بقلم : فاروق جويدة
رئيس فرنسا الجديد ايمانويل ماكرون يحمل فى حقائبه قضايا كثيرة .. انه اصغر رئيس فرنسى عمرا منذ عهد نابليون .. وقد تحدى أسرته حين أصر على الزواج من مدرسته التى تكبره بأكثر من 24 عاما وقد أحبها وهو تلميذ عمره 16 عاما .. هذه كلها ذكريات من الماضى ولكن الجديد الذى طرحه الرئيس الفرنسى انه سوف يدعو إلى الأخلاق فى السياسة..
والقضية التى يطرحها رئيس فرنسا هى قضية قديمة ولكنها قتلت بحثا فما أكثر الكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين طالبوا بأن تقترب السياسة ولو قليلا من دائرة الأخلاق وقد فشلت كل هذه الدعوات لأن السياسة ابعد ما تكون عن الأخلاق وهى تعيش على التحايل والكذب والنفاق ولهذا بقيت قضايا الأخلاق بعيدة عن الساسة والسياسيين إنهم قوم يزينون الباطل ويحللون الحرام والقليل جدا منهم من كان صوتا للعدل أو الرحمة ..
والأحداث السياسية الكبرى فى تاريخ البشرية قام بها الساسة ابتداء بالحروب الكبرى وانتهاء بتدمير الشعوب .. إن الحرب العالمية التى شهدها العالم أكثر من مرة كانت خطايا سياسية دمرت الأوطان وقتلت ملايين البشر والاستعمار الذى احتل الشعوب ونهب ثرواتهم كان مغامرات سياسية وفى العالم الثالث الفقير ضاعت ثروات الشعوب بسبب طموحات سياسية ..
إن معظم المأسى التى لحقت بشعوب الأرض كانت بسبب السياسة وفى تاريخنا القديم والحديث كانت الصراعات السياسية وراء كل الأزمات لقد انطلقت الحضارات على أجنحة السياسة وأطماعها ومغامراتها ثم سقطت فى مستنقعات الفشل والانهيار بسبب السياسة ..
وفى مغامرات سياسية فقدت شعوب كثيرة أراضيها وأوطانها وثروات شعوبها .. هل من السهل أن تجتمع الأخلاق مع السياسة كما يدعو رئيس فرنسا الجديد وهل يمكن أن يتحقق ذلك فى ظل عالم كئيب تحركه الصراعات الدامية والمؤامرات الدنيئة ومن أين تأتى هذه الأخلاق فى عالم تحكمه المصالح ويتاجر فى الدماء ويبيع كل شىء فى سبيل المال ..
هل هى أحلام رئيس شاب أم انه فى الحقيقة كان مشروع شاعر ضل الطريق إلى السياسة.