدولتين، كخيار أفضل من وجهة نظر غالبية المجتمع الدولي، والانطلاقة في تحقيق ذلك، يجب أن تكون من الاتحاد الأوروبي رغم معرفتنا بوجود بعض الدول فيه التي سوف تتعامل إيجابا مع هذا الانزلاق المحتمل في الموقف الأميركي، مرحلة صعبة جدا ستواجه أصحاب رؤية حل الدولتين، بخاصة أن رؤيتهم السياسية كانت مبنية بالكامل على هذا المبدأ لفترة زمنية طويلة، وأي تغيير في الموقف الأميركي سوف يضعضع من قدرة هذا المبدأ على الثبات والاستمرارية لفترة طويلة.
وأكدت الوزارة أنه في حال صدقت هذه التسريبات، فهذا يعني أن الجهود التي بذلت حتى هذه اللحظة من قبل الائتلاف الحاكم في إسرائيل لزعزعة هذا المبدأ على المستوى الأميركي، وكذلك الضغوط الكبيرة التي بذلها أكثر من طرف يهودي أميركي للتأثير على قرار الحزب الجمهوري بشطب فكرة حل الدولتين من برنامجه السياسي، هي نفسها الجهود التي بذلت لتهيئة الأجواء والتحضيرات المناسبة لزيارة نتنياهو إلى واشنطن وتوفير المناخات الايجابية لانجاحها، وعليه يمكن تفسير صدور مثل هذا التصريح في مثل هذا التوقيت بالذات، كانعكاس لنجاح هذه الجهود والضغوط على ادارة ترامب.
وأوضحت الخارجية "من وجهة نظرنا نريد وضمن نفس المبدأ الذي نعتمده منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وحتى اللحظة، عدم استباق الأمور، وعدم التعليق على تصريحات وأنباء غير مؤكدة، وضرورة الانتظار لمخرجات الاجتماع الذي سيتبين فيه صحة مثل هذه التسريبات من عدمها، نأمل أن تكون مثل هذه التسريبات الصحافية غير صحيحة، وأن يؤكد الرئيس ترامب في لقائه مع نتنياهو على حل الدولتين، وضرورة التوصل إلى اتفاق تفاوضي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويسمح باقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية إلى جوار إسرائيل، تعيشان في أمن وسلام مع بعضهما البعض ومع المحيط".
أرسل تعليقك