يعود تاريخ السينما الفلسطينية سواء الأفلام التسجيلية أو الروائية, إلى ثلاثينات القرن العشرين ما قبل النكبة الفلسطينية.
وكان أول فيلم روائي فلسطيني عام 1946 "حلم ليلة" من إخراج صلاح الدين بدرخان، حيث عرض في كثير من البلاد.
وفي عام 1938، قام المخرج حسن إبراهيم سرحان بتصوير فيلم مدته 20 دقيقة عن زيارة الملك عبد العزيز آل مسعود إلى فلسطين ورافق الملك في تلك الرحلة وقلم بصنع فيلم روائي تحت اسم "أحلام تحققت" بمشاركة مع جمال الأصفر ومصور يهودي يدعى ناثان لم يتم ذكر اسمه بسبب ديانته.
وترددت أقاويل أن فيلم "أحلام تحققت" من إخراج خميس شبلاق وليس حسن إبراهيم سرحان بل هو ساعد في إنشاء العمل.
وأسس سرحان استديو فلسطين وقام بإنتاج فيلم "عاصفة في بيت" ومن أبرز مخرجين الثلاثينات المخرج أحمد الكيلاني وهو درس السينما في القاهرة وأسس مع جمال الأصفر "الشركة العربية لإنتاج الأفلام السينمائية".
وقبل عام 1948، أنتج المخرج محمد الكيلاني كثيرًا من الأفلام القصيرة وقام بإخراج فيلم عن القضية الفلسطينية بتكليف من الجامعة العربية ولكن لم يكتمل بسبب النكبة الفلسطينية, وبعد النكبة تمكن من إنتاج فيلم روائي فلسطيني طويل عام 1969 تحت اسم "ثلاث عمليات في فلسطين".
وشارك المخرج مصطفى أبو علي في أول فيلم سينمائي بعد النكبة، ويعتبر أول أفلام الثورة الفلسطينية السينمائية تحت اسم " لا للحل السلمي" مدته 20 دقيقة.
وفي عام 1971، أخرج أبو علي فيلم "بالروح بالدم"، وأيضًا "ليس لهم وجود".
ويدين هذا الفيلم الانتهاكات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والمحاولة المستمرة من أجل التخلص وتهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه.
وبدأت السينما الفلسطينية في وقت وصلت فيه السينما العالمية إلى مستوى كبير من الرقي، كان فيلم " ليس لهم وجود" ما قبل النكبة وتعرض للكثير من المشاكل والأخطاء المقدمة الطويلة والتصوير وفي عرض المشاهد، ولكن رغم المشاكل يعتبر بداية مميزة في السينما الفلسطينية.
أما بالنسبة للسينما الغربية، يعتبر لويس وأوجست لوميير مخترعي السينما وأطلق عليهما الأخوين لوميير وتم عرض أول فيلم لهما في عام 1895 عقب اختراع التصوير الفوتوغرافي في عام 1839.
ويوجد فرق كبير ما بين أول فيلم غربي وأول فيلم فلسطيني بمقارنة مع أول فيلم فلسطيني من بعد النكبة "ليس لهم وجود"، ويرجع ذلك لنقص الخبرة الفنية.
وكان هناك كثير من المبادرات السينمائية ما بعد حرب حزيران/يونيو وأخرج عبدالوهاب الهندي فيلميه "كفاح حتى التحرير"و"الطريق إلى القدس" يتحدث من خلالهما عن القضية الفلسطينية من خلال قصص النضال الفلسطيني ضد الاحتلال.
وفي السبعينات، قام المخرج يوسف شعبان محمد بإخراج فيلم روائي تحت اسم "الطريق" 1973 وتستمر السينما الفلسطينية إلى الآن، ويوجد الكثير من الأعمال المميزة، ولكن لماذا دائمًا السينما الفلسطينية أقل من السينما العربية والغربية وماذا ينقصها لترتقي إلى مستوى السينما الغربية والعربية.
وأوضح المخرج الفلسطيني محمد الكرمي لـ" فلسطين اليوم" "ينقص السينما الفلسطينية كثيرًا من الأشياء ليس فقط مادية وأيضًا الخبرة والحرفية.
وأضاف الكرمي "نفتقد إلى كتاب روايات حقيقيين، ومن المعروف أن الكتابة في التلفزيون والسينما تختلف جدًا وهي ليس بمجرد رواية لأن الفيلم بحاجة إلى سيناريو يؤلف باحترافية يجسد موضوع الرواية لتنفذ على أرض الواقع.
وأكد المخرج الفلسطنين، أن كل هذا الكلام لا يعمم على الجميع، مضيفًا أنه يعتبر كل الأفلام الفلسطينية محاولات سواء كان على صعيد كتاب أو مخرجين أو ممثلين.
وأبرز الكرمي، أن هناك محاولات أبدعت أمثال هاني أبو أسعد ونجوى النجار وغيرهم وكمخرجين فلسطينيين وصلت فلسطين بهم إلى العالمية و من خلال فيلم "عمر" إخراج هاني أبو أسعد.
وواصل حديثه، "وما ينقص السينما الفلسطينية المال والخبرة وموضوع الخبرة بدرجة أولى، وتم دراسة الموضوع المادي في الخارج مما يشجع دعم العمل الفني في حال وجود مقابل مادي.
تم إصدار فيلم "عمر" في عام 2013 وتتمحور قصته حول عمر الخباز الذي يواجه يوميًا رصاص الاحتلال والجدار للقاء حبيبته ووصل الفيلم للعالمية ولكن وجهت إليه انتقادات من ناحية التمثيل.
وذكر المخرج حمزة عبد القادرة، في حوار لـ" فلسطين اليوم": ينقص السينما الفلسطينية الخبرة وأولها النظرة السينمائية وأن تكون هناك قناعة بقدرتنا على صنع ما يصنعه الآخرون.
وأوضح مخرج البرامج في تلفزيون فلسطين محمد فرج أن مشكلة السينما الفلسطينية الاحتكار.
بينما أفاد محمد الحافي ممثل من طولكرم وهو أحد أبطال فيلم "غراب البين" أن ما ينقص السينما الفلسطينية الدعم المادي والنفسي وتشجيع الأعمال الفنية كأعمال هادفة ناقدة ساخرة.
وأردف الممثل "نحتاج إلى بناء جيل واع من أجل الحصول على بصمة فلسطينية متميزة في جميع النواحي سواء غناء أم تمثيل.
وشدد على أن ما ينقص السينما الفلسطينية هو الخبرة والمال وراع للأعمال الفنية وعدم توفير كل ما يحتاج له العمل الفني سواء مهندسين صوت أو إضاءة.
وتتعدد الآراء بخصوص ما ينقص السينما الفلسطينية الخبرة أم المال أم الضعف في الممثلين أم نقص كتاب محترفين في كتابة السيناريو أو أن هناك خبرة ولكن بحاجة لدعم مادي أو العمل بحاجة لمحترفين وبحاجة لتنظيم واختيار الكفاءة والخبرة.
أرسل تعليقك