الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال

 فلسطين اليوم -

الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال

بقلم : طلال عوكل

غداً الجمعة، الثلاثون من آذار، الذي يصادف الذكرى السنوية ليوم الأرض، والتي تحرك كل الفلسطينيين، أينما كانوا داخل وخارج الأرض الفلسطينية المحتلة. في مثل هذه الذكرى يخرج الفلسطينيون ليعبّروا عن تمسكهم بأرضهم، ورفضهم للمخططات الاستيطانية الإسرائيلية، تلك المخططات التي لا تميز بين حقوق مواطنيها من الفلسطينيين في أراضي 1948، وبين حقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، فالأرض هي الهدف.

في هذا العام، يختلف الأمر عن الأعوام السابقة، بالتوازي مع تصاعد المخططات الأميركية الإسرائيلية التي تصادر العاصمة الفلسطينية، وتصادر حق عودة الفلسطينيين، وتستهدف تشتيت الفلسطينيين بين غزة وضفة وشتات، ومصادرة الجزء الأكبر من أراضي الضفة الغربية.

الولايات المتحدة وإسرائيل، أعلنتا الحرب على الأرض، كل الأرض وعلى الحقوق كل الحقوق الفلسطينية، ولذلك لم تعد أشكال النضال الروتينية المعتادة تستجيب مع هذا التصعيد الخطير.

من غزة المحاصرة، والتي تئن تحت ضغط العزلة، والكوارث الإنسانية، والإحباط من إمكانية كسر الحصار، وتحقيق المصالحة، يتفتق العقل الفلسطيني، فيبدع شكلاً جديداً من أشكال المجابهة الأكثر فعالية.

لم تكن الفكرة من بنات أفكار الفصائل، وإنما جاءت من قبل عدد من النشطاء الوطنيين، الذين أبدعوا فكرة مسيرات العودة، وقاموا بالتنسيق مع الضفة، ومناطق 1948، والأردن وسورية، ولبنان، بحيث تتوجه الحشود نحو الحدود، رافعة راية حق العودة.

يوم الأرض غداً سيكون يوم خروج آلاف الفلسطينيين من كل الجبهات نحو الحدود، ليقدموا للعالم رسالة تمسكهم بحق العودة، واستعدادهم للتضحية من أجل تحقيق هذا الهدف.

وإذا كان الاشتباك بين الاحتلال وفلسطينيي الضفة يتخذ طابعاً يومياً، بسبب التداخل مع الوجود الاحتلالي والاستيطاني، وإذا كان الفلسطينيون في الأردن وسورية ولبنان، محكومين في طبيعة نشاطهم لحسابات الواقع الذي يعيشونه، فإن سكان قطاع غزة، يقع عليهم العبء الأكبر، وعبء الاستمرارية، وفق حسابات مختلفة.

الترتيبات الجارية في القطاع، والتحقت بها الفصائل، تتخذ طابعاً سلمياً وتحرص على الابتعاد عن الحدود، بمسافة لا تقل عن سبعمائة متر، وضعت سواتر ترابية، لمنع الشباب من اجتيازها، حتى لا توفر لإسرائيل مبرراً لاستخدام العنف المفرط.

ووفق الترتيبات، يتم نصب خيام دائمة، ثمة عشرات العوائل المستعدة للإقامة فيها، خصوصاً أن عدداً كبيراً من العائلات لا يجد له مسكناً بعد حرب 2014، ولا قدرة لدى هذه العائلات على دفع استحقاقات، الإيجار، فضلاً عن آلاف العائلات التي تفتقد الحد الأدنى من مقومات الحياة بأبسط متطلباتها، أي أن ثمة عشرات آلاف البشر، الذين يعيشون وظهورهم إلى الحائط، وبالتالي ليس لديهم ما يخسرونه سوى فقرهم وأوجاعهم، ويأسهم.

كانت إسرائيل تعمل كل الوقت منذ إعادة انتشار قواتها ومستوطناتها في قطاع غزة عام 2000، من أجل إخراج غزة وما فيها من معادلة الصراع، وحشرها بالحصار، أملاً في أن تدفع القطاع نحو الاعتماد على مصر، وتقييد الاشتباك بين الاحتلال والقطاع، بالبعد العسكري الذي ترى فيه لعبتها. ومنذ سنوات الاحتلال يتحدث عن احتمالات وقوع الانفجار في القطاع، بسبب ضغط الحصار، والحروب الإجرامية، وفي ظل استمرار الانقسام، الذي تلعب إسرائيل في تعميقه دوراً أساسياً. الحراك الذي يجري يوم غد، يفرض على إسرائيل إعادة النظر في حساباتها الإستراتيجية، فالفلسطينيون قادرون على تعظيم الاشتباك مع الاحتلال، وقادرون على توجيه غضبهم وانفجارهم في وجه الاحتلال حيث تؤكد مثل هذه الفعاليات، أن القطاع لا يزال تحت الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني كل واحد موحد حتى لو أن فصائله كانت على خلاف، أو انقسام.

لم تخدع النزعة الإنسانوية الكاذبة، لا سكان القطاع ولا غيرهم، فالاحتلال هو أصل البلاء وفرعه، الذي يعاني منه الناس في هذا الجزء من الوطن، الذي لا تنجح كل المخططات الإسرائيلية في النيل من وحدته، وصموده. يدرك الفلسطينيون في غزة وفي غير غزة أن هذه النزعة، الإنسانوية الكاذبة، تنطوي على استهدافات سياسية تخدم المخططات الإسرائيلية التي تسعى بدعم أميركي مفضوح لمصادرة الحقوق الوطنية الفلسطينية، ومنع إقامة دولتهم وعاصمتها القدس على الأراضي المحتلة عام 1967. وفي ضوء تدهور عملية المصالحة الفلسطينية، وعودة الأطراف إلى مربع الاتهامات والتحريض المتبادل، تبدو مسيرات العودة، وكأنها أحد المخارج أو الخيارات التي ضاقت كثيراً.
إسرائيل مرتبكة ويسيطر عليها القلق بسبب معرفتها لطبيعة هذا الحراك وأهدافه، وسلميته، وغياب المعرفة، للطرق والوسائل التي تمكنها من منع وقوعه، وإن لم تنجح فمنع تطويره واستمراره.

تتحدث إسرائيل عن وعود، وإجراءات لتقديم مساعدات لسكان القطاع، ولكنها تعلم أن كل هذه الوعود والإجراءات لن تجدي نفعاً، لذلك، فإنها أخذت تدق طبول الحرب. وعلى الرغم من أن التحليل يقول إن لا فصائل المقاومة في غزة، ولا إسرائيل، في وارد الاندفاع نحو التصعيد العسكري، وكل لأسبابه، إلاّ أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أيزنكوت بدأ يتحدث بوضوح عن سخونة جبهة غزة في هذه الفترة. يعني ذلك أن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل التي بحوزتها، لمواجهة هذا الحراك بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي، وإسقاط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، لردع الفكرة، ومنعها من أن تتطور، حيث من المقرر أن يستمر هذا الحراك ليتوّج بخروج مئات الآلاف في يوم النكبة منتصف أيار القادم. مصلحة إسرائيل تقتضي استدراج الفلسطينيين نحو توفير المبرر لارتكاب جرائم بحق المحتجين، ولذلك يمكن أن تشغّل عملاءها، ما يقتضي من الفلسطينيين الانضباط الشديد للترتيبات التي اتخذوها.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:52 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

كيف تحصلين على مكياج مثالي لبشرتك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday