القاهرة - فلسطين اليوم
اختتم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هيثم الحاج علي، القائم بتسيير أعمال الأمين العام للمجلس مساء أمس الخميس، فعاليات الاحتفال باليوبيل الذهبى لرحيل على عبد الرازق، بمائدة مستديرة عنوانها "علي عبدالرازق والدولة المدنية"، وأدارها الدكتور حسن طلب.
وبدأ الدكتور طلب الفعالية بتناول أهمية كتاب على عبدالرازق (الإسلام وأصول الحكم) فى بلورة فكرة الدولة المدنية التى تنفصل فيها السياسة عن الدين، بإعتبار أن هذا الانفصال هو الخطوة الضرورية التى تقيم دعائم العلمانية، مشيرًا إلى المحاولات السابقة لعلى عبد الرازق فى هذا الاتجاه منذ النصف الأخير من القرن التاسع عشر، خاصة محاولة حسين المرصفى فى (رسالة الكلم الثمان)؛ وتوقف أيضا عند بعض المحاولات اللاحقة، خاصة ما طرحه خالد محمد خالد فى كتابه المهم: (الدين فى خدمة الشعب).
ومن جانبه، القى الدكتور عاصم الدسوقى عضو بالمجلس الأعلى للثقافة الضوء على ما أحاط بكتاب على عبدالرازق من ظروف سياسية عكست الصراع القائم بين القوى والأحزاب السياسية فى ذلك الوقت.
أما الدكتور عمرو كامل حامد - حفيد الشيخ على عبدالرازق - فقد توقف عند المخطوط الأصلى الذى تمتلكه الأسرة للكتاب؛ وأوضح مغزى بعض العبارات فى هذا المخطوط، مشيرا إلى زيف الادعاءات التى زعم أصحابها أن على عبدالرازق لم يكن هو مؤلف الكتاب، أو أنه تراجع فيما بعد عن الأفكار التى وردت فيه.
وأوضح الدكتور سمير مرقس - عضو المجلس - الحاجة الماسة الآن إلى ما طرحه على عبد الرازق من أفكار؛ خاصة ضرورة الانتقال من الدولة الدينية إلى الدولة المدنية؛ فى ظل ما نعانيه هذه الأيام من تعصب، ومن تطرف يعبر عن نفسه بالأعمال الإرهابية، من أجل إقامة ما يسمى بالدولة الإسلامية.
وأضاف الدكتور حسام عبدالظاهر الباحث بدار الكتب والوثائق، أن المتخصص فى التحقيق العلمي الدقيق لتراث على عبدالرازق، يستدرك ما ساد من أخطاء فى مختلف الطبعات السابقة لكتاب (الإسلام وأصول الحكم)؛ مؤكدا أن هناك أعمالا أخرى لعلى عبدالرازق لم تنشر من قبل؛ وهو يعمل بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية على نشرها نشرة علمية محققة.
ووألقى سيد محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة؛ الضوء على ما يمثله كتاب (الإسلام وأصول الحكم) من نقطة تحول أساسية يمكن أن يؤرخ بها لمسيرة النهضة المصرية فى النصف الأول من القرن العشرين.
وأوضح كيف أن كبار المفكرين المعاصرين؛ من أمثال محمد أركون؛ يعتبرون هذا الكتاب مثالا لفك الارتباط بين اللاهوت والسلطة.
أرسل تعليقك