دعا البابا فرنسيس الى الفاتيكان الاف المهمشين الى مشاركته في اليوم العالمي الاول للفقراء، وطلب من المؤمنين التصدي "للامبالاة" بالمعوزين وقال البابا في قداس احتفل به في كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة حوالى 7000 محتاج، "لدينا مواهب، نحن موهوبون في نظر الله. وبالتالي، لا يستطيع احد ان يظن انه غير مفيد، ولا يستطيع احد ان يقول انه فقير الى حد يمنعه من تقديم شيء للآخرين".
واضاف "غالبا ما نقتنع بالفكرة القائلة اننا لم نفعل شيئا مسيئا، لذلك نفترض أننا صالحون ونسير في الطريق الصحيح". واكد الحبر الأعظم الارجنتيني "لكن ألا نفعل شيئا سيئا لا يكفي. لأن الله ليس مراقبا يبحث عن البطاقات غير الصالحة، انه أب يبحث عن اطفال يعهد اليهم بخيراته ومشاريعه" وقال البابا فرنسيس "في ضعف الفقراء تكمن قوة إنقاذية. اذا كانت اهميتهم لا يعتد بها في نظر العالم، فهم الذين يفتحون لنا طريق السماء".
وسيتناول البابا الغداء على أنغام الموسيقى مع 1500 فقير في إحدى قاعات الفاتيكان، فيما سيتوزع 2500 آخرون على موائد مختلف المؤسسات الحبرية. وتجرى مبادرات مماثلة في كل ابرشيات إيطاليا والعالم.
- "مستشفى ميداني" -
يرى البابا الارجنتيني الذي اطلق هذه المبادرة بعد اختتام "يوبيل الرحمة" قبل سنة، ان الكنيسة شبيهة "بمستشفى ميداني من سماته انه ينشأ في الاماكن التي يتحارب فيها بنو البشر".
وفي ساحة القديس بطرس حول فعليا هذه الصورة الرمزية الى واقع عندما افتتح بصورة مؤقتة بمناسبة اليوم العالمي للفقراء مستوصفا طبيا مجانيا سارع المشردون الى زيارته.
ومن هؤلاء المشردين، إليسا الشابة الايطالية التي تتحدر من بيمونتي (شمال شرق).وتقول انها تعيش في الشارع منذ ايلول/سبتمبر مع كلبها الذي يصاب بالفزع عندما تختفي صاحبته في شاحنة طبيب النساء.
وقالت المريضة الاخرى، الرومانية نيكوليتا بوسيوتش التي تتقاسم مسكنا مع إحدى صديقاتها "اريد ان اساعد البابا الاحد".
ويستطيع المشردون الذين يستقبلهم متطوعون في شاحنات مجهزة، الاستفادة من مختلف انواع الرعاية: التحليلات السريرية وأمراض القلب والأمراض الجلدية وامراض نسائية وامراض معدية.
ويقول بياترو سولينا طبيب الامراض الجلدية المتطوع في أحد مستشفيات روما، انه لا يواجه عادة هذا العدد من الاصابات بالحروق والطفيليات او الجرب. واضاف هذا الطبيب الشاب بينما كان يوزع المراهم والنصائح، ان "كثيرا من المشاكل تنجم عن نقص النظافة لدى الاشخاص الذين يضطرون للعيش في الشارع".
وتتولى كاتيا المتطوعة من جمعية "ميزيريكورديا دي ايطاليا" التي جاءت من توسكاتا (وسط) قبل ثلاثة ايام، توجيه شاب خجول اتى لتسلم نتيجة فحص الدم الذي أجراه. وقالت "انا اتفق مع البابا، انه رجل بسيط".وقد وصلت متأخرة للزيارة المفاجئة التي قام بها البابا بعد ظهر الخميس لمستشفاها الميداني. وشكر الحبر الأعظم الذي كان يبتسم للأطباء والمتطوعين جهودهم، ورحب بفقراء كانوا ينتظرون دورهم لدخول العيادة.
في رسالة طويلة اعدت مسبقا لهذا اليوم وستوزع على عدد من الكنائس، طلب البابا من المؤمنين "مد ايديهم الى الذين يطلبون المساعدة ويطلبون تضامننا".
وكتب ان "هذا اليوم يهدف الى تحفيز المؤمنين للرد على ثقافة التبذير، واعتناق ثقافة اللقاء".
لكن البابا وسع رسالة "الأخوة" لتشمل الجميع، بمعزل عن انتمائهم الديني. وقال "إنهم الناس ويا للأسف الذين اقاموا الحدود والجدران والأسوار، فخانوا الهبة الاصلية للارض المخصصة للبشرية من دون اي استبعاد".
وكان البابا الارجنتيني الذي انتخب في 13 آذار/مارس 2013، ويعرف جيدا متاعب مدن الصفيح في بلاده، اعلن انه يريد "كنيسة فقيرة للفقراء". وأوضح بذلك لماذا اختار القديس فرنسوا الأسيزي لحبريته.
وقبل سنة، مد البابا سجادة حمراء في الفاتيكان لحوالى 3500 مشرد ومرافقيهم الذين أتوا من 22 بلدا اوروبيا. وقال آنذاك "اطلب منكم المغفرة للمسيحيين الذين ينظرون في الاتجاه الاخر امام شخص فقير او حالة فقر".
أرسل تعليقك