المراة كائن تختلف بمكوناتها وبطبيعتها الجسدية والنفسية عن الرجل, لكن هذه الطبيعة الأنثوية تضعها أحياناً في مواقف لا تملك ان تسيطر عليها أو تتحكم بها.
بالطبع أنا أتحدث هنا عن العذر الشرعي الذى يمنع المراة أحياناً من صيام رمضان ومن أداء واجباتها الدينية خلال هذا الشهر الفضيل بالإضافة لذلك فإنه يتسبب أحيانا بمواقف محرجة هي بغنى عنها.
مازالت تلوح بذاكرتي براءة الطفولة وكيف يصدق الطفل ما يقوله الكبار. في صغري عندما كنت أجد إحدى قريباتي تشرب بالسر أسارع بإخبار أمي وكأنني قمت باكتشاف فظيع فكانت أمي تبتسم وتخبرني بأنها مريضة حتى كبرت وعرفت ما هو هذا المرض!
أنظر أحياناً الى طفلي الصغير وأتسائل ماذا لو وجدني بنفس الموقف هل سأشرح له الوضع بطريقة مبسطة تناسب عمره أم أنني سأكتفي بإخباره أنني مريضة؟
قبل أن أقرر أي إجابة سأختار طرحت هذا السؤال على مجموعة من صديقاتي المتزوجات ولديهن أطفال أكبر من طفلي فكانت ردود بعضهن تتضمن مواقف حقيقية تعرضن لها جاءت كالتالي:
تقول إحدى صديقاتي أنها شعرت بعطش شديد وقررت ان تتسلل الى المطبخ خلسة لتشرب الماء دون أن تدرك بمراقبة طفلها لها وقت الإفطار كانت قد قد دعت مجموعة منتسائل أحياناً هل الشك هو صفة ملازمة للمرأة؟ أم أن التجارب التى تمر بها المراة والأقاويل التى تسمعها تجعل من هذه الصفة خصلة أساسية لا تستطيع التخلي عنها؟
في بداية زواجي كانت لدى زوجي عادات تزعجني أحياناً, لكننا بالنقاش والتفاهم استطعنا أنا وهو ان تقوم هذه العادات ونجعلها مقبولة. وأذكر من الطباع التى كانت تزعجني بزوجي هي تأخره أحياناً عن المنزل دون أن يخبرني الأمر الذى كان يثير غضبي. بالطبع أنا أثق بزوجي وأعلم أن تغيبه سيكون بسبب العمل لكنني أحب ان أطمئن عليه وأن أتأكد أنه بخير.
رغم تخلي زوجي عن هذه العادة إلا أنني مازلت أظلمه معي أحياناً بشكوكي وهذا ما حدث بآخر موقف. كما اعتدنا في كل رمضان بعد الإفطار يذهب زوجي لصلاة التراويح وأبقى أنا برفقة طفلي الحبيب ننتظر عودته. وفي إحدى الأيام تأخر زوجي عن موعد عودته مما جعل بعض الشكوك تعود من جديد و بعض الوساوس تبدأ برسم تهيؤات لا وجود لها في مخيلتي. فموعد الصلاة قد انتهى أين يجب أن يكون؟
قررت أن أتصل به لأطمئن عليه وإذا بهاتفه المحمول يرن بالمنزل, فهو عادة يترك هاتفه أثناء الصلاة الأمر الذى زاد من غضبي. وأخذت أنظر الى الساعة وأحسب الوقت الذى يمكن أ
...
قرأت في إحدى المقالات عن الخرافات التى قد تلجأ لها بعض الشعوب لإبعاد الحظ السئ, بالطبع أنا لا أؤمن بهذه الأقاويل لكنني لا أعرف لماذا لا أمتلك الحظ الجيد في عزوماتي مع أهل زوجي!!!
بعض النساء يخفين مشاعر الحقد والضغينة لأهل الزوج, فيقمن بالمستحيل ليفسدن اللحظات الممتعة التى تجتمع بها العائلة,وخاصة على مائدة رمضان, لكنني والحمد لله أحب أهل زوجي وأكن لهم كل تقدير وإحترام, بل إنني أعتبرهم أهلي ومثلي الأعلى وأفتخر بأنني أنتمي إليهم.
