مطالبات بإنشاء صندوق دولي لمساعدة الدول المستضيفة للاجئين السوريين

طالب مجلس النواب الأردني، المشاركين في القمة الثانية لرؤساء برلمانات الاتحاد من أجل المتوسط العمل الجاد والسريع من أجل انشاء صندوق دولي يعنى بتقديم المساعدات المالية والاقتصادية للدول المستضيفة للاجئين السوريين، ومن بينها الأردن الذي يحتضن على أراضيه قرابة مليون ونصف المليون لاجئ سوري.

وتقدم بهذا الطلب النائب الأول لرئيس مجلس النواب أحمد الصفدي رئيس الوفد البرلماني للمؤتمر واجتماعات الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط اللذين بدأت أعمالهما الاثنين في العاصمة البرتغالية لشبونه، نقلاً عن بترا.

وفي الجلسة العامة لرؤساء البرلمانات أوضح النائب الصفدي، أن الأردن وبسبب اللجوء السوري اصبح يواجه تحديات كبيرة اقتصادية وامنية خاصة في ظل ضعف الدعم الدولي الذي يقدم للأردن، موضحا أن الأردن يعاني بالاصل من شح موارده الطبيعية كالمياه والطاقة ويعاني اقتصاده من تحديات كبيرة بسبب الأزمات الكثيرة في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك أصبحت الحاجة ملحة لان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويعمل على تقديم الدعم والاسناد للأردن من خلال الإسراع في إنشاء هذا الصندوق الدولي الذي يعنى بمساعدة اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم.

وبين الصفدي أن الأزمات والصراعات التي تعانيها بعض الدول العربية انما هي صراعات داخلية لكن الصراع الاقليمي في المنطقة العربية والشرق الاوسط هو الصراع العربي الإسرائيلي وهذا الصراع الذي مضى عليه عقود ولم يحل بفعل التعنت الإسرائيلي يجب ان يعمل المجتمع الدولي بكل قوة لاجبار اسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية التى تمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه مبينا بنفس الوقت ان حل القضية الفلسطينية هو مفتاح الحل للقضايا والازمات التى تعانيها منطقة الشرق الأوسط.

ولأجل العمل على إانهاء الصراع العربي الاسرائيلي ومن أجل أن تتحمل برلمانات الاتحاد من أجل المتوسط مسؤولياتها نحو القضية الفلسطينية وافقت اللجنة السياسية والأمنية في الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط على المقترح الأردني الذي تقدم فيه عضو الوفد البرلماني النائب عبدالمنعم العودات الذي يدعو الى تشكيل لجنة دائمة في الجمعية البرلمانية من اجل العمل لاعادة عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ومن اجل العمل على اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ويشارك الاردن في اجتماعات القمة الثانية لرؤساء برلمانات الاتحاد من اجل المتوسط واجتماعات الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط بوفد برلماني يراسه النائب الاول لرئيس مجلس النواب احمد الصفدي ويضم في عضويته النواب عبدالمنعم العودات وقاسم بني هاني ومحمد البدري وهند الفايز وردينه العطي ومدالله الطراونه اضافة الى العين عبد شخانبه والعين ياسر الشبلي .

وواصل الوفد البرلماني الاردني مشاركته اليوم في اجتماعات لجان الجمعية البرلمانية.

وعرضت النائب هند الفايز في اجتماعات لجنة الطاقة والمياه ابرز التحديات التي يعانيها الاردن في هذا الجانب وقالت ان الاردن يعاني فقرا شديدا في مصادر الطاقة والمياه الامر الذي رتب عليه تحديات كبيرة في هذا المجال وبينت الفايز ان اللجوء السوري الكبير الى الاردن عمل على تقليص حصة الفرد الاردني من المياه والتي هي بالاصل قليلة وقدمت احصائيات ووثائق خلال المؤتمر تبرز الواقع الحقيقي للاردن في مجالي المياه والطاقة ودعت دول الاتحاد الاوروبي الى دعم الاردن في هذه القطاعات والعمل على اقامة مشاريع الطاقة البديلة.

