برشلونة - إفى
لا يمكن اعتبار استضافة برشلونة لخصمه أتلتيكو مدريد في قمة الجولة 22 من الليجا الإسبانية مجرد لقاء قمة، بل أنه عملياً قد يكون لقاء حسم اللقب لبرشلونة هذا الموسم في حال انتصاره.
مباراة بـ6 نقاط بين فريقي القمة في سلم الترتيب، برشلونة والأتليتي يتقاسمان الصدارة برصيد 48 نقطة، ويتفوق البلاوغرانا بامتلاكهم فرصة رفع رصيدهم بثلاث نقاط إضافية في حال فوزهم على سبورتنغ خيخون في لقائهم المؤجل، وهو الأمر الذي يعني بشكل عملي أن برشلونة أمام فرصة ذهبية للابتعاد في الصدارة بفارق 6 نقاط كاملة أمام أقرب ملاحقيهم، و7 نقاط على الأقل أمام الغريم التقليدي ريال مدريد الذي ما زال يبحث عن التوازن هذا الموسم.
قد يقول البعض أن الوقت مازال مبكراً للقول بأن انتصار برشلونة السبت على رجال سيميوني يعني حسم لقب الليجا، لكن الواقع يقول بأن البلاوغرانا سيستفيد كثيراً من توسيع فارق النقاط مع منافسيه قبل الدخول في معمعة دوري أبطال أوروبا، فمع الازدحام المرتقب لجدول المتنافسين الثلاثة المشاركين في الاستحقاق القاري، سيجد برشلونة نفسه أمام فسحة كبيرة ورفاهية توزيع الجهد والتركيز في بطولاته الثلاث التي ما زال ينافس عليها، وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية إضافية لضرورة الفوز على الأتليتي، تتمثل في خروج قطبي مدريد من بطولة الكأس وهو ما يعطيهما فرصاً أكبر للراحة مستقبلاً.
المباريات الأخيرة لبرشلونة تعطي انطباعاً بأن لويس إنريكي قد تفطن لمثل هذه الحقيقة، فسياسة التدوير التي اتبعها مؤخراً ربما جاءت لإراحة نجومه والوصول إلى قمة السبت في الكامب نو بالجاهزية القصوى، ليغلق ملف الليجا مؤقتاً وربما نهائياً مع قادم الجولات، والتركيز على الجبهة الأوروبية الأكثر صعوبة، والتي يواجه فيها آرسنال في الدور المقبل.
الظروف مواتية للبلاغرانا لتنفيذ هذا السيناريو، فالروخي بلانكوس تعرضوا خلال الأسبوع الماضي إلى هزتين، تمثلت الأولى في سقوطهم أمام إشبيلية في فخ التعادل وفقد نقطتين في صراع الليجا، ومن ثم الخسارة المدوية أمام سيلتا فيغو ووداع كأس الملك، هذه الأخيرة كانت مؤلمة لأن الفريق الذي تميز بقوته الدفاعية تلقى 3 أهداف دفعة واحدة، قد يكون لها دوراً في زعزعة الثقة قبل المواجهة الأصعب في الكامب نو.
النقطة الأخيرة التي تمنح برشلونة الأفضلية، هي الأسبقية النفسية والفنية التي فرضها ميسي ورفاقه أمام الأتليتي في آخر اللقاءات، فبعد أن شكل رجال سيميوني عقدة لبرشلونة في الموسم قبل الماضي، تمكن برشلونة من قلب الطاولة الموسم الماضي في كل المحافل، واستمرت هذه الحالة في هذا الموسم بانتصار ثمين حققه الكتلان في مباراة الذهاب على الفيسنتي كالديرون، رغم تقدم أصحاب الأرض بالنتيجة وقتها، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي بات يمتلكها رجال اللوتشو إنريكي في مواجهة التشولو سيميوني.
نحن إذن أمام مباراة بقيمة تتجاوز 3 نقاط، قيمة كبيرة سيسعى برشلونة لكسبها، في حين سيسعى الضيوف إلى عرقلة هذا السيناريو بأي طريقة ممكنة، ويبقى زيدان يراقب من بعيد ويأمل في تعثر برشلونة كي لا يتأكد من استحالة تحقيق اللقب ال33 للريال في هذا الموسم.
أرسل تعليقك