وعندما تحترم شخص وتريد أن تظهر له هذا الحب كما جرت العادة في تقاليدنا العربية فإن الولائم والعزومات هي خير دليل على التقدير والإحترام.
في حكايتي مع عزومات رمضان وأهل زوجي الكثير من الطرائف والمواقف المحرجة والتى لا أريد أن اتذكرها حتى!
أول عزومة لأهل زوجي كانت في رمضان كنت في ذلك الوقت عروس جديدة ولكن عادات رمضان تحتم علينا تبادل العزائم وهذا ما أردت فعله مع أهل زوجي.
كلمت زوجي وأخبرته عن رأيه في أن نعزم أهله على الإفطار, في البداية حاول أن يتهرب "وكأنه يعمل ماذا سيحدث" بحجة انني مازلت جديدة في عالم الطهي لكنه بعد ذلك اقتنع. تحمست كثيراً فهذه هي المرة الأولى التى سأك
بالنسبة لنا رمضان ليس مجرد شهر فضيل نكرسه للعبادة فقط, بل هو فرصة لتقارب الأهل ولمة العائلة, فلا تكتمل بهجة رمضان إلا باجتماع العائلة على سفرته. هذه هي الصورة التى اعتدت على رؤيتها منذ صغري, وحتى بعد الزواج جرت العادة على أن نتناول طعام إفطار أول يوم رمضان مع أهل زوجي.
أحببت هذا العام أنا وزوجي أن نكسر الروتين ونستعيد بعض الذكريات الجميلة التى نسيناها بسبب مشاغل الحياة الكثيرة, فقررنا أن نتناول إفطار أول يوم بالمطعم كنوع من التغيير, ونؤجل إفطار العائلة لليوم التالي.
تكلمت مع والدتي واستأذنتها باستضافة طفلي خلال ساعتين على أمل ان أحظى ببعض الوقت أجدد من خلاله ذكريات جميلة جمعتني مع زوجي بمطعمنا المفضل أيام الخطوبة.
وتجنباً لمشكلة الإزدحام خرجنا من المنزل في ساعة مبكرة لأوصل طفلي الى منزل أهلي و نتابع طريقنا الى المطعم. كل الأمور والمؤشرات كانت تدل على أننا سنحظى بوقت لطيف. فالأجواء هادئة لا وجود لأشخاص متهورين, والطرق سالكة والحمد لله.
وصلنا الى مطعمنا المفضل وأنا متشوقة لأرى الطاولة التى اعتدنا الجلوس عليها أنا وزوجي أيام الخطبة, لكنني فوجئت بازدحام شديد والكثير من الأشخاص بحيث لم أستطع أ
بصراحة لم أكن يوماً من هواة إعداد الطعاموالتفنن بالطهي, فكنت دائمة الإنشغال بدراستي وعندما تخرجت وبدات مسيرتي المهنيةانشغلت بالعمل واعتمدت على أمي حفظها الله وطعامها الذى لا يقاوم. لكن بعد الزواجانقلبت الموازين وأصبح من إحدى واجباتي كربة أسرة أن أنمي هذه المهارة وإلا...
بصراحة زوجي ليس من الصنف الذى يعشق التنوعبأصناف الطعام وهذه نعمة أحمد الله عليها ولكن في المقابل زوجي من الرجال الذينيحبون تناول وجبة لذيذة حتى لو كانت بسيطة المهم "النفس" كما يقول ليدائماً.
في ذكرياتي لأول سنة زواج خلال شهر رمضان كانزوجي "حقل تجارب" أستمد منه خبرتي وأطور بها خبراتي في فنون الطهي.فكانت حجتي دائماً انني جديدة العهد لكنه كان يأخذ الأمور ببساطة ويقول سنرى العامالمقبل.
في ثاني رمضان لنا تغيرت الأحوال وأصبحت أماًلأول مره في رمضان وحجتي هذه المره كانت ضيق الوقت فساعات عملي وطفلي حديث العهد كانايأخذان كل وقتي مما جعل لمذاق أطباقي صنفان "محروق" أو "غيرناضج" . فما كان على زوجي إلا أن يبتسم ويقول لي سنرى في رمضان القادم.
هذا الرمضان كنت والحمد لله على أتمالإستعداد فبعد سنتين من الخبره لم تعد لي أية حجه. لذلك قررت هذا
أرسل تعليقك