وفي اجتماعات لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية التي بحثت الجوانب الاقتصادية لموضوع الهجرات واللاجئين طالبت الفايز بوضع توصية لوضع حد لسياسات إسرائيل الاستيطانية والتوسعية التي تمارسها اسرائيل في حق الشعب الفلسطيني والعمل على منعها من الخرق السافر للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والامم المتحدة وبينت ان استمرار اسرائيل في ممارساتها التوسعية والاستيطانية من شانه ان يؤجج الصراعات في منطقة الشرق الاوسط باكملها و قدمت النائبة ردينه العطي خلال اجتماعات اللجنة الاقتصادية توصية دعت فيها الى اهمية انشاء صندوق لدعم الاستثمارات في قطاعي السياحة في دول حوض المتوسط التي تتمتع بالاستقرار والأمن مشيرة الى ان قيام مشروعات سياحية في الأردن من شانه أن يسهم في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة ويخفف من الاعباء التي تواجه الأردن جراء اللجوء السوري وخلال مشاركتها في اجتماعات لجنة حقوق المرأة فقد دعت ايضا الى تعزيز سبل الدفاع عن المرأة في مناطق النزاع وحمايتها من الاعتداءات وتعزيز النظام التعليمي الذي يمكنها من الاعتماد على نفسها وان الاهتمام بتعليمها له اثر كبير في حمايتها من خلال تمكنها من الانخراط في سوق العمل واكدت النائبة العطي على ضرورة التركيز على دعم المرأة الاردنية والفلسطينية التي تواجه الاحتلال الاسرائيلي بقوة كل يوم اضافة الى العمل مع مختلف الجهات المعنية لحماية المرأة السورية في مخيمات اللجوء المختلفة من اية اعتداءات وقال النائب محمد البدري خلال اجتماعات لجنة الطاقة ان الاردن ترتبت عليه اعباء كبيرة جراء نقص الطاقة الامر الذي ينعكس على الموازنة العامة للدولة ويسبب لها عجزا سنويا يقدر بالمليارات.

وقال إن الأردن وفر البيئة الامنة والمستقرة لاقامة الاستثمارات فيه ودعا كل الشركات التي تعنى بمجال الاستثمار في الطاقة البديلة ان تستقيد من الفرص المتاحة في الاردن في هذه المشاريع وان تستفيد من البيئة الاستثمارية التي يوفرها الاردن للمستثمرين في مختلف القطاعات وخاصة قطاعي الطاقة والمياه وخلال الجلسة العامة للجمعية البرلمانية التي ناقشت موضوع الهجرة الى أوروبا وتداعياتها دعا الوفد الاردني الى البحث بعمق حول الاسباب التي تدفع مواطني افريقيا والشرق الاوسط الى اوروبا والتي هي اساسها النزاعات وحالة عدم الاستقرار التي تواجه دول وشعوب هذه المنطقة والاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها عديد الدول لذلك فان العالم ومنه دول الاتحاد الاوروبي مطالبة بدور اكبر في مساعدة الدول التي تشهد نزاعات داخلية والتي ايضا تستضيف اعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين وكان مؤتمر القمة الثانية لرؤساء اتحاد البرلمانات من اجل المتوسط قد خصص اعمال قمته في لشبونه لبحث الموضوعات التي تتعلق بالهجرة واللجوء وحقوق الانسان في المنطقة الاورومتوسطية وقد اصدر عدد من التوصيات دعا فيها الى قيام المجتمع الدولي بتقديم الدعم الى الدول المستضيفة للاجئين ومن بينها الاردن.

كما دعا الى حماية حقوق المهاجرين واللاجئين وتوفير الرعاية لهم والحفاظ على حقوقهم وضمان سلامتهم والحد من الهجرات غير الشرعية قدر الامكان إضافة الى الدول الاوروبية باستقبال المزيد من اللاجئين وان تكون الدول الاوروبية اكثر مرونة في تطبيق البنود التقديرية بمعاهدة دبلن الخاصة بمنح تاشيرات الدخول الى الدول الأوروبية.

هذا وستواصل قمة رؤساء البرلمانات والجمعية البرلمانية من اجل المتوسط اعمالهما يوم غد الاربعاء حيث سيتم بحث عدد من اوراق العمل المتعلقة بالمرأة والهجرة واللاجئين والتبادل الثقافي بين الشعوب والطاقة.