يسعى سكان قطاع غزة بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة على التخفيف من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ، ولكن الملاحظ في الآونة الأخيرة وجود أسلاك وكوابل كهربائية بجانب أسلاك الكهرباء الأساسية ، حيث تعتبر هذه الأسلاك والكوابل خطوط كهربائية جديدة يستفيد منها المواطنون من خلال اشتراكهم في مولدات كهربائية ضخمة وكبيرة تضئ أحياء بأكملها.
خالد أبو خوصة أحد أصحاب هذه المشاريع حيث بلغ عدد المستفيدين من مشروعه ما يزيد عن ألف اشتراك تتوزع ما بين منازل ومحلات تجارية بالإضافة لمختبرات وعيادات طبية .
وقال أبو خوصة في حديثه مع " فلسطين اليوم " أن بداية الفكرة كانت منذ أربع سنوات حيث كان يمتلك محل تجاري في سوق النصيرات وسط قطاع غزة ، وكان التيار الكهربائي ينقطع بصورة كبيرة مما دفعه هو وشريكه لجلب مولد كهربائي كبير نوعاٌ ليكون قادر على تشغيل المحل لساعات طويلة .
وأضاف أبو خوصة أنه بعد شراء ماتور من إسرائيل حجم توليده للكهرباء 250 كيلو وات ، فقام بإشراك بعض المحلات التجارية بجانب محله لكي يستطيعوا توفير ثمن السولار لتشغيل الماتور خاصة أنه يستهلك 14 لتر من السولار .
وتابع " فكرة الاشتراك لاقت إعجاب كثير من أصحاب المحلات وتواصل عدد كبير منهم معنا ، لرغبتهم في الاشتراك وذلك يعود لعدة أسباب أولها التخلص من أصوات مواتير الكهرباء الصغيرة التي كانوا يمتلكوها والتي كانت كثيراٌ ما تتعطل لأنها صغيرة ولا تستطيع العمل لساعات " .
ولفت أبو خوصة أن السبب الثاني يعود لقوة التيار الكهربائي التي كان ينتجها الماتور الكبير وبالتالي يستطيع صاحب المحل إنارة المحل بكامله وتشغيل التكييف أيضاٌ .
وأشار إلى أن المشروع بدأ يكبر وأصبح الأمر غير مقصور على المحال التجارية فقط ، بل أصبح يأتي له السكان وإخباره أنهم يرغبون في الحصول على خط كهرباء لمنازلهم أو عياداتهم وغيرها .
وأوضح أبو خوصة أنه قام باستيراد ماتورين الأول حجم توليده 330 كيلو وات ، والثاني 250 كيلو وات أيضاُ ، منوهاُ إلى أنه قام بوضعهما في أماكن متفرقة ليستطيع إيصال الخدمة لأكبر عدد من المواطنين .
وبين أن عملية توزيع وإيصال الاشتراكات للمواطنين ليس عشوائية بل يقوم بها مهندسين كهربائيين وباستخدام أفضل أنواع الكوابل وعلب التجميع لتجنب أي كارثة أو خلل ، مشيراٌ إلى أن الإجراءات الوقائية التي يتبعها في التركيب وتوزيع الخطوط جنبته أي مخالفات أو معارضة من البلدية .
واعتبر أبو خوصة أن هذا المشروع كان في البداية خاص ولكنه أصبح مشروع عام في النهاية حيث أن المواطن يستفيد من إنارة بيته خلال ساعات قطع التيار الكهربائي بالإضافة لإنارة الشوارع حيث قام بوضع بعض اللامبات المضيئة في الشوارع مجاناٌ التي ساعدت الناس كثيراٌ بالمشي ، مشدداٌ على أنها قللت من استخدام بعض الوسائل التي كانت تنتهي بكوارث للمواطنين مثل الإنارة بالشمع والتي أدت لكوارث معظم ضحاياها من الأطفال .
وأكد على أن حجم الاشتراك يكون على حسب مقدرة المواطن ، لافتاٌ إلى أن الشخص هو الذي يحدد قوة التيار الكهربائي الذي يريده حيث أنه لو كان منزل قد يحتاج إلى 2 أمبير مثلاٌ ، وإذا كان محال تجاري فيلزمه 4 أمبير وهكذا .
وأشار أبو خوصة إلى أن إغلاق الأنفاق أدى لارتفاع في قيمة الاشتراك حيث أن هذه المواتير تحتاج لكميات هائلة من السولار ، حيث كان السولار المصري سعره 3 شيكل تقريباٌ ، أما بعد إغلاق الأنفاق فالاعتماد على السولار الإسرائيلي الذي يصل سعر اللتر إلى 6 شيكل وهو ضعف ثمن لتر السولار المصري.
واختتم أبو خوصة حديثه بالمطالبة من الجهات المعنية بضرورة توفير السولار بشكل دائم لكي يستطيع المواطن الاستفادة من مثل هذه المشاريع بالإضافة لتوفير قطع الغيار اللازمة لهذه المواتير الضخمة ، لافتاٌ المعاناة التي يلاقوها عند تعطل قطعة ما لأن مصدرها الوحيد هو إسرائيل .
أرسل تعليقك