خديجة عمر تكتب التاريخ كأول صومالية محجبة تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون

 يشهد العالم منافسة تنطلق في 17 نوفمبر الجاري، على لقب ملكة جمال الكون، تلك المسابقة التي تشهد مشاركة ملكة جمال لبنان ندى كوسا، ولجين صلاح من مصر، إلى جانب خديجة عمر، التي تعد أول ملكة جمال للصومال تنافس على هذا اللقب على الإطلاق، وذلك في نسختها التي ستقام في المكسيك.
لا يعد منافسة خديجة عمر الأولى من نوعها لكونها تمثل الصومال فقط، ولكن لكونها أول امرأة محجبة تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون، لتتوج رحلتها التي انطلقت من مخيم للاجئيين، ووصلت بها للعالمية.

وردت خديجة عمر، في مخيم "هاغاديرا" للاجئين في كينيا، وفي عمر العاشرة انتقلت مع أسرتها إلى كندا، ولاحقت بدأت عملها في مجال عروض الأزياء والتصميم الفوتوغرافي.
 بفضل تجربتها الشخصية كلاجئة، تحرص خديجة على استخدام منصتها لرفع الوعي حول قضايا اللاجئين وحقوق المرأة، إلى جانب تركيزها على أهمية الشمولية والتنوع في مجال الجمال والموضة.

في عام 2021، كانت خديجة أول ممثلة لصوماليا في مسابقة ملكة جمال العالم، حيث حققت إنجازًا كبيرًا بوصولها إلى قائمة أفضل 13 متسابقة في المسابقة التي أُقيمت في بورتوريكو.

وبحلول العام الحالي، استطاعت خديجة عمر أن تتخذ خطوة جديدة في مسيرتها بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون التي تعقد في المكسيك، حيث تسعى إلى تحدي معايير الجمال التقليدية وتمثيل الفتيات المسلمات في هذه المنصات العالمية، مما يجعلها مصدر إلهام للكثيرين، حيث يتابعها عبر إنستغرام أكثر من 71 ألف متابع.

خديجة عمر التي تبلغ من العمر 23 عاماً، شاركت قبل أيام صوراً لها عبر حسابها الشخصي على منصة إنستغرام، والتي ظهرت فيها بفستان طويل منسدل بأكمام واسعة باللون الزهري، وأضيف به تطريزات كريستالية براقة من اللؤلؤ، وتزين بحزام رفيع في منطقة الخصر.

نسقت خديجة عمر إطلالتها مع وشاح برونزي اللون، وأضافت أقراط من اللؤلؤ الأبيض، واعتمدت من الناحية الجمالية على مكياج العيون الدخاني، والماسكرا، وحددت ملامحها باللون البرونزي مع ملمع الشفاه حيادي اللون.

إلى جانب دورها كملكة جمال، خديجة هي أيضًا خبيرة في مجال التجميل، حيث تعمل كفنانة مكياج، وتدرس علم النفس في جامعة "يورك" بكندا، بالإضافة إلى عملها كمصورة فوتوغرافية.

وعلى حسابها بإنستغرام تنشر خديجة عمر الكثير من جلسات التصوير وفعاليات مسابقة ملكة جمال الكون في نسختها الـ 73، حيث عبرت عن سعادتها الشديدة بالوصول إلى هذا الإنجاز من خلال صورة ظهرت فيها ترتدي وشاحاً رسمياً يحمل اسم بلدها الصومال، وكتبت عليها: "الصومال، لقد نجحنا! سأرتدي بكل فخر أول وشاح رسمي للصومال".

عبّرت خديجة عمر عن فخرها بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون بوصفها "أول ملكة جمال للكون من الصومال وأول محجبة" تظهر على هذا المسرح الدولي.

وأوضحت أن هذا الحدث يمثل تحقيقاً لحلم كبير لطالما راودها، مشيرة إلى أن تمثيل الصومال يجسد فكرة أن "حتى في ظروف النزوح، تظل جذورنا متينة وحكاياتنا قوية".

كما أكدت خديجة أن هدفها من هذه المشاركة هو تكريم صمود شعبها، وأن تكون صوتاً لمن عانوا من ويلات النزوح، كما حدث مع عائلتها، مضيفة: "أرغب في إظهار أن ارتباطنا بالصومال وتراثنا يظل قائماً، مهما ابتعدنا عن موطننا".

وفي حديثها عن كونها أول محجة تخوض غمار هذه المنافسة، أكدت أن حجابها هو خيار شخصي يعبر عن علاقتها الروحية، مشيرة إلى أن تمثيلها للصومال بهذا المظهر يعزز من مكانة المرأة المسلمة، ويكسر الصور النمطية، مشيرة إلى أنها تسعى لتمكين الفتيات الأخريات اللاتي يواجهن ضغوطًا اجتماعية مماثلة.